يواجه المنتخب الوطني الجزائري نظيره الصومالي، اليوم الخميس بملعب ميلود هدفي بوهران بداية من الساعة 17:00، بنية تحقيق الفوز وحسم تأهله إلى نهائيات كأس العالم 2026، ضمن الجولة التاسعة وما قبل الأخيرة في المجموعة السابعة من التصفيات.
ولم يعد يفصل تشكيلة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، متصدرة المجموعة السابعة، سوى فوز واحد لضمان المشاركة في نهائيات المونديال للمرة الخامسة في تاريخها، بعد دورات 1982، 1986، 2010 و2014. وأمام منتخب الصومال، متذيل الترتيب بنقطة واحدة، تبقى التشكيلة الوطنية المرشحة الأبرز لحسم هذه المقابلة وافتكاك بطاقة التأهل. وينتظر من المنتخب الوطني، الذي لم يتجرع سوى هزيمة واحدة منذ انطلاق هذه التصفيات، أن يظهر نجاعة هجومية أكبر وتحكما جماعيا أفضل لتفادي أي مفاجآت غير سارة. وعن الجولتين المتبقيتين، قال بيتكوفيتش خلال آخر ندوة صحفية عقدها الخميس الماضي بقاعة «محمد صلاح» بملعب نيلسون مانديلا ببراقي «منافسونا سيبذلون أقصى جهدهم وسيقاتلون ضدنا. قد يبدو منتخب الصومال ضعيف، لكن إذا نظرنا إلى مبارياته الأخيرة، نجد أنه أظهر قدرة لا باس بها وكان بإمكانه حصد بعض النقاط».
طرد النحس وتوقيع عودة قوية إلى الساحة العالمية
وبعد الاخفاق في التأهل لمونديالي 2018 بروسيا و2022 بقطر، سيكون على رفاق القائد رياض محرز اجتياز العقبة ما قبل الأخيرة بنجاح، من أجل طرد النحس وتوقيع عودة قوية إلى الساحة العالمية، بعد 12 سنة من آخر مشاركة في مونديال 2014 بالبرازيل، والتي تميزت بتأهل تاريخي إلى الدور ثمن النهائي للمنافسة القارية.
خمسة غيابات وأربعة وجوه جديدة
وعلى مستوى التعداد، سيفتقد المنتخب الوطني خدمات خمسة لاعبين، هم المدافعون محمد فارسي من كولومبوس كرو الأمريكي، ريان آيت نوري من مانشستر سيتي، يوسف عطال من السد القطري ومحمد أمين توغاي من الترجي التونسي، بالإضافة إلى متوسط الميدان الهجومي حسام عوار من اتحاد جدة السعودية، بسبب الإصابة، إضافة إلى جوهرة الوسط، إسماعيل بن ناصر الغائب بسبب عدم الجاهزية. في المقابل، يتوقع أن تشهد هذه المباراة الظهور الأول لأربعة لاعبين جدد مع الخضر وهم، حارس المرمى لوكا زيدان من غرناطة الإسباني والمدافعون رفيق بلغالي من هيلاس فيرونا الإيطالي، سمير شرقي باريس إف سي الفرنسي ومهدي دورفال من باري الإيطالي. وسيختتم المنتخب الوطني الجزائري هذه التصفيات يوم الثلاثاء المقبل الموافق لـ 14 أكتوبر الجاري، حين يستقبل أوغندا بملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بتيزي وزو على الساعة 17:00 ضمن الجولة العاشرة والأخيرة. وعشية الجولة التاسعة من التصفيات، يتربع المنتخب الوطني على صدارة المجموعة السابعة برصيد 19 نقطة، بفارق أربع نقاط عن أقرب ملاحقيه، موزمبيق وأوغندا برصيد 15 نقطة لكل منهما. فيما تحتل غينيا المركز الرابع بـ11 نقطة، أمام بوتسوانا 9 نقاط ثم الصومال في المركز الأخير بنقطة واحدة. ويتأهل متصدرو المجموعات التسع مباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2026، في حين ستتنافس أفضل أربعة منتخبات صاحبة المركز الثاني في بطولة فاصلة تابعة للكونفدرالية الإفريقية الـ«كاف». وسيمثل الفائز في هذا الدور القارة الإفريقية في الملحق العالمي المؤهل إلى المونديال من تنظيم الفيفا.
