على وزن بيت الشعر الشهير للمتنبي، نرجو أن يأتي التجديد العام المقبل وبلادنا والأمة الإسلامية في رخاء وسلم وأمان، ورغم الأزمة الصّحية التي نّمر بها من خلال الوباء اللعين الذي بات المتحكم في اقتصادات الأمم وكذا الحركة الرياضية، نرجو أن يكون هذا الموسم بمثابة صفحة سلبية يجب نسيانها أو حلم مزعج يجب تناسيه لكن مثلما تقتضيه الحكمة فإن الأزمة في بلادنا ولّدت الهّمة. حيث أظهرت حجم التآزر والتلاحم خصوصا من قبل شريحة المجتمع المدني التي ضربت الجمعيات الناشطة في نسيجها الأمثال في خدمة المعوزين سواءا من خلال تدخلاتها التضامنية الميدانية خلال بدايات الزمن الكوروني أو حتى في شهر الصيام من خلال توزيع القفف الرمضانية على كل من ضاق به الحال، وضرب بذلك الجزائريون أروع الملاحم الإنسانية بدون رياء ودون انتظار رّد الجميل وهنا اختلطت الرياضة ومسيريها بمعاني التسامح والتكاثف معلنة بذلك بأن الجزائر الجديدة لن تنكسر والتاريخ يشهد بأن بلادنا سبق لها وأن تغّلبت على العديد من الحروب والمظالم من قبل المستعمر الغاشم، فما بالك بالطواعين وما شابه ذلك من الأمراض الخبيثة التي لم تستطع بفضل حنكة وتآزر الجزائريين أن تنال من وحدتهم وتماسكهم بوطنهم الأم.
وما زاد التضامن الجمعوي رونقا هو وقوف نجوم الرياضة في بلادنا بكل أطيافهم ومختلف اختصاصاتهم إلى جانب الهّبة الشعبية التضامنية مع المعوزين. حيث أبدع في فعل الخير كل من بلايلي ومحرز وغلام وغيرهم كثيرون والقائمة لا تزال طويلة وبرهنوا للعالم أن المجد لا يقاس في الميادين الرياضية فحسب بل يضاهيه أو يفوقه مرتبة من خلال الجود والكرم لشعب آمن بنخبته حتى النخاع، كيف لا وهو الذي طالما حلم بإنجاز التتويج باللقب الإفريقي في بلاد الفراعنة والذي بمجرد التفكير فيه منذ موسمين كان بمثابة معجزة عرف الجزائريون كيف يترجمونها إلى إنجاز عالمي ميدانيا، وهنا يجدر بنا الانحناء احتراما لما قدمه ويقدمه المجتمع المدني بكل أطيافه وكذا عناصر النخبة من خلال الالتفاتة الإنسانية وعيد سعيد لكل الجزائريين أينما حلوا وأينما ارتحلوا والرحمة لكل من سلم الروح لبارئها في زمن الكورونا والصبر والسلوان لمختلف العوائل المفجوعة.
بقلم : لكحل محمد