الجزء الأول
أثناء الحديث عن تاريخ مولودية وهران وخصوصا من ساهم في صنع أمجادها يتبادر للأذهان عدة أسماء لم تجلب الفرحة لمدينة وهران فحسب بل ساهمت في رفع لواء المنتخب الوطني ولعل من بين هؤلاء الأسماء نجد من قضى نحبه من عيار الحاج بديار وكذا عبد القادر فريحة وأيضا القيصر ميلود هدفي والمهدي حمّال ومن بين الأسماء التي زالت تنتظر وما بدّلت حب المولودية تبديلا نجد عمر بلعطوي الذي يعتبر من بين أساطير نادي مولودية وهران كيف لا وهو يعتبر من أبنائها البررة حيث لم يفارق ألوانها منذ أن كان في صنف الأصاغر وقضى معها الأيام الحلوة التي ارتبطت بالتتويجات والكؤوس المحلية وكذا الدولية وبفضل فريق القلب كما يسميه بلعطوي استطاع أن يصنع لنفسه اسما في المنتخب الوطني الذي صال وجال معه في مختلف أنحاء المعمورة ويملك معه ذكريات لا تنسى كيف لا وهو الذي قضى معظمها مع أسماء لامعة من عيار لخضر بلومي، صالح عصاد، رابح ماجر، بوعافية والقائمة طويلة ممن صنعوا أمجاد المحاربين فيما مضى ومن خلال دردشة جمعتنا بالمدافع الحر الذي كانت طيلة عشريتين من الزمان تقريبا على عاتقه حماية القاطرة الخلفية للحمراوة عدنا برفقته لسنوات المجد أين كان الحمراوة يفرضون منطقهم خارج الديار فأما داخل القواعد حسب محدثنا فحدث ولا حرج حيث كان الإنهزام في ملعبي «الحبيب بوعقل» أو «أحمد زبانة» من الممنوعات إن لم نقل من المحرمات لدى الأنصار، حديثنا مع اللاعب السابق للمنتخب الوطني الذي تحدث معنا بعفوية لم نعهدها من عمر مع وسائل الإعلام من قبل أماط من خلاله اللثام على عدة أمور ظلت حبيسة ذاكرته وقيل بشأنها الكثير في الكواليس فيما مضى لكن بلعطوي وضع من خلال حديثه معنا كل صورة في مكانها الطبيعي مرّتبا بذلك أرشيف الذكريات التي عاش من خلالها الحلو قبل المر في نادي مولودية وهران ونظرا للكم الهائل من المعلومات التي استقيناها من عمر بلعطوي آثرنا تخصيصها في حلقتين فأول جزء ارتأينا من خلاله تعريف الجماهير بمسيرة اللاعب الذي كاد أن يكون إما حارس مرمى أو مهاجم في أول مشواره وربما أيضا لاعب مرموق في كرة اليد لكن القدر أو المكتوب يقول محدثنا أبى إلا أن يكون حامي القاطرة الخلفية لنادي الحمراوة وأيضا الفريق الوطني أما الحلقة الثانية فسوف نخصصها لمسيرته مع الحمراوة دائما وأيضا مع المنتخب الوطني وكذا مسيرته التدريبية التي صال وجال من خلالها مع عدة فرق ولعل أبرزها نادي القلب مولودية وهران…
مرحبا بك في منبرك الإعلامي ومنبر كل الرياضيين «الروح الرياضية» الأخ عمر؟
شكرا لكم على الاستضافة ونتمنى لجريدتكم دوام التألق الإعلامي في الساحة الرياضية.
قبل البدأ في حوارنا معك نود أن نهنئك بعيد ميلادك الذي يصادف السادس من شهر أفريل ؟
بارك الله فيك أخي ودمتم في رعاية المولى عز وجل وطبتم وطابت مسيرتكم الإعلامية.
