الجزء الأخير
سنلقي الضوء خلال الحلقة الثالثة والأخيرة مع قائد دفاع كتيبة الحمراوة أيام العز والشرف الكروي عمر بلعطوي كما أشرنا إلى ذلك خلال الحلقات السابقة على تجربته الدولية مع منتخب المحاربين حيث أن ذات اللاعب شارك مع الخضر إن صح التعبير في الفترة الخطأ حيث أن زمنه ارتبط بالخلافات حول المنح وكذلك بالوضع الأمني المتردي حينها مع بداية التسعينات والذي بدوره انعكس سلبا على أداء الفريق الوطني الذي بعد نيله لكأس إفريقيا للأمم في ميدان خمس جويلية دخل في سحابة سوداء ظلت مسيطرة طيلة عشريتين من الزمن على أداء النخبة الوطنية فمردود المدافع بلعطوي عمر كان يمكنه أن يكون أجود لو لعب في فترة أحسن ففي تلك الحقبة كانت النخبة الوطنية تملك لاعبين مهاريين من حيث الأداء الفردي لكن روح المجموعة لم تكن هي المسيطر رقم واحد وهو ما أدى إلى تجرع علقم الهزائم والخيبات حتى أصبح التيار لا يمر بين المناصر والنخبة الوطنية التي كانت معظم مشاركاتها في المنافسات الدولية من أجل المشاركة لا غير
رغم أن الفريق كان يحوي في ثناياه لاعبين محترفين كبار من طينة فرحاوي لاعب مونبيلييه حينها وكذلك بوعافية لكن الأسماء وحدها لم تقدر أن تصنع المجد الكروي وظل الجمهور يدفع ثمن الصراع والتناحر في فريقه الوطني.
عمر بلعطوي عدنا به عبر عجلة الزمن خلال هذه الحلقة حول بداياته مع النخبة الوطنية من الأصناف الصغرى أين شارك مع المنتخب الوطني في عدة محافل دولية وعالمية جعلته يتلاقى مع عدة مشاهير خلال الصغر إلى غاية صنف الأكابر وتحدث خلال هذه الفترة على أفضال المدربين اللذين لعب تحت لوائهم ولعل أبرزهم المرحوم حسن لالماس.
ومن بين المحطات التي مررنا بها مع قائد دفاع كتيبة المحاربين أيضا تحوله من عالم المستطيل الأخضر كلاعب إلى عالم التماس أين أضحى مدربا وكانت بداياته الأولى مع مولودية وهران كمساعد خلال فترة المدرب الفرنسي باتريك رفيلي أين يقول عن تجربته مع التدريب أنها جاءت بمحض الصدفة حيث تم تعيينه لهذا المركز بتزكية من المدرب الفرنسي المذكور وبعدها لعب دور مدرب رئيسي مع عدة فرق بدءا بالأقسام السفلى على غرار نادي بطيوة وأولمبي أرزيو حينها ثم تسلق المراتب التدريبية مع فرق القسم الأول فأشرف تارة على إتحاد بسكرة وتارة على وداد تلمسان ومن خلال أرشيف الذكريات مررنا مع عمر بلعطوي أيضا حول السقوط المدوي لمولودية وهران نحو القسم الثاني حيث لعب خلال هذه الحظيرة عمر بلعطوي دور المدرب المنقذ الذي يرجع له الفضل لعودة الحمراوة إلى حظيرة الكبار لكن هذه المحطة حسب بلعطوي يتم التغاضي عنها في أرشيف النادي الحمراوي والسبب حسبه لم يفهمه لحد الأن وعن هذه النقاط إضافة إلى أسئلة أخرى أجاب عنها تارة بحماس وتارة تأسف لما يجري للكرة في بلادنا وكذا نكران الجميل الذي تعرض له في عالم الكرة وما حز في نفسه وصفه بالخوبزيست خلال مروره كمدرب على مولودية وهران فتابعونا خلال هذا الحوار…
