الحلقة الأولى
قصة النجم الذي استضفناه اليوم في ركن ضيف «الروح الرياضية» يمكن أن تدّرس كمقياس للنجاح في أشهر الجامعات العالمية حيث أن ضيفنا بدأ من الصفر وترقى عبر سلم المجد إلى أعلى درجات العالمية ولم يفد مشواره الرياضي فحسب بل أفاد الجزائر من خلال مساهمته الفعالة في إدخال الفرحة للشعب الجزائري في بلاد الكنانة أين حققت الجزائر الاستثناء حيث لم يسبق لأي منتخب أن فاز باللقب الإفريقي في بلد الفراعنة إذ توشح قميص المنتخب الوطني بالنجمة القارية الثانية فكان صاحب أغرب تسديدة تحولت بقدرة قادر إلى هدف اقترن بالإرادة الإلهية التي أرادت من الجزائر أن تصبح سيدة إفريقيا، إنه بدون مقدمات السفاح بغداد بونجاح الذي كان لجريدتنا «الروح الرياضية» شرف استقباله حيث خص المحارب الجريدة بزيارة مجاملة أعرب من خلالها عن إعجابه بالمستوى الذي وصل إليه هذا الصرح الإعلامي في ظرف وجيز حيث أكّد لنا أنه أضحى مدمنا على مطالعة جريدتنا عبر الموقع الإلكتروني أثناء تواجده في قطر أين يلعب لفائدة السد للتذكير أن ضيفنا أكد لنا أنه لم يجر أي حوار صحفي منذ أكثر من عامين وفضل كسر هذا الاستثناء باختيار جريدتنا.
وموازاة مع الزيارة الميدانية التي خصّنا بها بغداد بونجاح اطلع على كافة المراحل التي تمر بها الجريدة من تحرير وتركيب حتى تصل للطباعة حيث كانت الفرصة للعاملين بالجريدة من صحفيين وتقنيين لأخذ صور تذكارية مع عملاق الكرة الوهرانية خصوصا والعالمية على وجه العموم.
وأثناء تجاذب أطراف الحديث مع المايسترو بغداد بونجاح حول مسيرته الكروية كان الحديث ذو شجن بعض المرّات وأيضا حماسيا مرات عديدة حيث يصلح كي يكون سيناريو لفيلم وثائقي تبقى العبرة منه أنه لا نجاح بدون تعب ولا وقوف بدون سقوط.
ونظرا للكم الهائل من المعلومات التي استقيناها من خلال الدردشة اللطيفة التي جمعتنا بالمحارب الشجاع آثرنا تقسيم الحوار لثلاثة حلقات أولها الحديث عن طفولة بغداد التي قضّاها في حي «ميموزا» الشعبي أين بدأ مداعبة الكرة في الشوارع ككل النجوم وأول خطواته التعارفية مع الكرة أين لعب لفائدة رائد غرب وهران وأكد أنه كان ولا يزال مناصرا لفريق القلب مولودية وهران التي تنقل برفقتها أينما حلت وارتحلت وأيضا بروزه الكروي مع الأرسيجيو في بطولة الجهة الغربية أناذاك وكيفية رفض مسيران لدى الحمراوة اللذان حرماه من الالتحاق بفريق القلب كما سماه مولودية وهران بحجة أنه ليس في المستوى! وأما المحور الثاني فيسرد من خلاله قصة انتقاله لاتحاد الحراش إلى غاية دخوله لعالم الاحتراف عبر بوابة النجم الساحلي وبعدها السد القطري وإمكانية إمضائه في نادي أوروبي عملاق الموسم المقبل أما الجزء الثالث والأخير يسرد من خلاله مغامرته مع النخبة الوطنية في كافة مستوياتها بحلوها ومرها وانتهاءا بالإنجاز التاريخي والتتويج القاري وتطلعاته المستقبلية في ناديه وأيضا مع النخبة الوطنية.
لو كان بيدي لسّجلت أكثر من هدف أمام السنغال
بادئ الأمر وقبل فتح باب الحوار معك نوّد أن نشكرك نيابة عن الشعب الجزائري على الهدف الأعجوبة الذي أمضيته في شباك السنيغاليين والذي تسيدت من خلاله الجزائر الهرم القاري؟
والله كل الشكر للشعب الجزائري على مرافقته المعنوية لنا طيلة أطوار المنافسة القارية بمصر ولو كان باستطاعتي لأمضيت أكثر من هدف في القاهرة أين يصعب كما تعلمون التتويج باللقب القاري ولكن بتوفيق من الله ثم بالعمل الجماعي استطعنا إدخال الفرحة لبيوت الجزائريين وهو ما يعتبر وسام شرف لنا ولا أنسى أن أشكر جريدتكم الفتية التي باتت تلقى رواجا والتي أتمنى لها دوام التألق في مجال الإعلام الرياضي.
