من الأحداث المهمة التي حصلت بعد عزوة بدر، أن عميرَ بنَ وهبٍ وصفوانَ بنَ أميةَ، وكان ابنه قد أسر في الغزوة، وقُتل والد صفوان بن أمية وأخوه، فتذاكرا مصابهم في غزوة بدر، فأرادا أن يقتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهب عمير إلى المدينة النبوية ظنا منه أنه سيقتله بسهولة، فلما وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، زعم أنه جاء ليفتديَ ابنه، وعندما أصرّ على الكذب، كشف له رسول الله صلى الله عليه وسلم عما دار بينه وبين صفوان بن أمية، وهما بمكةَ، فتعجب عمير وأعلنَ إسلامَه، فطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه أن يفقهوه في الدين، ويطلقوا له أسيرَه، فلما رجع إلى مكةَ أسلم على يديه خلق كثير.
وممَن قُتل في هذه الفترة، كعب بن الأشرف اليهودي؛ الذي كان شاعرا، وكان يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما سأله كفار قريش، أديننا أحب إلى الله أم دين محمد وأصحابه ؟، فقال كعب:« أنتم أهدى منهم سبيلا»، فأنزل الله تعالى على رسوله:«أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا» [النساء:51]. وفي هذا مشروعية قتل من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن دمه هدر.