المرحومين مغفور ولالماس يرجع لهما الفضل في تقمصي ألوان الخضر
نعود بذاكرة عمر بلعطوي مجددا هذه المرة نحو استدعائه للنخبة الوطنية فكيف تم ذلك في زمن كان من الصعب فيه تقمص ألوان الخضر اللهم إلا إذا كان اللاعب ذو باع طويل ؟ بادئ الأمر فإنني لعبت مع الفريق الوطني بداية من الأصناف الصغرى فكان منصبي في صنف الاصاغر والاشبال كمدافع أيسر وأبليت بكل تواضع بلاءا حسنا أما عن استدعائي فتم من خلال انتقائي في المنتخب الجهوي بفضل المدرب المرحوم مغفور الذي بسببه تقمصت ألوان الخضر حينها حيث اختارني في التشكيلة الجهوية الغربية بعد عدة لقاءات تمت تحت أعين المدرب الوطني للأصناف الصغرى فتم اختياري حينها رفقة رضا عاصيمي وبلعروسي من مستغانم وسلوة من سعيدة والمرحوم حوسيني من وداد تلمسان وأما في صنف الاشبال فأعيد اختياري مرة أخرى في مدينة البويرة خلال تجمع ضم خيرة لاعبي الجهة الغربية والوسطى وكذا الشرقية وتم اختياري حينها من قبل المدرب المرحوم حسن لالماس وهو ما يعتبر شرف لي في تلك الفترة حيث بعد اختياري لمنتخب الأشبال شاركت في أول لقاء تصفوي للمونديال وأمضيت هدفا أمام غينيا وكان حينها عمري 14 سنة وبعد ذلك ترقيت للأواسط دائما مع المرحوم لالماس ومن بعدها مع المرحومين بلعابد وزيتون اللذين لعبت تحت لوائهما عدة دورات كروية دولية في بلجيكا وتشيكوسلوفاكيا ولعبت أيضا ضد بايرن مينيخ وإيندهوفن وحصل لي الشرف وأن التقيت مع اللاعب العالمي تاهاماتا الذي كان أسطورة حينها وكان مدرب اشبال فيننورد روتردام.
لعبت ضد تافاريل وسينيفار وأيضا البافاري وسان جيرمان وإيندهوفن
يبدو أن الحديث معك حول الماضي بات شيقا خصوصا وأنك لعبت أمام نوادي أوروبية ذات باع طويل في كرة القدم ؟
بالفعل ففي تلك الحقبة كنا نلعب في مستوى عالي ويحضرني أيضا لاعبي ضد باريس سان جيرمان وحصل لي الشرف وأن لعبت ضد منتخب البرازيل الذي كان يضم خيرة حراس المرمى العالميين كلاوديو تافاريل وأيضا المهاجم سينيفار وانهزمنا حينها بسبعة أهداف نظيفة في صنف الأواسط دائما.
أول أهدافي كان ضد منتخب زيمبابوي في تصفيات المونديال
لكن الجماهير الكروية تعرف عمر بلعطوي مع الفريق الوطني للأكابر فحدثنا كيف جاء انتقالك للعب في صفوفه ؟
خلال موسم 1988/1989 تلقيت دعوة من قبل المدرب الوطني حينها كمال لموي الذي أعجب بطريقة لعبي فجعلني ضمن خططه المستقبلية فالتحقت بأول تربص لي فوجدت لاعبين من طينة الكبار كرابح ماجر وعصاد صالح وبوعافية وشريف الوزاني ومغارية وزرقان وكذلك فرحاوي فكان أول لقاء لي ضد زيمبابوي في مدينة عنابة حيث انتهت النتيجة لصالحنا بثلاثية نظيفة وذلك خلال تصفيات المونديال حينها ولعبت عدة دورات كروية دولية لعل أبرزها ضد الدانمارك صاحبة اللقب الأوروبي حينها حيث لعبت ضد لاودروب والأخوين ديبور.
