الجزء الثاني
في الجزء الثاني من الحوار يتحدث الدولي السابق عمار عمور عن تجاربه مع فريق أهلي برج بوعريريج الذي قاده لاحتلال مرتبة مشرفة وعودته غير الموفقة لمولودية العاصمة بالإضافة أيضا إلى الطريقة والسبب الذي ربطه بعدها بالسياربي وانتقاله إلى شباب بلوزداد كما تطرق ابن مدينة عين الحجل إلى أسباب سقوط معظم الاتصالات التي كان يمتلكها من أندية من خارج الجزائر في الماء والتي حالت دون احترافه دون أن يترك الفرصة هذه المرة تمر ليوضح تجربته المريرة مع الخضر التي لم تكن ناجحة حسبه لأسباب يضعها في خانة «المجهول والغريب» وأمور أخرى تقرؤونها في هذا الحوار.
- كل الأندية التي لعبت لها لديها فضل عليّ
- عودتي للأمسيا برغبة من أحد الأصدقاء الذي كان مشجعا للنادي
- رحيلي عن الأهلي البرايجي كان بسبب سوء التسيير
- عدم خوضي لمهمة التدريب عائد أساسا لتغيّر الذهنيات في محيط الكرة
- تجربتي مع الخضر لم تكن ناجحة وأضعها في خانة «المكتوب»
- فضلت الإعتزال في السياربي للخروج من الباب الواسع
ـ حدثنا عن تجربتك مع أهلي البرج
بعدما غادرت لياسما التحقت بفريق أهلي البرج لمدة موسم واحد، كانت تجربة رائعة حققنا المرتبة الخامسة أو الرابعة في ذلك الموسم وأظن أنها أول مرة ينهي أهلي البرج الموسم في مرتبة مثل هذه وكنا قادرين على تحقيق نتيجة أفضل لولا بعض المشاكل الإدارية الناتجة عن سوء التسيير وقلة الخبرة لدى الطاقم المسير بدليل أن أغلب اللاعبين الذين برزوا خلال ذلك الموسم غادروا الفريق بسبب قلة احترافية الإدارة .
ـ هل فكرت في خوض تجربة خارج الوطن؟
بعد حصولي على الكرة الذهبية كان لدي عرضين من بنفيكا وبورتو البرتغاليين لكن الأمور لم تسر على الشكل اللازم إضافة إلى عروض من الترجي التونسي والأهلي المصري والوداد البيضاوي وغيرها لكن المشكل أن لياسما بقيادة عليق كانت ترفض تسريح اللاعبين لأنها كانت تستهدف الحصول على بطولة إفريقيا للأندية البطلة وكانت لدي عدة عروض حتى من السعودية من فريق الوحدة السعودي لكن «ربي ماكتبش» رغم أن الاتصالات كانت جد متقدمة.
ـ وماذا بعد نهاية التجربة مع الأهلي البرايجي ؟
عدت إلى مولودية الجزائر مع العلم أن الرجوع لم يكن في الحسبان، بعدما ضغط علي أحد الأصدقاء وهو الأخ رشيد طاهير من مشجعي الأمسيا و ينتمي لعائلة معظم أبنائها لاعبين والذي ألح علي بضرورة خوض تجربة ثانية مع المولودية، ربما تنجح هذه المرة عكس التجربة الأولى فانضممت للمولودية لكن الأمور لم تسر على الشكل الأمثل وبقيت فقط لمدة 6 أشهر وغادرت إلى شباب بلوزداد دائما عن طريق أحد الأصدقاء لكن هذه المرة سارت الأمور بشكل مثالي مع الرئيس السابق محفوظ قرباج ولمدة 3 مواسم ونصف قدمت ما علي رغم تقدمي في السن تقريبا 35 سنة، قدمت خلالها مستوى كبير والحمد لله ونافسنا على لقب البطولة وعلى كأس الجزائر واستعدت الكثير من مستواي.
ـ حدثنا عن قرارك باعتزال الكرة
كان ذلك في موسم 2014، ففي سنة 38 شعرت بأني غير قادر على إعطاء الشيء الإضافي لفريق شباب بلوزداد بما يتوافق مع ما أتقاضاه من أجر وأنا من طبعي لست ممن ينتهزون الفرص لتحصيل المال لذا قررت الاعتزال حتى أترك أيضا المكان للمواهب الصاعدة رغم أنه كانت لدي عروض من فرق أخرى لكن فضلت الخروج من الباب الواسع ومن فريق كبير هو الآخر ممثلا في شباب بلوزداد الغني والثري بتاريخه دون أن أقلل من شأن الأندية الأخرى التي سبق لي وأن حملت ألوانها وخضت فيها تجارب أكثر من رائعة ما يحتم علي أن أحترم تاريخها، مسيريها واللاعبين الذين زاملتهم أو الذين لم يلعبوا معي وخاصة الأنصار الذين أملك معهم علاقات جيدة وهو الأمر الذي يجعلني اليوم أعترف بمدى الفضل الذي كان لها علي، كما أقول أن الفرق التي لعبت بقمصانها كلها كبيرة ولي الشرف الكبير بذلك على غرار إتحاد العاصمة، جمعية وهران مولودية العاصمة سريع المحمدية أهلي البرج وصولا إلى السياربي الذي توقفت مسيرتي فيه كما سبق وأن قلت وعمري 38 سنة و أظن أن هذا الشيئ استثنائي بالنسبة للاعب لم يخضع لأي تكوين قاعدي في الفئات الصغرى ويواصل ممارسة كرة القدم حتى هذا السن، وهنا أود أن أنوه أن الجزائر مجال ثري بالمواهب، المطلوب فقط حسن استغلال هؤلاء المواهب من الناحية الفنية والتكوين الصحيح وأيضا من الناحية التربوية و الأخلاقية.