طاقم تحكيم رباعي من مالاوي يُدير المباراة
حل المنتخب الوطني، أمس بوهران وكان في استقبال وفد الخضر بالمطار الدولي «أحمد بن بلة» والي وهران، السيد سمير شيباني، مرفوقا بمدير الشباب والرياضة للولاية، السيد عادل تجار. وقد التحق زملاء الشاب، إبراهيم مازة، بمكان إقامتهم بوهران وسط أجواء مليئة بالحماس والتفاؤل على بعد ساعات من لحظة حاسمة في تاريخ كرة القدم الجزائرية، حيث يسعون لحجز بطاقة التأهل إلى منافسات كأس العالم 2026 التي ستقام بالولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا. وأجرى «الخضر» حصة تدريبية مساء أمس ابتداء من الساعة الخامسة، أي في نفس توقيت المباراة، على أرضية الملعب الرئيسي للمركب الرياضي «ميلود هدفي» لوهران. لضبط معالم التشكيلة الأساسية والاستقرار على الخطة التي سيدخل بها الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش هذا اللقاء الهام. وللإشارة، فقد اتخذت ولاية وهران جميع التدابير لضمان تنظيم هذا الحدث الكروي الهام في أفضل الظروف، فيما تم بيع حوالي 40 ألف تذكرة لحضور هذه المباراة والتي طرحت منذ يوم الاثنين الماضي على موقع «تذكرتي» في ظرف يوم واحد فقط وفق مديرية الشباب والرياضة. وسيدير لقاء الصومال مع الجزائر طاقم تحكيم رباعي من مالاوي بقيادة الحكم الرئيسي غودفري فيليب نخاكانانغا بمساعدة مواطنيه كليمونس كاندوكو وبوندامالي تيمبو، فيما سيكون ديفيد تشينوكو حكما رابعا.
3 نقاط تساوي حسم التأهل
يحتاج «محاربو الصحراء» إلى الفوز بأي نتيجة كانت، ومعها ضمان مقعد في مونديال 2026 بغض النظر عن المباراة الأخيرة المتبقية في التصفيات، وهو أمر يبدو في متناول كتيبة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، قياسًا إلى فوارق المستوى الكبير بين المنتخب الجزائري والمنتخب الصومالي. حيث لم يذق منتخب الصومال طعم الفوز في التصفيات ويتذيل الترتيب بنقطة واحدة، بينما تمتلك كتيبة محاربي الصحراء 19 نقطة وبفارق 4 نقاط عن الملاحقين، وتبدو الفرصة مواتية بشدة لعودة «الخضر» إلى المونديال مجددًا بعد الغياب عن آخر نسختين، لكن الحذر يبقى مطلوب في مثل هذه المواجهات الحاسمة والمصيرية لما تشهده من ضغط على اللاعبين.
لوكا زيدان يندمج بسرعة ويُبهر في التدريبات
واصل المنتخب الوطني تحضيراته المكثفة استعدادا لمقابلة منتخب الصومال، حسب ما أفادت به الاتحادية الجزائرية لكرة القدم «فاف» عبر موقعها الرسمي. وأجرى زملاء الوافد الجديد لوكا زيدان الذي اندمج بسرعة وسط المجموعة وأبهر زملاءه في التدريبات، وسط أجواء تتسم بالجدية، حصة تدريبية جديدة بالمركز التقني الوطني بسيدي موسى قبل التنقل إلى وهران، حيث خصصت للجانبين التقني والتكتيكي، بحضور كافة العناصر التي وجه لها المدرب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش الدعوة للمشاركة في هذا التربص.
