الجزء الثاني
من ذكريات ملعب «أحمد زبانة» الذي كان يمتلأ عن آخره خلال المباريات العادية لفريق مولودية وهران وأيضا جو التحضيرات للقاءات الحماسية التي كانت تتقمص من خلالها الحمرا والبيضا دور البطولة نبدأ بسرد الحلقة الثانية مع عميد المدافعين للقاطرة الخلفية للحمراوة عمر بلعطوي الذي عدنا به عبر عجلة الزمن إلى أيام المجد الكروي التي كان من خلالها النادي الوهراني لا يهان خارج القواعد حيث كانت خيرة الأندية الجزائرية تهاب لقاءه وتتمنى إنهاء مواجهاتها مع الحمراوة بأقل الأضرار فما بالك باللقاءات التي تجري إما في ميداني «الحبيب بوعقل» أو «أحمد زبانة» أين كان الخصوم يأتون وهم بثوب المنهزم قبل انطلاق المباراة وذلك بشهادة لاعبي زمان.
حيث قال ذات مرة لاعب شباب بلوزداد باجي أن فريقه كان يخسر نقاط مباراته مع المولودية خلال تأهبه للسفر في الطائرة وهو ما يعني أن الفريق الوهراني كما أكد عمر بلعطوي يعتبر حقيقة عميد الأندية الجزائرية بلا منازع فمن خلال هذه الدردشة مع محدثنا لمسنا كم كانت المولودية كبيرة بمسيريها وأنصارها وهو ما كان ينعكس حول الأداء داخل الميدان والعودة إلى أرشيف ذكريات الفريق الوهراني عبر اللاعب الدولي السابق عمر بلعطوي تقودنا أيضا إلى عالم التتويجات أين كانت تلبس من خلالها مدينة وهران العلم الأبيض والأحمر وتدوم الأفراح أياما وليالي وهو ما كان يحفز التشكيلة الوهرانية على بدل المزيد من الجهود لأن الغاية قبل كل شيئ كانت تشريف مدينة الباهية وهران وسكانها اللذين كانوا يعتبرون المولودية ماركة مسجلة خلال تنقلاتهم وسفرياتهم في أرجاء التراب الجزائري وموازاة مع زمن التتويجات الوهرانية تكلم عمر بلعطوي عن أيام الإنكسارات والهزائم التي لم يجد لها لحد الآن جمهور الحمراوة تفسيرا منطقيا حينها وباتت الاتهامات توزع يمينا وشمالا فتارة كان أصابع عدم التتويج بالبطولة توجه لليازما وتارة لشباب قسنطينة وتارة أخرى لأولمبي الشلف الذي بقي لحد الآن أنصار المولودية يتهمونه بتشببه في سقوط الفريق الوهراني للقسم الثاني الذي كان بمثابة كارثة حقيقية للأنصار الحقيقيين للحمراوة وكل هذا وأمور أخرى لعل أبرزها شخصية المرحوم قاسم بليمام الذي يعتبر حسب عمر بلعطوي سيد الرؤساء في مولودية وهران وأيضا مثال لكل رؤساء الأندية الجزائرية سوف نتابعها معكم في الحلقة الثاني من هذا الحوار…
الثقة بين الرئيس والمرؤوس كانت سبب تتويجات المولودية
نعود معك لأيام الزمن الجميل في فترة التتويجات فهل لك أن تؤرخ لنا عن هذه الحقبة الذهبية؟
لا أخفي عنكم أن تلك الأيام لا تزال محفورة في ذاكرتي وأقولها وأعيدها لكن على المتلقي تمييز ما أقول فنحن في السابق كنا نلعب من أجل ألوان الفريق وهدفنا بدون مبالغة كان تبليل القميص وكانت المولودية بمثابة الأم التي احتضنتنا فكانت الثقة مع الإدارة لا يشوبها التوجس والغدر فعلى سبيل المثال أذهب معكم إلى أبعد حد حيث لم أكن أوقع إجازات الموسم فكان المرحوم قاسم بليمام هو الذي يتولى المسؤولية فكانت مهمتي التدرب ومواجهة الخصوم بكل ما أوتيت من قوة وهذه الثقة التي كانت بين الرئيس والمرؤوس هي سبب التتويجات التي توشحت بها المولودية فيما مضى والحديث قياس.
بليمام تدرج في المسؤوليات حتى بلغ مرتبة الرئاسة
على ذكر سيرة المرحوم الرئيس قاسم بليمام هل لك أن تقاسمنا أرشيف ذكرياتك معه خصوصا وأن ترأسه الفريق تزامن مع العصر الذهبي للمولودية؟
أولا يجب أن أعترف قبل الحديث عن هذه الشخصية الفذة أن بليمام هو افضل رئيس عملت تحت إمرته وكنت أكن له كل الاحترام فهو صديق والدي المرحوم وكان جارنا في حي ميرامار يعني أنني تربيت بمرآى منه وعرفت المرحوم بليمام قبل أن يكون رئيسا فكان بادئ الأمر مناصرا وفيا وأيضا مسعفا للفريق ومسيرا وتدرج في المسؤوليات حتى وصل لرتبة رئيس يعني أنه لم يأت للفريق عن طريق المظلة كما يقال.
