ومن علامات الساعة التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ظهرت في زماننا فشوُّ الزنا وكثرتُه بين الناس، عن أن بن مالك قال:«لَأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِن رَسولِ اللَّهِ ﷺ لا يُحَدِّثُكُمْ به أحَدٌ غيرِي: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ: إنَّ مِن أشْراطِ السّاعَةِ أنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، ويَكْثُرَ الجَهْلُ، ويَكْثُرَ الزِّنا، ويَكْثُرَ شُرْبُ الخَمْرِ، ويَقِلَّ الرِّجالُ، ويَكْثُرَ النِّساءُ حتّى يَكونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً القَيِّمُ الواحِدُ. رواه البخاري(5231).
وليس هذا فقط، بل يصل الأمر إلى استحلال الفروج، والعياذ بالله، عن أبي مالك الأشعري قال: قال ﷺ:«لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ» رواه البخاري(5590)، والحرُّ هو الفرج والمقصود في الحديث هو استحلالُ الزّنا.
وفي آخر الزمان يذهبُ المؤمنون، ويبقى أشرارُ الناس يتهارجون أي: كثرة الجِماع والنكاح، بحيث يجامعُ الرجالُ النساءَ بحضرة الناس كما يفعل الحميرُ، عن النواس بن سمعان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« ويبقَى شرارُ الناسِ يتهارجونَ فيها تَهارُجَ الحمُرِ ، فعليْهِم تقومُ الساعَةُ» رواه مسلم (2937).
ومن أشراطها ظهورُ الربا، وعدمُ المبالاة بأكل الحرام، عن عبد الله بن مسعود، عَنِ النَّبيِّ ﷺ قالَ:« يَأْتي على النّاسِ زَمانٌ لا يُبالِي المَرْءُ ما أخَذَ منه؛ أمِنَ الحَلالِ أمْ مِنَ الحَرامِ». رواه البخاري (2059).
وكل هذه الأحاديث تؤيد صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر مشاهد؛ لأن المسلمين اليوم، إلا من رحم الله، ضعف دينهم، وفسدت ضمائرهم وصاروا لا يتحرون المال الحلال من الحرام، بل همهم هو جمعه بأي طريقة كانت، وسبب ذلك انتشار القروض الربوية، ونزلت الكماليات منزلة الحاجات، بحيث تجد الرجل يسكن في مسكن ضيق، فيلجأ إلى الربا ويوهم نفسه أنه في ضرورة والحقيقة أن ذلك من الكماليات، وقد تجد آخر بدون مسكن لكنه لا يلجأ إلى اقتراف ذنب الربا، والموفق من وفقه الله.