الفضل يرجع للمدربين بوحجر وبلياني لتوجيهي نحو المولودية
الآن سوف ننطلق معك في قطار الذكريات فنترك لك حرية القيادة ونبدأ مع بداياتك في عالم الكرة المستديرة؟
والله لقد فتحت أمام أعيني نافذة من نوافذ الزمن الجميل فلعلمكم أنني أنتمي لعائلة بسيطة ولدت بتاريخ السادس من شهر أفريل 1969 بوهران حيث ترعرت بحي ميرامار وهنا كانت قصتي مع الكرة في الشارع حيث داعبت الكرة مع أترابي حينها ولا يخفى على الجميع أن جيراني في الحي كان اللاعبان شريف الوزاني وأيضا زروقي سيد أحمد والطيب فوسي وكان جارنا أيضا وصديق والدي رئيس المولودية السابق قاسم بليمام حيث منذ صغري كنت محاطا بالمحيط الكروي المستقبلي من غير دراية مني وكأن الأمر قد قدر.
أما عن بداياتي في عالم المستديرة فكانت مع فريق «سوناكوم» بادئ الأمر وكان ذلك تحت أنظار المدربين بوحجر وبلياني ونظرا لتمتعي بمورفولوجية جيدة حينها وأيضا لطريقة لعب راقت للمدربين المذكورين نصحوني بالذهاب لفريق مولودية وهران لكنني تحججت بأنه من الصعب الالتحاق بهذا الفريق حينها نظرا لتوافد العديد من اقراني في الأصناف الصغرى على فترات الاختبارات لكن المدرب بوحجر الذي لن أنسى فضله هو وبلياني منحوني توصية كتابية للمدرب قصباوي الهواري الذي بمجرد استلامي للكرة خلال اختبارات القبول والمشي بها لأمتار فقط أمرني بالتوقف فظننت أنني رفضت بادئ الأمر لكن ما كان غير ذلك حيث جاء لبيتنا المدرب قصباوي هواري شخصيا وطلب مني إحضار ملفي للإتحاق بمولودية وهران وكان لي شرفا ما بعده شرف.
كدت أن أكون لاعبا ممتازا في كرة اليد أو حارس مرمى مرموق في بداياتي
من خلال حديثك علمنا أن بداياتك كانت أيضا مع كرة اليد ولعبت حارس مرمى وكذا مهاجم فكيف تم بعد ذلك تحويل الدفة نحو تقمصك لدور مدافع ؟
بالفعل بدأت مشواري في الرياضة المدرسية كلاعب كرة اليد وكنت لاعبا موزعا وبدون مبالغة كنت جيدا في هذا المنصب لكن حبي لكرة القدم أبى إلا أن يغير الوجهة نحو اللعبة الأكثر شعبية أما عن لعبي في منصب مدافع حر فيرجع للمدرب بوحجر فبداياتي كانت كحارس مرمى أين أجدت في هذا المنصب ولعبت أيضا كرأس حربة فسجلت أيضا عدة أهداف جميلة لكن المدرب كان له رأي آخر حيث استند في ذلك على قامتي وأيضا مورفولوجيتي.
في عهدي لم يكن جلب اللاعبين بالمحسوبية كما يدعي البعض
قيل الكثير بشأن من يلتحق بالمولودية في زمنكم وبأنه كل من يلعب يجب أن يكون بواسطة فهل هذا صحيح ما دمت أنك عاصرت العصر الذهبي للحمراوة؟
من منبركم أكذب كل ما قيل فأنا لست إبن لعائلة غنية وكذلك بالنسبة لزروقي وفوسي ومشري بشير وقصباوي وغيرهم كثيرون وكل ما في الأمر أن الذي يقدم عروض أفضل تكون له الأفضلية وأما غير ذلك فلن يسمح له بتقمص ألوان المولودية .
