آثرنا إعادة عمود من فترة سبقت تنبأنا فيه مثلما تنبأ الكوتش جمال بلماضي بتتويج مونديال قطر فعندها تلقى المايسترو تهكما من قبل الفرنسيين وحتى من بني جلدتنا ونحن أيضا كجريدة مختصة في الرياضة تلقينا سيلا من التعليقات الساخرة حول نشر فكرة الميستر جمال لكن لن نحني لأجل الجزائر التي سبق لها وأن حققت ثورة المعجزات ونتفق جميعا ونصدح في آن واحد بأن «المستحيل ليس جزائريا»، فما أضحى المايسترو محرز يحققه من ألقاب في بلاد الكرومويل يعجز حتى العقل أن يتخيله في عشرية مضت من الزمان، أين كان يلعب الفريق الوطني بانهزامية حتى في ميدانه اللهم باستثناء فترتي سعدان الذي أسعد الجماهير وكذا خاليلوزيتش البوسني الذي حقق الطفرة الكروية بالتأهل مع الخضر للدور الثاني من المونديال في بلاد الصامبا. فمحرز بعدما تم اختياره للترشح للقب أحسن مراوغ عالمي إلى جانب الجوهرة السوداء بيلي ومفخرة الأرجنتين مارادونا، يؤكد بأن العيب لم يكن في اللاعب الجزائري بل في الذهنية القابلة للاستعمار الرياضي، على حد قول المفكر مالك بن نبي، فالمواعيد الكروية التي كانت تجمعنا بالنخب الأوروبية والعالمية كنا ندخلها بثوب المنهزم، لأن الأنا الداخلي لم يكن يرضى بكسر حاجز الممنوع وجعله يصب في قالب المسموح، إلى أن جاء من جعل من قطر تعرف على الصعيد الأسيوي وهي التي كانت تعرف بقاناتها الجزيرة الإخبارية فقط فبلماضي استطاع تحقيق المستحيل وبنى في ظرف تسع أشهر ما لم يبنه من سبقوه في أعوام واستطاع أن يحصد اللقب القاري خارج الديار وفي مصر بالتحديد أين ليس من السهولة العودة بكامل الزاد من النقاط فما بالك بالكأس الإفريقية. والكوتش جمال استرسل في التحدّيات فلم يعد يرضى بأن يطوّق المونديال بكلمة مستحيل ومثلما تهّكم بنو جلدتنا من حلم التتويج بالكحلوشة جاءت السخرية بضحكات صفراء في بلاطو كانال بلوس حينها أجاب بلماضي بأن لا شيئ مستحيل عندما يتعلق الأمر بطاقة البشر فالمونديال يمكن أن يكون جزائريا إذا أراد رب البشر.
بقلم : لكحل محمد