يتكون ملح الطعام بشكل أساسي من كلوريد الصوديوم ، ويستخدم عادة لإضافة النكهة والطعم للعديد من الأغذية، أو لحفظها، بالإضافة إلى وجوده كمكون طبيعي في العديد منها. والمادة الموجودة في الملح والتي تلعب دور أساسي في أجسامنا والتي تعد سيف ذو حدين عند أي زيادة أو نقصان هي الصوديوم، فما هو الصوديوم؟ وما أهميته؟ وما الكميات المسموحة منه؟
1) أهمية الصوديوم
الصوديوم هو معدن مهم للجسم ويتداخل عمله مع عمل العديد من المعادن الأخرى كالبوتاسيوم لتنظيم عدة عمليات حيوية مهمة في أجسامنا ، حيث أنه:
يلعب دور مهم في تنظيم توازن السوائل في الجسم وتوازن الحمض والقاعدة فيه.
ـ وهو ضروري لنقل الإشارات العصبية ولتقلص العضلات.
ـ ينظم عمل الجهاز الهضمي.
ـ حفظ حرارة الجسم والوقاية من ضربات الشمس.
الكميات الموصى بها من الصوديوم
إليك الكميات الموصى بها من الصوديوم للفئات العمرية المختلفة:
الفئة الكمية المسموحة باليوم
الأطفال من الولادة حتى 6 شهور 120ملغم
الأطفال من 7-12 شهر 200ملغم
الأطفال من سنة -3 سنوات 225ملغم
الأطفال من4 – 6 سنوات 300 ملغم
الأطفال من 7– 10 سنوات 400 ملغم
الأطفال من 11 – 15 سنة 500ملغم
البالغين من دون أي أمراض مزمنة 2300 ملغم
البالغين المصابين بالأمراض المزمنة(سكري، أمراض القلب، ضغط مرتفع، أمراض الكلى ) 1500ملغم
ومعدل الاستهلاك اليومي من الصوديوم عادة ما يتراوح بين 3 – 7 غرامات في اليوم، وملعقة واحدة من ملح الطعام تحوي ما يقارب 2 غم صوديوم. ويفقد عادة كمية من الصوديوم يوميا عن طريق البول والعرق وهي ما تقارب 20 – 30 غم يوميا ويتم تعويضها عن طريق تناول السوائل والاغذية المختلفة والتي تحوي الصوديوم.
والحاجة لإضافة الصوديوم نادرة في المناطق ذات المناخ المعتدل، حتى و إن كانت التغذية «قليلة الملح».أما أهل المناطق الاستوائية، فهؤلاء قد يزيدون من تناول الملح لما له من فوائد قد تمنع تعرضهم لضربات الشمس جراء خسارة كميات من الصوديوم بسبب التعرق الزائد.
2) مصادر الصوديوم
هذه أهم مصادر الصوديوم في غذائنا اليومي:
ـ ملح الطعام.
ـ الأغذية المصنعة.
ـ الأجبان.
ـ البيض .
ـ الجوز.
ـ الخبز والحبوب.
ـ اللحوم والأسماك.
ـ اللحوم والأسماك المدخنة.
ـ المخللات (المكبوسة) او المعلبة.
ـ يتوفر الصوديوم بتركيز عال في الأغذية المعلبة.
ـ في نقارش عديدة وفي الزيتون.
ـ المياه التي تعرضت إلى عملية التليين.
كما يجدر الانتباه إلى أن بعض الأدوية قد تحوي نسب عالية جدا من الصوديوم ونذكر عليها ما يلي :
ـ الأدوية المضادة للحموضة.
ـ بعض أنواع الملينات والمسهلات.
ـ الأنواع المضادة للالتهابات والعدوى.
3) هل نقص الصوديوم ممكن؟
الصوديوم موجود في معظم الأطعمة ويمتص جيداً ولهذا نادراً ما يحدث نقص فيه. وتحديد كمية الصوديوم في الجسم وتوازنه مع الماء يتم عبر الكلى بتأثير هرمونات الغدة الكذرية، الغدة النخامية وغيرها.
4) أضرار الملح والصوديوم
ومعظم الناس قد تعاني من زيادة في مستويات الصوديوم مما يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية ، وفيما يلي سنتطرق لأهم أضرار الملح:
بما أن مدخولك اليومي من الصوديوم يجب أن لا يتجاوز 2000 ملغم فان أي زيادة عن هذا الحد قد تعود بالضرر على جسمك، وتعطيل وظائف الجسم المختلفة ومنع امتصاص بعض المواد.