بقيت مع الحمراوة لأكثر من ثمانية عشر سنة كلاعب
مسيرتك مع المولودية مثلما عرفت بالتتويجات عرفت أيضا ببقائك لوقت طويل مع الحمراوة فحدثنا عن هذه المسيرة ؟
لعلمكم أنني عشت مع المولودية وكأنها عائلتي الثانية حيث منذ التحاقي بهذا الفريق العريق الذي حصل لي الشرف لتقمص ألوانه منذ 1982 حتى 2000 عايشت مع الفريق كما قلت أيام تتويجات لا تنسى وكذا أيام انكسارات مثلما تقتضيه أحكام الحياة.
ترقيت لصنف الأكابر وأنا في السادسة عشر من عمري والفضل يرجع لمشري عبد الله
نترك الانكسارات جانبا حتى يأتي أوانها ونبدأ معك عن أول لقاء لك مع الأكابر وكيف تمت ترقيتك ؟
من خلال الإجابة على هذا السؤال ينبغي التنويه والإشارة بالمجهود الذي كان يقدمه المدرب القدير عبد الله مشري الذي كان يافعا حينها وكان من خريجي المعهد التكنولوجي للرياضة وكان يحب سياسة التشبيب في الفريق فبفضله لعب معظم نجوم المولودية في سن صغيرة مع الأكابر ولعل هذا ما حدث معي شخصيا حيث أثناء لعبي في أحد اللقاءات مع الأشبال جاء المدرب مشري عبد الله بمعية قشرة للمعاينة وكان عمري حينها ستة عشر سنة فاستفسر عني الشيخ مشري وعلم بأن أخي أيضا هو الهاشمي اللاعب السابق لجمعية وهران والذي نطلب له الرحمة من منبركم فظل يراقبني حتى استدعاني عندما أصيب وناس مشكور المدعو «السيكي» رحمه الله وكان أول لقاء لي مع الأكابر أمام أمل برج منايل في ملعب « أحمد زبانة « والذي انتهى برباعية مقابل هدف.
رغم صغر سني حينها كان اللاعبون أصدقائي في الميدان وخارجه
ما دام أنك لعبت مع المولودية في زمن المجد الكروي للفريق فحدثنا عن ذوبانك في المجموعة خصوصا وأنك كنت تبلغ من العمر ستة عشر عاما حينها؟
لعلمكم أنني كنت صغيرا بالنظر إلى كل من بلعباس حفيظ وأيضا الحبيب بن ميمون ووناس مشكور لكنني بمجرد الإختلاط بهم وبفضل الشخصية التي كنت أتمتع بها استطعت أن أكسبهم كأصدقاء داخل الميدان وخارجه وبفضل هذه العلاقة بدأت أبلي حسنا داخل المستطيل الأخضر وأضيف أن اللعب لصالح للمولودية حينها كان شرفا ما بعده شرف فهذا النادي لا يعرف قيمته إلا من تقمص ألوانه ودافع بنيته عنها .
الجماهير لم تكن ترضى بفوزنا بأقل من ثلاثة أهداف في ميداننا
حدثنا الآن عن تتويجاتك مع الفريق من الأصناف الصغرى حتى صنف الأكابر كي يعرفك اللاعبون الصغار عن كثب خصوصا وأنك أصبحت قدوة لمعظمهم ؟
لا أخفي عنكم أننا في الأصناف الصغرى كنا دائما نلعب على البوديوم لكن لم نصعد أدراجه أما فيما يخص صنف الأكابر فاللعب للمولودية حينها معناه الفوز والتتويج حيث كانت الفرق عبر تراب الجمهورية تهابنا نحن مولودية وهران فكنا نقضي على أحلامهم في قواعدهم فما بالك في ميداننا «أحمد زبانة» واستذكر هنا أن جمهورنا كان الفوز بثلاثية نظيفة على أي فريق بميداننا يمثل هزيمة لهم ففي ميداننا كان ينبغي علينا الخروج منتصرين بخماسية أو ما فوق وتحضرني وأنا أروي لكم مثل هكذا أحداث أهازيج الجماهير وامتلاء الملعب عن آخره حيث أن الأنصار كانوا في الخارج أكثر من الداخل والملعب لم يكن يتسع لهم… يا لها من أيام …
يتبع
حاوره لكحل محمد