تعتبر كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية في العالم بل إن علماء الاجتماع يصنفونها ضمن الظواهر التي باتت بفضلها تقاس قوة الدول شأنها شأن أصحاب الاقتصادات القوية، فمن يملك منتخبا قويا كمن يملك بورصة وولستريت، فالبرازيل رغم فقرها المدقع أصبحت تعرف بكرة القدم وما تدره من نجوم الصامبا أكثر مما تعرف بشأن تصديرها للقهوة والكاكاو، وإذا كانت رياضة التنس رياضة الأغنياء ومتتبعيها أغلبهم من أصحاب السيارات الفارهة والقصور الفخمة فإن كرة القدم هي قبلة الغني والفقير التي يتقاسمون في ميادينها الفرجة والمتعة. فمعظم النجوم التي تلألأت في سماء المجد الكروي جاءت من رحم الفقر والمعاناة وآخر هذه الأمثلة وليس آخرا هو اللاعب المغربي حكيم زياش الذي لولا ممارسته كرة القدم لكان ضمن مافيا ترويج المخدرات في شوارع أمستردام وهذا استنادا لتصريحات مدربه في صنف الناشئين، ذات اللاعب بفضل إتقانه اللعبة استطاع أن يصنع لنفسه وعائلته اسما بات رقما صعبا في معادلة تشيلسي التي يعتبر أول الوافدين إليها بعد العفو عن إدارتها بالنسبة لمخالفتها لقواعد اللعب النظيف ويعوّل لومبارد على أسد الأطلس كي يزأر في ميادين انجلترا تماما كما صال وجال في ملاعب هولندا أين أذاق لاعبي أندية بلاد الطواحين الأمرين بفضل سرعته المكوكية وأهدافه الصاروخية وإذ نتمنى مزيدا من الرقّي لحكيم زياش ففي المقابل نتمنى أن ينقب المسؤولون عن كرة القدم في بلادنا أيضا عن المواهب في جسد الجزائر العميقة وحتى في دور الطفولة المسعفة أو الأحياء الفقيرة فمن يدري ربما تقبع هناك جواهر تنتظر التنقيب والاعتناء فلا ننسى أن رونالدينيو اكتشفت مهاراته في شواطئ ساو باولو والنجم الإيطالي باولو روسي جيئ به من السجن إلى مونديال خيخون وكان سببا في إحراز السكوادرا أزورا للقب العالمي.
بقلم : لكحل محمد