عرفت كتيبة بلماضي تطعيمات نوعية مؤخرا حيث ضمت تشكيلة المحاربين أسماء لامعة من عيار رامز زروقي الناشط في نادي تفنتي من هولندا وأيضا طوبة القادم أيضا من بطولة الطواحين دون نسيان خاسف الناشط هو الآخر في البطولة البرتغالية والقاسم المشترك بين هؤلاء اللاعبين هو حب الوطن قبل أي اعتبار حيث أنهم اختاروا ألوان الراية الوطنية رغم العروض التي تلقوها من لدن الفرنسيين الذين ما فتؤوا يطلبون خدماتهم لصالح الديكة لكن تجربة نبيل فقير وحسام عوار استخلص الثلاثي المذكور منها العبر وفضلوا اللعب بكرامة مع منتخب الأباء والأجداد وهو ما يمثل الأصل عوض الجلوس في دكة الإحتياط لدى الفرنسيين رافضين تقليد من استبعدهم المدرب ديديه ديشامب وجعلهم أضحوكة بين الأجناس.
لم يعد المنتخب الوطني الذي فاز بكأس إفريقيا في بلاد الفراعنة ذلك الفريق الذي يجري وراء المحترفين حتى يقبلوا بعد تفكير جلّي القدوم لتدعيم النخبة الوطنية، حيث فيما مضى كان كل من يرتدي زّي المحاربين يلعب في أدنى الدرجات في البطولات الأوروبية، أين كانت الأزمة التي مرت بها بلادنا في سنوات الجمر تعكس تدهور الاقتصاد فما بالك الرياضة التي كان تنّفر المغترب من جزائريته حتى مقابل تمثيل راية وطنه، لكن في ذلك الوقت برهن بعض الأشاوس على حب الوطن رغم ما كان يمر به من محن، فإضافة إلى قبول المرحومة وردة الجزائرية أي دعوة للوقوف على مسارح الغناء في الجزائر، لبّى أمثالها الدعوة في صفوف المنتخب الوطني وبات حب الوطن كالسيروم يسري في دمائهم يمدهم بالغرينتا التي حققوا بها في عهد السلم والجزائر الجديدة المعجزات، ولعل ألمع اسم نحن بصدد التقديم له هو المايسترو بلماضي الذي قبل دعوات النخبة رغم ما عاناه من حقرة وكان هو يدفع من أجل أن يلعب للجزائر من خلال دفعه مصاريف التنقل خلال التربصات، ورغم ما عانى منه لا يزال يضّحي من أجل بلد المليون ونصف شهيد ولعل العاطفة الأبوية هي التي أرضعته حب الراية فالأرشيف المرئي في أول لقاء له مع الخضر كفيل بإظهار والده يذرف الدموع وابنه يلعب لفائدة المحاربين في ملعب 5 جويلية ذات صيف مع نهاية التسعينات، فحتى وإن تعثر بلماضي وهو ما لا نفّول عليه فله كل الاحترام والتقدير فبفضله انقلبت دّفة حب الوطن والمنتخب لدى المغتربين من نقيض اللعب لصالح الدّيكة إلى لبس ثياب المحاربين، فحتى مغتربو الأصناف الصغرى أصبح هدفهم الأول والأخير حاليا هو اللعب لفائدة الأفناك بكل فخر واعتزاز وتشكيل فريق الشبّان من خليط الأندية الفرنسية مؤخرا لخير دليل على هذا الكلام حيث اسالت تشكيلة محمد لاسات العرق البارد لكل منتخب التقوا به فحيا الله بلماضي الذي استطاع بتضحياته الجسام أن ينسينا في الماضي ونقول لكل من أدار ظهره لنداء الوطن الرياضي «مرحبا بالقماقم ولا مرحبا بالقباقب».
بقلم : لكحل محمد