الجزء الثاني
في الحلقة الثانية من حواره مع يومية «الروح الرياضية»، تطرق ابن مرسى الكبير، وخريج مولودية وهران، سيد أحمد عواج عن تجربته مع مختلف الأندية الجزائرية التي دافع عن ألوانها وصنع أفراح مناصريها في الكثير من المناسبات، كما تحدث عن أول تجربة احترافية خاضها خارج الوطن في الدوري الإماراتي مع نادي دبا الحصن، ثم مع نادي الخلود السعودي كل ذلك وتفاصيل أخرى تابعوها في السطور التالية.
ـ ماذا عن تجربتك مع نادي مولودية العاصمة؟
بعد التجربة التي أمضيتها مع فريق شبيبة القبائل، خضت تجربة أخرى مع «الأمسيا» حيث أنه في العام الموالي طلبني بوعلام شارف بعد توليه مهمة تدريب مولودية العاصمة وأصر على ضمي بأي ثمن كونه يعرف إمكانياتي وما أنا قادر على تقديمه للفريق، فقامت إدارة المولودية بتلبية طلب الشيخ بوعلام شارف وسارعت إلى شراء عقدي من شبيبة القبائل وبدأت إذن تجربة أخرى دامت لمدة خمسة سنوات تحصلت خلالها على عدة ألقاب مع مولودية العاصمة على غرار كأس الجزائر وكأس السوبر وبعد تجربة المولودية انتقلت إلى شباب قسنطينة. وبعد تجربتي مع شباب قسنطينة تحولت إلى وفاق سطيف لمدة لم تتجاوز ستة أشهر في موسم 2018 ثم مع شبيبة الساورة أيضا لمدة ستة أشهر وبعدها عدت إلى مولودية العاصمة في موسم 2019 لمدة ستة أشهر أيضا بعدها انتقلت مجددا إلى شباب قسنطينة لمدة عام حيث قدمت موسما رائعا وبعدها احترفت في الدوري الإماراتي.
ـ حدثنا عن أول تجربة احترافية لك خارج الوطن
في شهر سبتمبر 2020 التحقت بفريق دبا الحصن الإماراتي لمدة موسم وكان هدفنا تحقيق الصعود إلى الدوري الممتاز، وهذا ما دفعنا لأن للاجتهاد وسعينا للعمل على تحقيقه لكن في آخر لحظة ضاع منا هدف الصعود لأسباب متنوعة وفي نهاية الموسم جاءني عرض من قبل فريق المحرق البحريني، الفريق الذي كان بصدد التحضير للمشاركة في كأس الإتحاد الأسيوي لكن عدم التفاهم حول بعض الأمور جعل المفاوضات تتعثر رغم أني كنت قد تنقلت إلى البحرين في شهر جويلية 2021 لكن لم نتفق على بعض الأمور، وبعدها وصلني عرض من نادي الخلود السعودي فقبلت العرض مباشرة ورغم أن نادي الخلود ينشط في دورة الدرجة الأولى السعودي المعروف بإسم «يلو» وهو دوري يماثل القسم الثاني ببلدنا لكن بمقارنته مع الدوري البحريني الممتاز فهو أفضل منه بكثير من حيث إمكانيات الأندية والتنافسية والمستوى.
ـ بخصوص هذه النقطة أي الإمكانيات ما هو الفرق بين الدوريات الخليجية وبين بطولتنا المحلية بناء على تجربتك؟
الفرق يتمثل في أشياء بسيطة يمكن توفيرها ويمكن استغلالها من طرف مسيري أنديتنا لو توفرت الإرادة والكفاءة في التسيير، وبخصوص المنشآت الرياضية والملاعب فكل نادي هناك يملك ملعبا معشوشبا طبيعيا ورغم أن درجة الحرارة تصل إلى 50 درجة لكن العشب لا يتأثر، بسبب العناية وأداء كل مسؤول أو عامل بسيط لمهامه على أكمل وجه خلافا لما حدث ويحدث عندنا، الدولة وفرت الكثير من الملاعب المعشوشبة طبيعيا لكن القائمين على تلك الملاعب أهملوا جانب العناية بالبساط الطبيعي الأخضر فشهدت تلك الملاعب حالة من التردي والتدهور والضياع ما جعلها غير صالحة لممارسة كرة القدم واستبدل العشب الطبيعي بالعشب الإصطناعي، زيادة على هذا توفر تقنية «الفار» حتى في مباريات مستوى دوري الدرجة الأولى والذي يعادل مستوى القسم الثاني كما قلت في بطولتنا المحلية.
ـ معظم الأندية الجزائرية تشتكي من قلة المال وتطالب بشركات، هل تعتقد أن المال له تأثير على مستوى الأندية والمنافسات أم أن القضية قضية تسيير ورجال؟
لا يمكن إنكار دور المال في ترقية مستوى كرة القدم والرياضة بشكل عام، لكن هناك جانب آخر أهم من المال، هذا العنصر أو العامل هو حسن التسيير أو التسيير الاحترافي العصري، فبقليل من المال وبكثير من حسن التسيير والتدبير يمكن للأندية أن تحقق الكثير من النتائج الجيدة وهنا نتحدث عن الاحتراف الحقيقي وليس عن الاحتراف الأعرج إلى درجة أن بعض أنديتنا تجد صعوبة كبيرة حتى في توفير قارورات المياه للاعبيها فضلا عن ضروريات أخرى. وطبعا التسيير الاحترافي للأندية يحتاج إلى أناس ذوي دراية وكفاءة سواء في الأمور الإدارية أو في المجال المتعلق بكرة القدم. وبشكل عام بقليل من المال يمكن بناء فرق تنافسية تُسير وفق إمكانياتها المالية وليس كما تفعل بعض الفرق عندنا تندب مع بداية كل موسم لاعبين بمبالغ مالية كبيرة أحيانا تكون خرافية ثم تجد نفسها غارقة في مشكلة تأخر تسديد الأجور الشهرية لهؤلاء اللاعبين، في دوري «يلو» السعودي لا يوجد هذا المشكل إطلاقا وذلك بسبب الاحترافية في التسيير وطبعا مع المراقبة والمحاسبة التي تمنع وجود تلاعبات بأموال الأندية.
