غزوةُ أحدٍ .
اتفق أهل السير أن غزوة أحد وقعت في شهر شوال من السنة الثالثة من الهجرة النبوية .
وسببها أن كفار قريش، كانوا يريدون أن ينتقموا لقتلاهم يوم بدر، فأعدوا العدةَ، وجمعوا ثلاثةَ آلاف مقاتل، وكان معهم نساء، وهذه عادة كانت تفعلها العرب، حتى لا يفر الرجالُ من الغزو، مخافةَ العار.
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، وأوّله بأن هزيمةً، وقتلاً سيقعان في أصحابه .
أبو موسى الأشعريُّ رضِي اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال:«رَأَيْتُ في رُؤْيايَ أنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فإذا هو ما أُصِيبَ مِنَ المُؤْمِنِينَ يَومَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرى، فَعادَ أحْسَنَ ما كانَ، فإذا هو ما جاءَ اللَّهُ به مِنَ الفَتْحِ، واجْتِماعِ المُؤْمِنِينَ.
رواه البخاري (7041) .
وعندما علم النَّبيَّ ﷺ بمجيء الكفار، شاورَ أصحابه، بأن يقاتلهم داخل المدينة النبوية؛ ليضيق عليهم القتال في أزقة المدينة، غير أن الصحابة كانوا متحمسين لقتال العدوّ، لا سيما أن أكثرهم لم يكن في بدر، فحينها لبس النَّبيَّ ﷺ الدرع، وقال لهم :«فقال: ما يَنْبغي لنبيٍّ أنْ يضَعَ أداتَه بعدَ أنْ لبِسَها، حتى يحكُمَ اللهُ بينَه وبينَ عدُوِّه.» رواه الترمذي(1561).
خرج في الغزوة ألف من المسلمين، ومعهم فرسانٌ، وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم، لواءً للمهاجرين، حمله مصعب بن عمير، وحمله بعد استشهاده علي بن أبي طالب، ولواءً الأنس حمله أسيد بن خضير، ولواءً للخزرج حمله الخيال بن المنذر…
يتبع