المشكل المادي بين اللاعبين والفاف سبب إقصاء زيقانشور
لكن رغم وجود أسماء لامعة حينها لم تستطع التشكيلة الوطنية فرض منطقها على مستوى الساحة الكروية القارية والدولية اللهم إلا التتويج الوحيد بالكأس القارية في بلادنا فما السبب في رأيك؟
في زمن التتويج القاري ببلادنا لم اقدر أن أشارك مع المنتخب بسبب إصابة ألمت بي حينها وبسببها لم ألعب أيضا خلال نهائي الكأس القارية مع مولودية وهران ضد الرجاء البيضاوي وكنت من بين القائمة الأساسية للمدرب كرمالي الذي كان يحب لاعبي مولودية وهران حينها نظرا للعروض الكروية الجميلة التي كنا نقدمها حينها رفقة تاسفاوت وعاصيمي وبعدها خلال سنة 1992 وكما يعلم الجميع أن الوضعية الأمنية حينها لم تسمح لنا بالتحضير الجيد للكأس القارية بزقانشور بالسنيغال ضف إلى ذلك أيضا مشكل المنح بين اللاعبين القدامى والفيدرالية حينها حيث أتذكر أن فرحاوي لم يسافر رفقة النخبة بسبب مشكل المنح الذي كان السبب الرئيسي في إقصاء الخضر بالسنغال وبسبب هذه الأسباب وأخرى تراجع المنتخب الوطني في مستواه ودخل مرحلة الغيبوبة.
دخلت لعالم التدريب صدفة بفضل باتريك ريفيلي
ننتقل الآن نحو عالم التدريب فهل سطرت دخولك لهذا الميدان أم الأمر جاء صدفة ؟
لقد كانت تجربتي في عالم التدريب صدفة كما قلت حيث كنت أخطط لمغادرة عالم الكرة بعد الاعتزال لكن في فترة إشراف المدرب ريفيلي باتريك على الحمراوة اختارني كمساعد وفرضني حينها حيث أعجب بطريقة عملي معه ومن ذلك الحين اقتحمت هذا العالم.
ما هي أهم الفرق التي أشرف عليها عمر بلعطوي خلال مسيرته التدريبية ؟
أشرفت على نادي بطيوة وكذلك أولمبي أرزيو وأيضا اتحاد بسكرة ووداد تلمسان دون نسيان مولودية وهران فريق القلب.
وما هي أهم ذكرى تحتفظ بها في ذاكرتك في عالم التدريب ؟
والله لقد كان لي الشرف وأن أشرفت على مولودية وهران حين سقطت لأول مرة للقسم الثاني ورجعت برفقتها لحظيرة الكبار ورغم تغاضي البعض عن هذا الإنجاز إلا أنني أجيب من منبركم أنني دخلت التاريخ بهذا الإنجاز واسمي سيبقى مدونا عبر الأرشيف أحب من أحب وكره من كره.
بصفتك كنت مدربا ألا يحز في نفسك عندما كنت تتعرض للإقالة بشكل مفاجئ؟
يا أخي هذا هو عالم كرة القدم فيجب أن تتقبل الوضع على ما هو عليه فخيرة المدربين المشاهير من عيار مورينيو تعرضوا للإقالة فهل أختلف عليهم أنا.
طريقة عمل محياوي لم ترقني لذلك انسحبت
فهل هذه المرة عندما كنت مدربا مع ماضوي تعرضت للإقالة ؟
من هذا المنبر أقول بأن الطلاق تم بيني وبين الإدارة الحالية بالتراضي فلم أكن أحبذ طريقة العمل مع الرئيس محياوي فلكل منا رؤيته للأمور فهذا ما جعلني أخرج من الباب الواسع بمحض إرادتي و….و..
عار على من نعتني بالخوبزيست
هل تريد إضافة شيء آخر ؟
أعيب بالمناسبة من وصفوني بالمدرب «الخوبزيست» فهذا اللقب لا ينطبق مع شخصي حيث أنني قدمت للمولودية كلاعب ومدرب وعار على من أطلق هذه التسمية وأتركه للزمن وهو كفيل بالرد على كل مسيئ.
المولودية الحالية بإمكانها الذهاب بعيدا
باعتبارك ساهمت في تدريب التشكيلة الحالية للحمراوة فما تعليقك عليها ؟
والله المولودية تحوي تشكيلة جيدة جدا هذا الموسم وبإمكانها الذهاب بعيدا في البطولة الوطنية وبإمكانها حتى التربع على عرش البطولة وهذا ليس بغريب على مولودية وهران.
حاوره لكحل محمد