ـ حدثنا عن تجربتك مع نادي الخلود السعودي
بعد انضمامي لنادي الخلود السعودي في موسم 2021، شهد مستواي منحى تصاعدي حتى وصلت إلى مستوى الهداف الأول للفريق ورغم مغادرتي للنادي في منتصف الموسم ومع ذلك أنهيت الموسم هدافا للفريق برصيد عشرة أهداف حسب إحصائيات يقوم بها مسؤولو دوري «يلو».
ـ وماهو سبب رحيلك عن نادي الخلود؟
سبب مغادرتي لنادي الخلود والذي كان على سبيل الإعارة في الميركاتو الشتوي يعود إلى مطالبة المدرب بلاعب مهاجم والفريق خلال تلك المرحلة كان يضم في صفوفه أربعة لاعبين أجانب والقانون خلال الموسم الماضي يمنع أندية دوري «يلو» من انتداب أكثر من أربعة لاعبين لكن المشكل أن إدارة فريق الخلود تمسكت بخدماتي ورفضت التفريط في فاقترحوا على الإعارة لنادي بيشة وهو النادي الذي اختاروه هم ورفضوا إعارتي لناد ينافس على الصعود وقبل ذلك كانوا قد اقترحوا علي البقاء والتجديد مع الفريق وتلقي أجرتي الشهرية بانتظام حتى في عدم المشاركة مع الفريق في مبارياته، لكني لم أتقبل فكرة البقاء دون لعب، فاقترحوا علي الإعارة لفريق هم يختاروه وتلقى نادي الخلود عدة عروض من فرق تنافس على الصعود على غرار فريق العدالة وغيره، لكن الإدارة رفضت وقبلت بعرض فريق بيشة الذي كان ينافس على البقاء، المهم أكملت الموسم مع فريق بيشة والآن عدت إلى نادي الخلود بعد نهاية فترة الإعارة، لكني مصر على تغيير الوجهة، المهم الإدارة حاليا بصدد دراسة العروض التي تقدمت بها بعض الفرق التي ترغب في الاستفادة من خدماتي والقادرة على دفع القيمة التي طالب بها نادي الخلود وحاليا أنا مرتبط بالنادي إلى غاية شهر جوان 2023.
ـ هل تفكر في إتمام مدة العقد المتبقية أم تفكر في تغيير الأجواء؟
لدي رغبة في خوض تجربة أخرى مع ناد آخر وقد وصلتني عدة عروض من الدوري القطري والسعودي ووكيلي بصدد دراستها، طبعا نادي الخلود طلب قيمة معتبرة نظير تسريحي. وأود أن أشير إلى أنه في دوري «يلو»، يتواجد الكثير من اللاعبين الجزائريين على غرار هشام العقبي، ناجي، سعدو، شحرور إسلام وهو زميلي في نادي الخلود إضافة إلى اللاعبين الجدد اللذين التحقوا بالدوري خلال الميركاتو الصيفي الجاري وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قيمة اللاعب الجزائري في الدوريات الخليجية وبالخصوص الدوري السعودي.
ـ في مرحلة ما كان عندك استدعاء من طرف المنتخب الوطني، وتزامن ذلك مع امتحانات البكالوريا فكيف سارت الأمور آنذاك؟
صحيح في تلك المرحلة كانت عندنا مقابلة مهمة أمام زامبيا ذهابا وإيابا من أجل حسم التأهل لدورة المغرب الخاصة بالمنتخبات الأولمبية مع المدرب آيت جودي، لعبنا لقاء الذهاب هنا في الجزائر وسجلت هدفين حيث فزنا بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل صفر وعند لقاء الإياب الذي كان مبرمجا في زامبيا، قرر الطاقم الفني برمجة تربص لمدة عشرين يوما بجنوب إفريقيا لكن تزامن ذلك مع امتحانات البكالوريا فقررت عدم الانضمام لتربص المنتخب الأولمبي خوفا من تضييع الامتحان ومن ثم التعرض لعقوبة الإقصاء لمدة خمس سنوات بسبب التغيب عن الامتحان، لكن رئيس الفاف السابق الحاج محمد روراوة اتصل بي واقترح علي بعض الحلول بخصوص الامتحان وإمكانية إعادته في الدورة الموالية فوافقت وعليه تم نقلي في طائرة خاصة من العاصمة إلى باريس ثم من باريس إلى جنوب إفريقيا والتحقت بتربص المنتخب والحمد لله تأهلنا للدورة النهائية وفي العام الموالي قمت باجتياز امتحان البكالوريا…
يتبع
حاوره: بوزيدي زوبير