في سنة خمس من الهجرة النبوية في شهر شوال، وتحديداً يوم الثلاثاء، وقعت غزوة الخندق، أو غزوة الأحزاب، وسبب هذه الغزوة؛ أن قريشاً كعادتها تريد إبادة الإسلام وأهله، وكانت بني النضير قد ساندتهم، واستدعوا حلفاءهم ، فاستنفروا بني مرة، وبني فزارة، وبني سعد، وكل من له عند المسلمين ثأر.
وتجمعت الأحزاب لحرب رسول الله والمسلمين، وكان على رأس قريش أبو سفيان في أربعة آلاف، معهم ثلامائة فرس، وألف خمسمائة بعير، وكان مجموعهم عشرة آلاف، وكان عدد المسلمين ثلاثة آلاف.
فلما عزم الأحزاب السير نحوَ المدينة سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستشار أصحابَه، وأشار عليه سلمانُ الفارسي بحفر خندق، ووافق الجميعُ على هذه الفكرة.
تراوحت مدةُ الحفر من خمسة عشر إلى عشرين يوماً، وكان طعامهم يومئذ الشعيرُ، وأحيانا التمرُ ومن شدة الجوع ربط رسول الله صلى الله عليه وسلم حجراً في بطنه ليخفف عنه آلام الجوع.
وكان عمل المسلمين سواسية لا فرق بين غنيّ وفقير، وكان قدوتهم صلوات ربي وسلامه عليه يعمل معهم حتى اغبرّ بطنُه، همهم هو نصرةُ دين الله تبارك وتعالى.