الجزء الأول
كمال مهدي، إعلامي شاب تميز بأسلوبه المقنع، وطرحة المميز والملفت لكل ماهو جديد وحصري ومفيد، شغفه وحبه للرياضة منذ الصغر، جعلا منه إعلاميا رياضيا أو إعلاميا كرويا (وهو المصطلح الذي يفضله ضيفنا الكريم)، ذو البصمة الإعلامية الكبيرة.
اكتسب كمال مهدي مهاراته من الصحافة والإعلام في وقت مبكر من عمره، من خلال تجربة، كانت بمثابة محطة أو نقطة البداية في جامعة التكوين المتواصل، استضافته يومية «الروح الرياضية»، ضمن ركنها الأسبوعي «ضيف الأسبوع»، على أمل إفادة القراء الكرام بتجربة شاب طموح يسعى لترويج صورة بهية عن وطنه الجزائر بشكل عام وعن الرياضة الجزائرية بشكل خاص من خلال إعلام نزيده وهادف تابعوا الحوار التالي في جزئه الأول.
الحرّاش… مسقط رأسي، فيها وُلدت وبين أزقتها ترعرعت
ـ مرحبا بك أستاذ ضمن ركن ضيف الأسبوع الذي تعده يومية الروح الرياضية والبداية نود أن تُعرف قراء الجريدة بكمال مهدي، الشخص والإعلامي؟
أولا أشكر جريدة «الروح الرياضية»، على اختياري كضيف لهذا العدد من ركن ضيف الأسبوع وبكل صراحة يشرف ذلك شخصي المتواضع، كمال مهدي، مواطن بسيط، بساطة وعفوية المواطن الجزائري، إعلامي رياضي، إبن مدينة الحراش، التي افتخر بها دوما كمدينة ولدت فيها وترعرعت بين جدرانها وأزقتها و«حوماتها» ولازلت قاطنا فيها، كما أني خريج معهد علم النفس، تخصص علم النفس التربوي.
القدر قادني لمهنة الإعلام وعبد العالي بوخالفة منحني الفرصة
ـ كيف بدأت رحلتك في مجال الإعلام أو بصيغة أخرى كيف بدأ شغفك بمهنة المتاعب؟
بدايتي مع الإعلام، كانت على سبيل الصدفة في الإعلام العلمي والتربوي قبل تخصص الإعلام الرياضي، وذلك بإذاعة جامعة التكوين المتواصل، وحينما أقول صدفة، فذلك لأني لم أفكر يوما أن أكون إعلاميا ولذلك تجدني دائما أقول إن القدر هو الذي ساقني وقادني لمهنة الإعلام وهنا أتذكر الأستاذ القدير عبد العالي بوخالفة في جامعة التكوين المتواصل الذي أعطاني هذه الفرصة وعرض علي العمل كصحفي رغم أني كنت متوجها لمجال عملي آخر، بعدها قمت بتكوين في مجال الإعلام وبالأخص السمعي البصري، حيث كنت ضمن الدفعة الأولى في جامعة سعد دحلب بالبليدة فيما يتعلق بالصحافة العلمية مع البروفسور براهيمي رحمه الله وكنت من الرعيل الأول في الماستر المتعلق بالصحافة العلمية أين درست لمدة سنة لكن لم أكمل لأسباب عائلية وأخرى شخصية، بعدها كانت لي الفرصة للإنضمام إلى طاقم إذاعة البهجة والتي لا زلت أعمل فيها ضمن القسم الرياضي من خلال برنامج «بكل روح رياضية»، كما أود أن أنوه أن أول من أعطاني الفرصة في تلفزيون جامعة التكوين المتواصل هو المرحوم يزيد بعزيز وأما فيما يتعلق بتجربتي مع التلفزيون والحصص الرياضية، فأود أن أنوه بدور سفيان داني الذي يمكنني القول أنه مكتشف كمال مهدي من خلال برنامج في «الزاوية التسعين» الذي كان يبث على قناة kbc في عام 2013، حيث تم تقديمي وتعريفي للجمهور الجزائري كإعلامي رياضي وبعدها، تواصلت المسيرة مع قناة «البلاد»، من خلال برنامج «إحكي بالون».
