من خلال إعدادنا لعدد اليوم آثرنا اقتباس موضوع الافتتاحية من الخط الافتتاحي للجريدة والتي تساند كل ما هو فير بلاي أو بمعنى اللعب النظيف الذي بتنا في أمس الحاجة إليه، ففي طيّات اليومية اليوم ركزنا على أسياد الفير بلاي واخترنا مثالين لا يزالان يصنعان الحدث رغم وفاة الأول وتقاعد الثاني.
أما المثل الأول فيتعلق بالأسطورة محمد علي كلاي الذي رغم سطوته الشرسة في عالم الفن النبيل، إلا أنه ظّل البطل داخل الحلبة وخارجها بدون منازع ، كيف لا وهو الملاكم الوحيد الذي كان يحمي الخصوم عند تلقيهم الضربات الموجعة فبدل أن يرسلهم إلى المشفى أو إلى مثواهم الأخير كما يفعل أبطال الوزن الثقيل كان يوحي للحكم بإيقاف النزال حفاظا على صحة وكرامة المنافس وفعل ذلك حتى مع أشرس خصومه جورج فورمان في الزائير وذات الملاكم تحّول من كاره لمحمد علي إلى محب ودود وحتى بعد أن فارق المرحوم علي الحياة لا يزال يتذكره فورمان باحترام لا نظير له فمحمد علي أصبح بالفير بلاي الذي تمتع به في الرياضة محبوب السياسيين بلا استثناء كيف لا وهو من بطلب وحيد استطاع حل أزمة الرهائن الأمريكان في حرب الخليج ولاقى السمع والطاعة من صدام حسين، لا لشيء إلّا لأنه محمد علي كلاي بطل الإنسانية والروح الرياضية.
والمثل الثاني يتعلق بمحمد رشوان المصارع المصري الذي ضرب أروع الأمثلة هو الآخر في أخلاق النبل والفرسان بترك مصارع القرن ياماشيتا يتوج بالذهب في المنافسة الأولمبية لا لشيء إلا لأنه لم يرد ركل رجل الياباني المصابة ونظير هذا التصرف النبيل نال الرضى حتى من قبل إمبراطور بلد الشمس الباردة فبات أيقونة في اليابان وتلقّى النياشين لأنه ببساطة التزم بقواعد اللعب النظيف والنزيه. وبات سيدا على الساموراي وكتب قصة في النبل لا يزال اليابنيون يقرؤونها لأبنائهم حتى الآن في اليقظة وليس في المنام، فيا ليت كل الرياضيين يقتدون بمن وقّعوا على مسيراتهم بمصطلح الفيربلاي.
بقلم : لكحل محمد