وأهم أضرار الملح التي تعود على الصحة هي كما يلي:
1- ارتفاع ضغط الدم
المشكلة الاولى والاشهر والتي قد تصيب الانسان الذي يتناول كميات كبيرة من الملح هي مشكلة ارتفاع ضغط الدم. حيث ان الخلل في توزان المعادن في الجسم وزيادة كمية الصوديوم قد يؤدي الى احتباس الماء في الجسم وبالتالي زيادة حجم الدم وزيادة الضغط معه. ومن المعروف ان زيادة ضغط الدم قد تكون خطره على الصحة وتسبب العديد من الامراض متل أمراض القلب والسكتات والجلطات الدماغية والقلبية.
2- مشاكل في الكلى
من المعروف أن الشعيرات الصغيرة والحساسة في الكلى مسؤولة عن تنقية الفضلات في الجسم وتصفية الدم من المعادن الفائضة ومن بينها كميات الصوديوم الزائدة عن حاجة الجسم. وبزيادة كمية الملح والصوديوم يزيد العبء على الكلى مما قد يؤدي مع الوقت لتشكل حصى الكلى، كما وان ضغط الدم المرتفع قد يؤدي الى ضرر شرايين الكلى الدقيقة ويشكل خطر على كفاءتها.
3- مشاكل القلب
بما أن زيادة تناول الملح يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم، فهو أيضاً مرتبط بزيادة احتمال الاصابة بامراض القلب والشرايين. وزيادة حجم الدم قد يؤدي الى تضخم وزيادة في حجم القلب وتشكيل عبء كبير جدا عليه، مما يجعل القلب ضعيف واكثر عرضه للتعب وللجلطات والسكتات المفاجئة.
4- مشاكل الجهاز الهضمي
يلعب الصوديوم دور مهم جدا في توازن القاعدة والحمض في الجسم، والاهم في افرازات الجهاز الهضمي، ولقد أثبتت الابحاث بان زيادة تناول الصوديوم قد يؤثر سلبا على الجهاز الهضمي ويزيد من حدوث حرقة المعدة.ويرتبط بحدوث القرحة، بالاضافة الى أنه أثبت ارتباط تناول الكميات الكبيرة من الملح بالاصابة بسرطانات المعدة.
5- الجفاف
الصوديوم الزائد في الجسم يعمل على سحب المياه من داخل الخلايا بحسب الخاصية الاسموزية وبالتالي جفافها، وزيادة الشعور بالعطش في الجسم لتناول السوائل التي تعيد الامورالى توازنها.
6- الوذمة أو انحباس الماء في الجسم
إذا ما كنت ممن يعانون من احتباس السوائل في الجسم وخاصة في فترة الحمل أو في حالات الإصابة ببعض الأمراض وخاصة أمراض الكلى فهذا مؤشر الى زيادة كمية الملح المتناول. والحل الأمثل لك هو تقليل تناول الملح لتخليص خلاياك من تجمع السوائل بها .
7- خلل في عمل المعادن والهرمونات
وجود كميات كبيرة من الصوديوم في الدم قد يؤدي لخلل توازن المعادن والهرمونات في الجسم، ما قد يؤثر على العديد من العمليات الحيوية في الجسم وخاصة التي تعتمد على تنظيم كهرباء الجسم، والتي تدخل في عمل الأعصاب. مما قد يزيد من فرص حدوث التشويش والدوخة والاكتئاب، كما وقد يؤثر على عمل العضلات في الجسم ويسبب لها الشد.
8- هشاشة العظام
زيادة الصوديوم في الجسم قد تؤثر على توازن المعادن وخاصة الكالسيوم ومنع امتصاصه في الجسم والاستفادة منه. هذا قد يؤثر سلباً على كثافة العظم ونموه وخاصة في الحالات المعرضة أكثر للإصابة بهشاشة العظام مثل النساء ما بعد سن اليأس.
ماذا عن التغذية وضغط الدم؟
وعن تقرير أعدته منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي للصحة 2013 عن التغذية وضغط الدم أفادت بما يلي:
بحسب التقديرات حول كمية الصوديوم المتناولة في مناطق مختلفة من الوطن العربي إلى أنها أكثر من 5 غرام لكل شخص يومياً.
أي أنها تتجاوز الكمية الموصى بها، إذ كانت تتراوح ما بين 7.2 غم/ شخص/يوم في لبنان الى 19 غم/شخص/يوم في الأردن وفي معظم البلدان، ووجد أن الخبز وحده يساهم في 20% من الكمية المتناولة من الملح.
وأوصت منظمة الصحة العالمية لخفض خطر الإصابة بضغط الدم وأمراض القلب والسكتات بتناول كمية يومية من الصوديوم أقل من 2 ملغم، أي ما يعادل 5 غم كل يوم من الملح للأفراد ممن هم أعلى من 16 سنه.
إعداد لكحل محمد