طموحي هو تقديم إضافة إيجابية والمساهمة في الرفع من مستوى الإعلام الكروي
ـ لماذا إخترت الإعلام الرياضي بالذات رغم شعبه وتشعباته؟
أنا إبن حي شعبي، مارست كرة القدم مع فريق المعهد الفلاحي للحراش من الأشبال حتى الأواسط وإذا كان القدر قد ساقني لمهنة الصحافة، فأنا اخترت التوجه للإعلام الكروي كما أسميه وليس الإعلام الرياضي، لأن المحتوى الذي نقدمه يتعلق بكرة القدم . وقد اخترت الإعلام الكروي لأنني أعرف إمكانياتي، خصوصا ما تعلق بالتقديم والتعليق وذلك من خلال تجربتي مع إذاعة البهجة، وبشكل عام كان ولوجي لمهنة المتاعب عن قناعة وعن حب وعن شغف، لأني وكأي شاب جزائري كان ينتابني ذلك الشعور أو تراودني تلك الأحلام والطموحات بالظهور على شاشات التلفزيون في صورة ضيف لحصة فنية أو ثقافية أو علمية أو رياضية، لكن لم أكن أتخيل أنه في يوم ما سأكون أنا من ينشط تلك الحصص الرياضية ثم يأتي يوم لأتوج فيه بجائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف والتي كانت في عام 2018، لذلك أقول دائما إن القدر قادني لمهنة الصحافة وأنا اخترت منها شق الإعلام الكروي حتى أقدم إضافة إيجابية وأكون مساهما في الرفع من مستوى الإعلام الكروي الذي يلقى انتقادات كبيرة من طرف الجمهور الجزائري.
نصائح وتوجيهات سفيان داني أفادتني كثيرا في مجال عملي
ـ متى كانت إنطلاقتك مع القنوات التلفزيونية وكيف؟
أتذكر أن أول حصة تلفزيونية لي كانت في 2008 من خلال تلفزيون جامعة التكوين المتواصل وقد كانت حصة علمية معرفية ولمدة تقارب 6 سنوات احتككت خلالها بدكاترة وعلماء في مختلف المجالات، وهذا كان بمثابة تكوين آخر، حيث اكتسبت رصيدا معرفيا ساعدني كثيرا في مهنة الصحافة بشكل عام. أما بدايتي مع الإعلام الكروي فكانت من خلال حصة «بكل روح رياضية»، سنة 2010 مع سفيان داني وكشهادة لله فإن سفيان إنسان محترف بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يركز في عمله الإعلامي على كل صغيرة وكبيرة، الهندام، الجزيئات، المصطلحات، الحضور والتحضير، سفيان داني أضاف إلي الشيء الكثير واستفدت من نصائحه أيما استفادة، ثم جاء برنامج «إحكى بالون» مع قناة البلاد والذي صار عمره 4 سنوات حاليا، وأعتقد أن البرنامج استطاع أن يفرض نفسه وسط هذا الزخم من الحصص الرياضية كبرنامج كروي هادف ومحترم رغم أن البداية كانت صعبة كغيرها من البدايات، لكن ثقة مسؤولي قناة البلاد أعطتني دعما كبيرا حتى أفرض وجودي وأفرض هذا البرنامج على الساحة الإعلامية وأرفع من خلاله، من مستوى المتابعة الجماهيرية لقناة البلاد داخل الوطن وخارجه وحتى من متتبعين من دول أخرى على غرار تونس والمغرب ومصر من خلال مراسلاتهم للبرنامج وهذا يجعلني أعتز وأفتخر بالوصول بالرسالة الإعلامية الهادفة التي أقدمها إلى هذا المستوى وطنيا وحتى على مستوى العالم العربي وفي ظروف 4 سنوات فقط .
إعلامنا الرياضي في معظمه تقليد وتكرار لتجارب المشارقة والغرب
هل ترى أن الإعلام الرياضي الجزائري إستطاع اكتساب هوية أو شخصية تميزه عن غيره؟
للأسف فنحن في الجزائر نميل أكثر للتنشيط المشرقي مع كل الإحترام للزملاء الإعلاميين كما نميل أيضا للإعلام الغربي خاصة الفرنسي من خلال التقليد في تنشيط الحصص في غياب هوية إعلامية جزائرية، ولهذا أريد من خلال برامجي أن أقدم صورة أو هوية للمنشط الإعلامي الجزائري، بحيث لا أتكلف ولا أتصنع في المصطلحات والصورة، أحوال دائما أن أتكلم بأسلوب وبطريقة المواطن الجزائري، فنحن ننتمي لحوض البحر المتوسط والمعروف عن الإنسان في هذه المناطق، النرفزة أحيانا والتكلم بحركات الأيدي وهذا ما أنا عليه في الحصص التي أنشطها بعيدا عن التصنع والتكلف، حتى أوصل صورة للمشاهد أني لست من المشرق ولست من بلدان الغرب، أنا جزائري فخور بجزائريته، بلا تعقيد كما أني أهدف لترك بصمة خاصة على مستوى ما أقدمه من حصص وفق هوية وشخصية جزائرية وطبعا وفق مقاييس إعلامية صحيحة يعرفها العام والخاص.
