الحلقة الأخيرة
في آخر حلقة مع المحارب بغداد بونجاح انتقلنا معه للحديث عن محاور والمحطات التي واكبها السّفاح خلال مسيرته الثرية حيث كان الحديث بشأنها بنبرة أسف أحيانا وبنبرة حماسية أحيانا أخرى خصوصا عندما يتعلق الأمر باستدعائه للنخبة الوطنية حيث صرح لنا أنه كان يحلم بتقمص ألوان الفريق الوطني باكرا وانتظر ذلك لكن لا حياة لمن تنادي واثناء حوارنا الذي ألحينا عليه لكشف المستور عن ما جرى حينها أجابنا أيضا بأن الأمر كان فيه «إن» أيضا حيث أن عدة اشخاص كانوا في مرتبة المسؤولية حينها في الفدرالية عاملوه بازدراء ولم يرغبوا في استدعائه وظلوا يلحون على أسماء دون غيرها علما أن أول استدعاءاته كانت تحت راية اتحاد الحراش الذي ما فتئ يردد الشكر لإدارته التي نشط تحت لوائها وأيضا أنصاره الذين تجمعه بهم لحد الآن علاقات ود واحترام كبيرين.
فتقمص ألوان النخبة بداية بلعبه لفائدة أمال الخضر واتحق بصفوف المحاربين في عهد المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش لكن لعدة أسباب لم يظهر السفاح الحالي بالمظهر الذي رغب فيه هو شخصيا ومحبيه في المقام الثاني ورغم ذلك كانت لمساته في التشكيلة الوطنية تنذر بميلاد نجم مستقبلي علما أن أعين رادار البوسني خليلوزيتش لا تخطئ كما هو معلوم كيف لا وهو الذي ساهم في اكتشاف رياض محرز قبل مونديال ريو دي جانيرو. ورغم أن مرور السفاح بغداد كان مرور الكرام في تشكيلة البوسني غير أن القادم كان أفضل كما يقال حيث أن بغداد كان موازاة مع انتظار إعادة استدعائه لصفوف النخبة يسجل ذات وذات الشمال أهدافه في ميادين تونس من خلال تقمصه ألوان النجم الساحلي ويمكن القول أن مروره نحو البطولة القطرية كان له وقع خاص خصوصا وأن بغداد حمل على عاتقه مسؤولية دك شباك خصوم نادي السد القطري حيث أصبح يكنى بالسّفاح نتيجة الكم الهائل من الأهداف التي بات يمضيها على الصعيدين المحلي القطري وحتى الأسيوي وتزامن تواجد بغداد ضمن نخبة السد القطري مع تواجد المايسترو جمال بلماضي الذي كان مدربا لنخبة قطر وأيضا لنادي لخويا الذي فعل معهما الأفاعيل وهو ما يعني أن بلماضي كان يملك أكثر من فكرة عامة وكذا رئيسية على النجم المخضرم بغداد بونجاح فبمجرد استدعاء الكوتش جمال للإمساك بزمام العارضة الفنية للمنتخب الوطني كان بونجاح ضمن خططه التكتيكية ويقول السفاح أن وقع بلماضي على النخبة الوطنية يعادل وقع البلسم على الداء فكان الكوتش جمال هو الوصفة الشافية لما ألم بالنخبة الوطنية من أمراض نتج عنها الانتكاسات وكذا الهزائم المهينة داخل الديار فما بالك بما كان يحصل مع الفريق الوطني خارج القواعد ولعل الأرشيف لا يزال محفوظا لمن أراد الاطلاع عليه.
يقول بغداد بشأن مشوار الخضر مع بلماضي أنه يرجع الفضل فيه لله عز وجل وبعدها للمايسترو بلماضي الذي اعتبره أحسن مدرب في العالم حسب تعليقه في أسئلتنا التي طرحناها عليه على السريع ومثلما يقول المثل أن العبرة تبقى في الخواتيم فاخترنا لقرائنا خلال هذا الحوار أن تكون الخاتمة مسك كيف لا ومن خلالها أدلى لنا صاحب القدم السحرية بكواليس كأس إفريقيا عندما جلبت الجزائر «الكحلوشة» من الأراضي المصرية ضف إلى ذلك تعليقه على ما يجري في الأصناف الصغرى وكذا أندية الأقسام السفلى التي طالب المسؤولين عن الرياضة في بلادنا إيلاء الاهتمام بها خصوصا وأن معظم الجواهر حسبه تقبع في مناطق الظل ضاربا مثلا بذلك عن سليماني الذي كان يلعب في الشراقة ثم ارتقى هو الآخر في سلم المجد.
وعن بلماضي وكذا محرز وبلايلي وخيرة الأندية والمنتخبات والمدربين العالميين الذين يناصرهم بغداد آثرنا ختام الحلقة الأخيرة من الحوار مع السفاح بغداد بونجاح في انتظار إجراء حوارات أخرى لكل من ساهم في رفع اسم الجزائر في سماء المجد الكروي والرياضي….
احتقرني بعض مسؤولي الفاف لكن خليلوزتش رد لي الاعتبار
كأول سؤال نطرحه عليك يا «السي بغداد» حدثنا عن علاقتك مع المنتخب الوطني وكيف تم استدعاؤك ؟
والله من خلال أسئلتكم دائما تجبرونني على البوح بأسرار لم أكن أرغب في الكشف عنها حيث أؤكد لكم أنني تعرضت للحقرة أيضا في الفريق الوطني حيث رغم بروزي على الساحة الكروية الجزائرية إلا أن أسماءا أتحفظ عن الكشف عنها وكانت حينها ضمن الفدرالية لم تشأ توجيه الدعوة لي لكن موعدي مع القدر الإلهي كان فوق كل اعتبار حيث أن تقمصي لأوان اتحاد الحراش وبروزي معه والذي لا أنسى مرة أخرى توجيه التحية لأنصاره ساهم في وضعي على رادار المدرب البوسني وجيد خليلوليزيتش الذي اختارني رغما عن بعض المسؤولين لأمثل بلدي لكن رغم عدم بروزي حينها بالشكل الملفت جعلني أغيب عن المشهد.