ـ لنتحدث عن تجربتك مع المنتخب الوطني
مشواري مع المنتخب صراحة يمكن وصفه بالغريب جدا استدعيت لأول مرة في موسم 2001 من طرف رابح ماجر و آخر استدعاء كان في سنة 2008 إن لم تخني الذاكرة من طرف سعدان خلال تصفيات الدور التمهيدي الأول من تصفيات كأس أمم إفريقيا، يعني أمضيت 7 سنوات مع المنتخب لكن طيلة هذه المدة لم يتعدى عدد المباريات التي شاركت فيها السبع أو الثماني لقاءات وهو أمر حز في نفسي كثيرا لكن فضللت الصمت وعدم التحدث في الموضوع.
ـ وما هو السبب في ذلك حسب رأيك؟
هناك ظروف ظاهرة وظروف خفية لم أفهمها حتى يومنا هذا وبقت مبهمة لكن يبقى كل هذا مكتوب يجب أن أتقبله لأنه بطريقة أو بأخرى هذا قدري مع الكرة. غير أنه إذا ما أردت الخوض في الأسباب التي حرمتني من التألق مع الخضر يمكن وصفها بالظروف أو الأسباب الغامضة فمثلا من غير المنطقي أن يتوج لاعب بجائزة أحسن لاعب في الجزائر بشهادة اللاعبين والمدربين والإعلاميين والجمهور الرياضي ويتألق مع فريق بحجم اتحاد العاصمة ثم لا يكون في التشكيل الأساسي للمنتخب الوطني ولا يشارك في كاس إفريقيا 2004 فهذا أمر غير مفهوم ويثير الشكوك ربما ستنكشف الأسباب مستقبلا وهو ما لم افهمه رغم انه في إحدى المباريات تألقت بشكل كبير وسجلت هدف الفوز أظن أن ذلك كان في أوغندا وحتى في المباريات الودية والرسمية الأخرى ومعظم المباريات التي شاركت فيها قدمت مستوى جد مقبول لكن لم أحصل على الفرصة الكاملة لإثبات إمكانياتي لأسباب لم أفهمها لحد الآن، لكن في المجمل تقبلت الأمر على مضض رغم الألم الذي كنت أشعر به وقلت في نفسي «ما مشاتش ما مشاتش»، ربما بسبب المكتوب و صنفتها في إطار ما يسمى بمفهوم الصواب و الخطأ الذي يقع فيه المدرب والمسير، وواصلت عملي بكل رضا بالقدر رغم أن المشاركة مع المنتخب حلم يراود كل لاعب جزائري وهذا ليس فقط يخص حالتي بل هناك العديد من اللاعبين الذين كانوا يستحقون التواجد مع المنتخب الوطني لكن لنفس الظروف التي وقفت حائلا بيني وبين تحقيق حلمي حرموا هم أيضا من هذا الحلم ورغم شعوري بالظلم إلا أني التمست الأعذار للمدرب سعدان وقلت هو إنسان يخطئ و يصيب وحتى أنا لو كنت في مكانه ربما أتعرض لنفس الموقف وأخطئ في حق لاعبين آخرين وهذا هو السر الذي يجعلني أتفادى فيه الحديث عن تجربتي مع المنتخب الوطني وحرماني من المشاركة أساسيا في التشكيلة رغم أني كنت استحق ذلك بشهادة الجميع.
ـ وبعد الاعتزال في شباب بلوزداد ماذا قررت أن تفعل؟
صراحة كنت أريد أخذ قسط من الراحة وتنظيم أموري العائلية وعليه قمت بتخصيص فترة لمدة العام مع العائلة ومع أني كنت لا أنوي العودة مجددا لمجال كرة القدم إلا أني فجأة غيرت هذه الفكرة و فكرت في العودة إلى عالم المستديرة من خلال مواصلة التكوين والتعلم أكثر والحصول على شهادات في التدريب والحمد لله تحصلت على مختلف شهادات الفاف وحاليا ننتظر شهادة الكاف في السن 46 ورغم تكويني في مجال التدريب إلا أني لم أود خوض تجارب تدريبية بسبب ظروف العمل في هذا المجال الذي شهد ترديا كبيرا بسبب تدهور المنظومة الكروية بشكل عام وتراجع المستوى بسبب غياب التكوين والمتابعة وتغير عقليات المدربين وحتى المسيرين وكذا اللاعبين مع طغيان الجانب المادي على تفكير الجميع وغياب الاستقرار الفني والإداري كلها أسباب باعدت بيني وبين خوض مجال التدريب زيادة على خوضي لمجال التحليل وفيه اكتسبت الكثير من المعارف والخبرات ووجدت راحتي فيه مع أني كانت لدي تجربة تدريبية مع فريق وداد بوفاريك لمدة خمسة عشر يوما فقط كانت كافية للوقوف على حقيقة العمل التدريبي ولكن في المجمل تعلمت الكثير في مجال التحليل…
يتبع
حاوره : سفيان ب.