ترسيخ هوية وشخصية جزائرية للإعلام الرياضي من أبرز طموحاتي
ـ ماذا حققت في عالم الصحافة الرياضية؟
منذ بدايتي كان هدفي أن أترك بصمة لكمال مهدي، فأنا ضد التقليد وتكرار وإجترار تجارب غيرنا، ليس عيبا أن يستفيد الصحفي من مشوار وتجارب كبار الصحافيين الذين مروا على التلفزيون والإذاعة الجزائرية وليس عيبا أن نغترف من خبراتهم خصوصا في بداية المشوار، لكن في النهاية لابد على الصحفي أن يتميز ببصمته وهويته ويترك أثره أو بشكل آخر يمتلك علامة يتميز بها عن غيره، لهذا في حديثي خلال الحصص التي أنشطها أتحدث بما يختلجه صدري وبلغة بسيطة تصل للمتلقي سواء مشاهد أو مستمع، لكن لا أقول إن كل الأهداف تحققت لأن المسيرة لا تزال مستمرة وكل يوم أتعلم أشياء جديدة وأكتسب خبرات جديدة تضاف إلى رصيدي المعرفي، لكني متأكد أني أضفت شيئا ولو قليلا للصحافة الكروية الجزائرية في مجال التنشيط وهو أني أتحدث بهوية جزائرية، أتحدث بلغة المناصر البسيط وبلسان كل الجماهير الرياضية التي تتابع النشاط الرياضي الكروي وكل الأنشطة الرياضية الأخرى بشكل عام.
بكل أسف، الحصص الرياضية معظمها «عاصمية» وليس جزائرية
ـ هل تؤدي وسائل الإعلام رسالتها الرياضية على أكمل وجه؟
الحكم على التجربة الإعلامية في الجزائر من خلال بضع سنوات، أعتقد أنه حكم قاس نوعا لأننا ومقارنة بغيرنا لا نزال في بداية المشوار ونتعلم من الأخطاء وبخصوص تقييم الحصص الرياضية فأقول «فيها وعليها»، هناك حصص رياضية تقدم إضافة إيجابية وبأسلوب إحترافي من حيث إيصال المعلومة وتريد أن تعطي صورة جميلة للإعلام الرياضي والكروي الجزائري بنزاهة وحيادية وموضوعية، لكن بكل أسف هناك «بلاتوهات» أخرى تعمل في قالب المصلحة لحساب أجندات وهيئات وأشخاص، تحقيقا لمصالح شخصية ضيقة، لذا أعتقد أن الإعلام الرياضي الذي يتخندق في جهة لضرب جهة أخرى أمر مرفوض ومخزي وعار، أنا أعتقد أن الإعلامي النزيه والشريف هو الذي يعمل لمصلحة بلده أولا و لمصلحة الرياضة الجزائرية ثانيا وأقولها للمرة الألف لم يسبق لي أن تخندقت في جهة معينة لمصلحة رئيس فدرالية أو رابطة أو رئيس نادي أو أي مسؤول رياضي، همي الوحيد هو خدمة بلدي وقطاع الرياضية ببلدي، كما أسعى دائما لتحقيق التوازن الإعلامي الجهوي لمصلحة جميع أبناء الوطن، لأنه وبكل أسف في يومنا هذا انحصرت البلاتوهات على العاصميين فقط كضيوف رياضيين وكمحللين ونسينا أن هناك رياضيين و لاعبين في مختلف جهات الوطن، الغرب، الشرق، الجنوب وفي كل ولايات الوطن، لذا أعتقد أنه من الضروري إحداث توازن جهوي في الحصص الرياضية من خلال استضافة وجوه رياضية من مختلف الفرق ومن مختلف المناطق حتى تكون الحصص حصصا رياضية جزائرية وليست عاصمية حتى لا نقع في إشكالية «عوصمة الإعلام»، لهذا نسعى من خلال حصة «احكي بالون» لمحاربة هذه الظاهرة وذلك باستضافة وجوه رياضية من مختلف المناطق ونوفر لهم كل سبل كرم الضيافة، رغم الصعوبات التي نتلقاها بسبب بعد المسافة أو لأسباب شخصية أخرى فنوفر الإقامة بالفندق ونضمن مصاريف النقل وكل ما من شأنه أن يفتح أبواب الحضور والمشاركة أمام جميع أبناء الجزائر من لاعبين ومدربين، وحتي على مستوى التحليل من المفروض فتح الباب أمام محللين من مختلف الجهات فهناك لاعبين ومدربين في كل مناطق الوطن قادرين على إفادة المتلقي وإثراء النقاشات بما يتوفرون عليه من ثقافة كروية كما نسعى دوما للحديث عن مختلف الفرق ومشاكلها نزولا عند رغبة أنصار الفرق الجزائرية بشكل عام وليس فقط الأندية العاصمة وهذه هي الرسالة التي من المفروض أن يتقيد دبها ويجسدها الإعلام الرياضي في وطننا خدمة للرياضة الجزائرية…
يتبع
حاوره : سفيان طالب