يجب أن تكون شاطرا مع بليمام حتى تأخذ مستحقاتك
هل لك أن تحدثنا عن طريقة تعامله مع اللاعبين علما أن الإشاعات تقول بأنه كان فظا غليظا وغايته مصلحة الفريق أولا وآخرا؟
قبل الحديث عن هذا الجانب ينبغي أن أقول أن منحة التوقيع مع المرحوم قاسم كان يجب على اللاعب أن يتدبر أمر مناقشتها مع المرحوم بليمام أي يجب أن تكون شاطرا في مناقشة منحة التوقيع وكان المرحوم يتفاهم مع كل لاعب على انفراد ويقول للاعب لقد أعطيتك أكثر منهم فلا تتحدث بالأمر وكنا نلتقي نحن اللاعبين ونعلم كم أخذ الواحد منا فكنا كما قلت لك مثل العائلة وهو كان بمثابة الأب .
والدي قطع وثيقة ديون مع المولودية قدرها 240 مليون سنتيم وقال لي دعوة الشر عليك إن قاضيت الحمراوة
لقد كانت لك عدة خلافات مع المرحوم بليمام فهل لك أن تميط اللثام على بعضها؟
ليعلم الجميع أن الخلافات كانت بشأن الأمور المادية التي تعتبر فتنة منذ الأزل ففي إحدى المرات كنت أملك وثيقة دين ضد مولودية وهران كان مدون فيها مبلغ 240 مليون سنتيم وكانت حينها مبلغ جد محترم وأردت مقاضاة الإدارة حينها لاسترجاع حقوقي فعندما شاهد الوثيقة المرحوم والدي وعلم ما كنت أتطلع للقيام به قال لي بالحرف الواحد « إن أنت قمت بمقاضاة المولودية فابحث عن أب غيري « وقام قطع الوثائق التي تتبث ديوني اتجاه الفريق لأن المرحوم والدي إضافة لصداقته للمرحوم قاسم بليمام كان مناصرا وفيا لمولودية وهران ووصل الخبر للمرحوم قاسم الذي أصبح يزور كل أسبوع قبر والدي ويترحم على الموقف النبيل الذي بدر منه اتجاه القضية سالفة الذكر فاللهم ارحم والدي وأيضا الرئيس بليمام الذي كان بحق رئيس وعليه الكلام.
لا نلوم أي فريق نال البطولة مكاننا فاللوم يرجع على من تسبب في ذلك
نعود معك الآن لزمن الإنكسارات ونبدأ بشأن ضياع لقب البطولة على مرحلتين وقيل بذلك الكثير؟
لقد أعطيتني الفرصة لتوضيح الأمور فأنت حتما تقصد تتويج مولودية قسنطينة على حسابنا وأيضا اتحاد العاصمة على حسابنا ومن منبركم أقول أن لا أحد له دخل في تتويج فريق على حساب آخر فإن أحسنا التحضير لا نتكلم على الكولسة أو شيء من هذا القبيل فمن توج حينها فمبروك عليه وأقول أيضا أن هناك أشخاص في محيط الفريق تسببوا لما وصلت إليه المولودية حينها ولا داعي للغوص أكثر في أمور تأسف .
سقوط المولودية ساهم فيه بعض المحيطين بالفريق وليس للشلفاوة دخل
وضعنا السؤال التالي مع الأخير لأن وقعه سيكون مرا حتما على من تربى في أحضان المولودية وهو كيف استقبل عمر بلعطوي سقوط فريقه المفضل للقسم الثاني؟
لقد أرجعتني لأسوأ ذكرى عايشتها فحينها ذرفت الدموع الحارة عن فريق دخل في نفق مظلم وبالمناسبة ليس أولمبي الشلف الذي اسقطنا للقسم الثاني حينها فبعض من تسببوا في التسيير الأعرج حينها أرادوا الاختباء وراء إخفاق موسم كامل واختزاله في مباراة واحدة ووجهوا أصابع الإتهام لأولمبي الشلف فالذي كان يجب محاسبته حينها من تآمر على فريقه وهو يدعي حب النادي وهنا أشير بأن كلامي موجه لأشخاص ربي وكيلهم في سقوط المولودية للقسم الثاني علما أنني رفقة المولودية تسببت في سقوط وفاق سطيف للقسم الثاني عندما سجلت ضدهم فهل اتهمنا من قبل السطايفية بإسقاطهم فاتركونا يرحمكم الله من تغطية الشمس بالغربال كما يقال في الأمثلة الشعبية عندنا.
يتبع
حاوره لكحل محمد