المتصّفح لمختلف عناوين الصحف الرياضية العالمية وكذا المانشيتات الإشهارية فيما يخص الفن النبيل والرياضات القتالية المختلطة لن يخطر له بال بأن عمالقة الملاكمة هؤلاء وفي المنافسات الدولية في صنف الهواة ذاقوا مرارة الهزيمة على يد الجزائريين، قد يعتبر البعض ذلك من باب الدعابة أو كذبة أبريل لكنها الحقيقة التي نفتخر بها ونتأسّى عليها في آن واحد.
فالملاكم موسى مصطفى حصل له الشرف أن تقاسم الدرجة الثالثة من البوديوم الأولمبي في ألعاب لوس أنجلوس ذات صيف من عام 1984 مع بطل العالم في الوزن الثقيل لعدة مرات إيفاندير هوليفيلد الذي أذاق بدوره مرارة الهزيمة للأسطورة مايك تايسون. والانجاز الآخر الذي لا يقل مرارة من سابقه هو هزيمة ابن مدينة الأمير عبد القادر معسكر مجهود نور الدين للبطل العالمي الذي لم يهزم طيلة مشواره الإحترافي والذي أكمله بلا هزيمة فلويد مايويدرز ذات شتاء من عام 1995 خلال بطولة العالم التي أقيمت في فيلندا. ونحن من خلال هذا العمود نعتبر هذه الإنجازات التي بقيت مطّرزة بأحرف من ذهب مرصّع في سجّلات الرياضة العالمية والأولمبية بمثابة إخفاقات لأن أبطالنا أضحى يبكي عليهم الزمن فيما دخل هوليفيلد ومايويدر سجلات مجلة فوربس لأثرياء الرياضة العالميين وأضحت ثرواتهم تقدر بملايير الدولارات.
واللبس هنا لا يكمن في محدودية المستوى الفكري لأبطالنا بل يتعداه للسياسة الرياضية التي لم تكن في المستوى أناذاك حيث أنه كادت الجزائر أن تعرف على الصعيد العالمي الاحترافي لو أولت الاهتمام بهؤلاء كما فعلت الفلبين أفقر دولة في المحيط الباسيفيكي مع بطلها العالمي باكياوو الذي جعل الفلبين تقّدر عالميا من خلال انجازاته.
ونحن هنا لا نبكي على الأطلال من خلال هذا العمود رغم أن حالة الملاكم مجهود مزرية فهو حاليا يشتغل بائعا فوضويا للبطاطا في أحد أسواق معسكر .
بلنناشدالمسؤولينفيبلادناعلىالاهتمامبمايمكنالاهتمامبهحاليامنعيارالملاكمفليسيوبنشبلةوالبقيةالمتبقيةالتيتتدربفيأقبيةالعماراتمنأصنافصغرىفياليتصرخاتناتلقىآذاناصاغيةكيلايتكررسيناريوهوليفيلدومايويدرعلىحسابكرامةالرياضةالجزائرية.
بقلم : لكحل محمد