بلغالي ودورفال يستمتعان بأول تربص مع الخضر
انطلق تربص المنتخب الوطني يوم الإثنين في المركز التقني الوطني بسيدي موسى، وهو التربص الذي انضم إليه وجهان جديدان، هما رفيق بلغالي ومهدي دورفال. ولم يُخفِ اللاعبان، اللذان انضما لأول مرة للمنتخب الوطني، فرحتهما الغامرة بالانضمام إلى الخضر. وأعرب رفيق بلغالي، الذي تأثر كثيرًا بهذا اللقاء الأول، عن فخره قائلاً «إنه لأمر رائع أن أكون هنا، وخاصةً لأول مرة، إنها لحظة مهمة بالنسبة لي، أنا سعيد جدًا ويشرفني أن أكون هنا، وآمل أن نحقق نتائج جيدة، إن شاء الله، سنفوز بمباراة اليوم أمام الصومال ونتأهل لكأس العالم. إنها لحظة رائعة، بالإضافة إلى أنها أول مرة أتواجد فيها مع صديقي مهدي ضمن صفوف المنتخب الوطني شعور لا يوصف». ومن جهته أكد مهدي دورفال، على أهمية هذه الفرصة الفريدة في مسيرته «إنه لشرفٌ وفخرٌ كبير. ليس لدى الجميع فرصة الانضمام للمنتخب، خاصة وأن هذه أول مرة ألعب فيها هنا، وهذا أمرٌ رائعٌ حقًا. آمل أن نتأهل لكأس العالم.» ويُظهر هذان اللاعبان الوافدان رغبة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش في توسيع خياراته ودمج لاعبين جدد استعدادًا للأحداث القادمة، وخاصةً كأس الأمم الأفريقية التي ستنطلق في ديسمبر المقبل.
فتح أبواب ملعب ميلود هدفي بداية من الساعة 11
قدمت السلطات المحلية بولاية وهران معلومات أساسية لمناصري المنتخب الوطني، حيث ستُفتح أبواب ملعب ميلود هدفي بداية من الساعة 11:00 صباحًا للسماح بدخول سلس إلى المدرجات، ثم تُغلق في الساعة 16:00 مساءً، أي قبل ساعة من انطلاق المباراة، المقرر إقامتها في الساعة 17:00 مساءً. ويهدف هذا الإجراء إلى ضمان سلامة وسير المباراة بسلاسة، نظرًا للحضور الجماهيري الكبير المتوقع. حيث نفدت التذاكر في غضون ساعات قليلة، مما يُظهر تعلق الجماهير الجزائرية بالمنتخب الوطني. وسافر آلاف المشجعين من مختلف ولايات الوطن ليعيشوا هذه اللحظة التاريخية في مدينة وهران ويشجعوا محاربي الصحراء حتى النهاية للفوز وضمان التأهل الرسمي لمونديال 2026، وستكون الأجواء حماسية في ملعب ميلود هادفي، حيث يأمل الجمهور الغفير أن يحتفل سهرة اليوم بالتأهل إلى كأس العالم 2026. ويدرك رجال بيتكوفيتش أنهم يحملون آمال ملايين الجزائريين، ولن يرفعوا شعارًا آخرا سوى الفوز لضمان الاحتفال الذي طال انتظاره. ومن المنتظر أن تنضم مدينة الباهية وهران إلى قائمة المدن الجزائرية التي احتضنت الانطلاقة الرسمية لأفراح وأعراس التأهل إلى نهائيات كأس العالم ، بعد مدينة قسنطينة مونديال إسبانيا 1982، الجزائر العاصمة مونديال الميكسيك 1986، البليدة مونديال البرازيل 2014، في حين احتضنت مدينة أم درمان السودانية فرحة الجزائريين بالتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 في مباراة كانت عبارة عن ملحمة كروية أمام المنتخب المصري.
بوزيدي زوبير