بروزي في عالم الكرة يعود لوالدي وللأرسيجيو
سؤالنا الأول يا «السي بغداد» سوف يكون كلاسيكيا كي يتتبع القارئ مختلف الخطوات التي خضتها في مشوارك الرياضي لغاية معانقتك للمجد الكروي فكيف كانت طفولتك ونركز على هذه النقطة بالذات لأنك أصبحت مثالا وأيقونة لكل الأطفال الجزائريين ؟
ربي يجازيك على هذا الإطراء …أولا أنا من مواليد مدينة وهران بتاريخ 24 نوفمبر 1991 وككل أقراني داعبت كرة القدم وأنا طفل صغير في حي ميموزا الشعبي وكنا نلعب الكرة الشارعية أين تنتهي المباراة إلى غاية قبل أذان المغرب والتي تنتهي بما لا نهاية من الأهداف – يقولها ضاحكا –
وبحكم والدي المعروف في الحومة «بعمي علي» والذي كان مسيرا في فريق رائد غرب وهران «الأرسيجيو» طلب منه بعض من لمسوا موهبتي في الشارع إيداعي مع الأصناف الصغرى للرائد فكان ذلك وبدأت منذ ذلك مسيرة الألف ميل.
بحكم أنك كنت ذو بنية مورفولوجية قوية كان من المفروض أن تلعب كمدافع فكيف تم اختيارك كمهاجم ومن الطراز الرفيع؟
الحمد لله فإنني من حسن حظي أنني تتلمذت على أيدي مدربين مهرة منهم أصحاب الشهادات كانوا ضمن تعداد الفريق التقني لرائد غرب وهران حينها وأخص بالذكر مدربي القدير شيريقي عبد الغني وبن كرامة ومورو وأيضا ذهيبة حيث كان هؤلاء يركزون على الانتشار في الملعب ولكل منصبه فبعد تجريبي على عدة مناصب اتضح أنني أصلح كمهاجم وهو ما برهنته في الأصناف الصغرى للأرسيجيو حيث كنت ألقب بصائد الأهداف ومن حينها وجدت نفسي في القاطرة الأمامية كالسمكة في الماء .
إذ االفضل لبروزك الكروي ترجعه لرائد غرب وهران؟
بكل تأكيد فهذا النادي رعاني وأحسن تلقيني أبجديات الكرة وفوق كل هذا قبل أن تنجب الأرسيجيو بونجاح سبق لها إنجاب العديد من الأسماء التي لمعت أسماؤها على الصعيد الكروي في بلادنا ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر بلكدروسي وأيضا داود سفيان الغنيان عن كل تعريف، وأتمنى بالمناسبة ومن منبركم هذا أن يعود رائد غرب وهران للزمن الجميل أين كان معروفا بلعبه كرة جميلة جعلته يتسيد في بطولة الجهوي وأيضا القسم الثاني حينها.
عانقت المجد بفضل بركة دعاء الوالدة
حديثناعن الكرة يقودنا أيضا لحياتك مع العائلة عندما كنت طفلا صغيرا وكيف كان أثر الوالدة والوالد على مسيرتك الكروية؟
يتنهد هنيهة ثم يجيب والله سؤالك قد مسني في الصميم فلقد ذكّرتني بالوالدة رحمها الله حيث أنني لا زالت ألتمس البركة من دعائها فهي من دعت لي على فراش المرض وتحسست أرجلي وقالت لي بالحرف الواحد أنا ذاهبة لكن أؤكد لك بأن هاته الأرجل سيكون لها شأن كبير في المستقبل وإنني في كل مرة أتذكر دعاؤها وأطلب لها الرحمة وراء كل هدف أسجله والوالد أيضا كان له أثر كبير على مسيرتي فهو من قادني لعالم الكرة.
اشتغلت نادلا موازاة مع لعبي الكرة في البداية
نعلم أنك قمت بعدة تضحيات من أجل مسارك الكروي فما تعليقك ؟ أجلمساركالكروي
لا أخفي عليكم وأصدقكم القول أنني منذ كنت صغيرا حلمت بالاحتراف في ميدان كرة القدم حيث أنني عندما ألعب أستمتع بوقتي وتحضرني الذاكرة عندما كنت نادلا في مطعم وكنت أستعجل غسل الصحون من أجل الالتحاق بالتدريبات في ملعب «بن أحمد الهواري» والحمد لله أن تضحياتي لم تذهب سدى.
ربي وكيل من حرمني من اللعب مع الحمراوة
علمنا أنك كنت من مناصري مولودية وهران وكنت تتنقل مع هذا النادي أيام زمن التتويجات الجميل وكان كل أملك الالتحاق بنادي الحمري فما الذي حصل؟
لقد وضعت السكين حقا في جرح الذاكرة حيث أنني كنت مناصرا وفيا ولا زلت لمولودية وهران فكنت أتنقل رفقة النادي أينما حل وارتحل وبت في العراء من أجل المولودية وككل لاعب كان أملي الانضمام لفريق الحمري لكن مسيريين إثنين كانا لهما رأي آخر حيث قالا بأن مستواي لا يسمح لي باللعب في مولودية وهران وكان ذلك بمثابة صاعقة لي في ذلك الوقت وما عساني قوله سوى ربي يجازي من كان السبب لكن مع مرور الأيام علمت أن الله كان يخبئ لي الأجمل فيما بعد.
حاوره لكحل محمد
يتبع