لكن مثلما يقول المثل الجزائري كان لك حظ آخر أو بالأحرى خيرها كان في غيرها ؟
بالفعل فبعد بروزي على الساحة الكروية التونسية أضافت لي العناية الإلهية التجربة القطرية ونلت الاعتراف من العرب والعجم وحتى من الجنس الأسيوي الأصفر ضف إلى ذلك تواجدي في مرمى اختيار الكوتش جمال بلماضي الذي أعتبره أحسن مدرب مررت عليه طيلة مسيرتي الكروي.
بلماضي يلعب دور الطبيب النفساني للمنتخب
نستوقفك عند هذه النقطة بالذات… حدثنا عن الكوتش جمال الذي استطاع في ظرف وجيز من تحقيق ما عجز عنه المدربين السابقين بمحلييهم ودولييهم ؟
ما عساني أن أقول عن بلماضي فهو من خيرة ما أنجبت كرة القدم الجزائرية ضف إلى ذلك فهو الرجل المناسب في المكان المناسب فإنجازه في عشرة أشهر بتتويجه القاري بمصر كفيل عن الإجابة عن كل سؤال وتساؤل فهو «ولد فاميلية «بالدرجة الأولى وإنسان «متدين» وفوق كل ذلك فهو يفقه التدريب ويلعب إضافة على ذلك دور رجل المطافئ في أي فريق يلتحق به وأيضا دور النفساني حيث وصفته كانت ذات تأثير مباشر على التشكيلة الوطني.
الكوتش جمال يعامل اللاعبين بما في أقدامهم وليس بأسمائهم
إطراؤك هذا على المايسترو بلماضي يجعلنا نضيف عليك سؤال آخر أو بمعنى آخر فماذا عن تعامله مع عناصر النخبة الوطنية؟
بكل بساطة سوف أوضح لكم الأمر بلماضي لا يعترف بالأسماء بل بالأداء فأي لاعب يعطي مردود إيجابي فوق الميدان يمكنه أن يطفئ آخر فالثقة للكوتش جمال ليست عمياء فربما اليوم تكون أساسيا وإذا رأى غير ذلك فعلى اللاعب المعني تقبل إجلاسه إما على دكة الاحتياط أو الاستغناء عن خدماته إلى غاية رجوعه إلى مستواه المعهود والأمثلة على ذلك كثيرة أتغاضى عن ذكرها فالجمهور يعرفها.
التتويج القاري بطاقة تعريفية لبلماضي
الجميع رأى بأن مهمة المايسترو بلماضي كانت مستحيلة في مصر لكن المستحيل كما يقال ليس جزائريا فما تعليقك ؟
بالفعل بفضل تكتيك وتكنيك بلماضي عرفنا مستوانا الحقيقي والمهم أننا جلبنا « الكحلوشة « من مصر وما أدراك ما هي مصر في مثل هكذا منافسات والمهم أننا حققنا الأهم وأثبتنا أن الجزائريين بمحترفيهم ومحلييهم هم لحمة واحدة هدفهم الوحيد والأوحد هو رفع الراية الوطنية وهو ما كان وسيكون بإذنه تعالى.
التتويج بالمونديال وارد فلما نحتقر أنفسنا
كي نقفل باب الحوار بشأن النخبة الوطنية وكذا بلماضي هل علمت أن الكوتش جمال صّرح بأن هدفه المستقبلي هو التتويج بمونديال الدوحة فما تعليقك؟
والله من مقامي هذا أقول لكم أنه لا شيء مستحيل في عالم كرة القدم فيمكن لتشكيلتنا الغنية بعناصرها والمدعمة بمدرب عالمي كبلماضي أن تذهب بعيدا في منافسة كأس العالم فكرواتيا ليست أحسن منا وهي التي وصلت للنهائي رفقة المنتخب الفرنسي والحديث قياس.
من فضلكم ابحثوا عن الجواهر في الأصناف الصغرى والأقسام السفلى
نتركك قبل الخوض في الأسئلة على السريع تختم لنا هذا الحوار الشيق بكلمة أخيرة فإليك الخط..
أوّد أن أوجه كلمة للمسؤولين في بلادنا للاهتمام بالأصناف الصغرى لأنهم عماد نخبة المستقبل وأيضا يجب إيلاء الاهتمام بالفرق في الأقسام السفلى فهناك تكمن الجواهر النادرة فما على الكشافين سوى التنقيب.
أسئلة على السريع :
من هو أحسن مدرب في العالم : جمال بلماضي.
وماذا عن أحسن لاعب محترف جزائري : محرز ، بلايلي وبلومي يا أخي… بلومي لخضر.
أحسن مدافع : جمال الدين بن العمري
وأحسن لاعب عبر التاريخ : أرماندو دييغو مارادونا.
أحسن مدرب عالمي : مدرب منتخب البرتغال فيرناندو سانتوس.
أحسن نادي عالمي تناصره : بلا منازع ريال مدريد
أحسن لاعب محترف في العالم حاليا : كريستيانو رونالدو
إنتهى