اختتمت أمس بمدينة وهران، فعاليات كأس العالم للمبارزة «سيف الحسام» أكابر ذكور وإناث بعد أربعة أيام من التنافس بين 298 رياضيًا ورياضة من 36 دولة، شاركوا في هذا الموعد الرياضي العالمي والذي عرف حضور نخبة هذا التخصص من مختلف بقاع العالم بين أبطال عالميين وأولمبيين في مشهد رياضي غير مسبوق، عاشته الباهية خلال الفترة الممتدة من 7 إلى 10 نوفمبر الجاري.
شهدت منافسات ما بين الفرق للرجال والسيدات لحظات حاسمة وتألقًا مذهلاً لأقوى المنتخبات العالمية، ليتمكن في النهاية منتخب كوريا الجنوبية من إحراز لقب كأس العالم للرجال بينما حل المنتخب الإيراني في المركز الثاني فيما أحرزت إيطاليا المركز الثالث. في المقابل، سيطر منتخب المجر على المنافسات الخاصة بالسيدات، محرزا لقب بطل كأس العالم، متبوعا ببولندا في المركز الثاني، وكوريا الجنوبية في المركز الثالث.
المنتخب الوطني تحدٍ وإصرار رغم نقص الخبرة
رغم الظروف الصعبة التي واجهها المنتخب الوطني الجزائري ونقص خبرة مبارزينا ومبارزاتنا، إلا أن لاعبيه ولاعباته قدموا أداءً مشرفًا يعكس إصرارهم على المنافسة في هذا المستوى العالي. فقد جاءت سيدات المنتخب الوطني في المركز السادس عشر بعد مواجهة قوية مع سيدات المنتخب التركي، انتهت بنتيجة 45 مقابل 23. وعلى صعيد المنافسات الخاصة بالرجال، واجه المنتخب الوطني الجزائري عقبة صعبة أمام المنتخب الصيني، حيث خسر بنتيجة 45 مقابل 13 في دور الـ32، مما أدى إلى خروجه المبكر من البطولة.
زهرة قمير تُثمن المشاركة الجزائرية
أكدت مدربة المنتخب الوطني الجزائري، السيدة زهرة قمير على القيمة الكبيرة لهذه البطولة وأثرها الإيجابي على النخبة الوطنية، كلاعبين يطمحون للمنافسة الدولية. وقالت «رغم الصعوبات، أظهر لاعبونا قدرة على تحدي أبطال عالميين وأولمبيين، وهذا في حد ذاته تجربة لا تُقدر بثمن.» وأضافت أن المنتخب الوطني يحتاج إلى استغلال هذه التجربة كمصدر للتحفيز وتطوير المستوى العام للمبارزة في الجزائر، خصوصًا أن التحديات التي واجهها المبارزون الجزائريون كشفت عن مجالات بحاجة لتحسينات مستقبلية.
آمال وتطلعات مستقبلية للمبارزة الجزائرية
لم يحقق المنتخب الوطني الجزائري مركزًا متقدمًا هذه المرة، إلا أن المبارزين الشبان المشاركين وأجهزة التدريب يعتبرون هذه البطولة خطوة هامة نحو المستقبل. كما يرى المحللون الرياضيون أن هذه المشاركة تمثل فرصة ثمينة لدراسة الأداء وتحليل نقاط القوة والضعف، الأمر الذي سيمكّن المنتخب من الاستعداد بشكل أفضل للاستحقاقات القادمة. كما أن هذه البطولة وفرت للرياضيين الجزائريين تجربة نوعية، هي بمثابة أساس لتحفيزهم على تحقيق الأفضل في المنافسات الدولية القادمة.
إشادة دولية بالكرم الجزائري وبمستوى التنظيم الراقي
اختُتمت البطولة بحضور جماهيري كبير يعكس شغف الجماهير الجزائرية بالرياضة ورغبتهم في متابعة المنافسات الرياضية الكبرى على أرض الوطن. وبفضل التنظيم الجيد والأجواء الاحترافية، تمكنت وهران من أن تكون مضيفةً مثاليةً لهذا الحدث العالمي، حيث أشادت الفرق المشاركة بالكرم الجزائري وبمستوى التنظيم الراقي. هذا النجاح يعكس قدرة الجزائر على استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، ويؤكد على دورها في تعزيز الثقافة الرياضية على المستوى المحلي والدولي. كما أن هذه البطولة تعد خطوة نحو تطوير رياضة المبارزة في الجزائر، وتساهم في وضعها على الخريطة الرياضية العالمية. ولا شك أن منافسات كأس العالم للمبارزة التي احتضنتها وهران تركت أثرًا طيبا دائمًا في ذاكرة المشاركين والجماهير على حدٍ سواء، وجعلت من هذه المدينة الساحلية الساحرة محطة لا تُنسى لعشاق الرياضة المبارزة. كما يعكس نجاح هذا الحدث العالمي طموحات الجزائر في تعزيز مكانتها كوجهة رياضية عالمية بامتياز، ويؤكد على التزامها ببناء مستقبل واعد للرياضة الجزائرية على الساحة الدولية.
البطل الأولمبي فارس فرجاني يُثني على التنظيم الإحترافي
أثنى نائب بطل ‘’أولمبياد’’ باريس الأخير، التونسي فارس فرجاني، على الظروف التي أقيمت فيها المرحلة الأولى من كأس العالم للمبارزة في سيف الحسام لموسم 2024-2025 بوهران، واصفا تنظيم هذه المنافسة «بالاحترافي للغاية». واعتبر فرجاني، في تصريح على هامش نهائيات الفردي التي جرت مساء السبت، بأن ‘’كل الشروط متوفرة للسير الحسن لهذه المسابقة’’، منوها بالمنظمين الذي أظهروا حسبه احترافية كبيرة لإنجاح هذه المرحلة الأولى من كأس العالم. كما أبدى المبارز التونسي إعجابه بالقاعة متعددة الرياضات لمركب ‘’ميلود هدفي’’ التي احتضنت فعاليات كأس العالم هذه، مؤكدا أنها ‘’ذات مقاييس عالمية’’ ومعبرا في الوقت نفسه عن ابتهاجه بتواجده في مدينة وهران ‘’الجميلة» على حد قوله. لكن هذا الرياضي الحاصل على الميدالية الفضية في دورة الألعاب الأولمبية في جويلية الماضي بالعاصمة الفرنسية، لم يكن في مستوى تطلعات جمهوره بعد فشله في الصعود إلى منصة التتويج، حيث أقصي مبكرا في نهائيات الفردي. وعلق صاحب الـ 27 ربيعا على هذا الإخفاق قائلا ‘’أنا حقا غير راض عن أدائي. لم أتوقع أن أخرج من المنافسة منذ نزالي الأول. لا أتمتع حاليا بكل إمكانياتي، لكني أعدكم بالعودة بقوة في عام 2025’’. من جهة أخرى، اعتبر ذات المتحدث بأن إمكانات المبارزين التونسيين والجزائريين تسمح لهم بالتطلع للتألق على المستوى الدولي مستقبلا، كما فعل هو نفسه الصيف الماضي في أولمبياد باريس. وأضاف في هذا الصدد ‘’ما يتعين على رياضيينا هو الثقة في إمكانياتهم والعمل الجاد، مع تكثيف المشاركة في التربصات والمسابقات رفيعة المستوى التي تسمح بتطوير قدراتهم، لكن ذلك مرتبط بتوفير الإمكانيات اللازمة’’.
إعداد: بوزيدي زوبير/طالب سفيان