الجزء الأول
دخل عالم كرة القدم بالصدفة حيث كان بادئ الأمر يخطط لأن يصبح مصارعا في رياضة الجودو لكن الإصابة التي تلقاها في إحدى التدريبات جعلته يتوقف عن الممارسة ورغم عشقه لكرة القدم ظل يمارسها في الشارع مع أقرانه في حي «البلاطو» بوهران حتى جاءت اللحظة الحاسمة أين تم اكتشافه من قبل الحاج هدفي الذي تنبأ له بمجرد رؤيته يداعب الكرة بمستقبل زاهر ونصحه بالانتقال نحو أحد النوادي الكروية بوهران.
وكانت من هنا بداية قصة ضيفنا لهذا الأسبوع محمد بلخيرة اللاعب السابق لجمعية وهران وترجي مستغانم وسريع غليزان وأيضا المنتخب الوطني بكل أصنافه ومن خلال الحوار الذي أجرته معه جريدة « الروح الرياضية» عبر تقنية «الواتس آب» باعتباره حاليا يعيش مغتربا في مدينة ليل الفرنسية عدنا مع محمد بلخيرة إلى أيام زمان أين كانت جمعية وهران والتي كانت تعرف باسم «لاسكو» تلعب في حظيرة الكبار وتهابها خيرة الأندية على الصعيد الوطني كيف لا والمعني نفسه وصل مع هذا الفريق الوهراني إلى أسمى المراتب الكروية فمن المنافسة على المراتب الأولى في البطولة إلى التنافس على لقب كأس الجمهورية كلها ذكريات بقيت محفورة في ذاكرة محبي جمعية وهران وأيضا مدونة بأحرف من ذهب في أرشيف الكرة الجزائرية ومن خلال محطات هذا الحوار عايشنا مع محمد بلخيرة فترات حماسية وأيضا ذكريات سلبية رواها لنا بكل اسف وألم محدثنا خاصة فيما يتعلق بنكران الجميل الذي تعرض له في فريقه لازمو وأيضا في الفريق الوطني أين تم الاستغناء عنه بصفة مجانية وبدون أن يوف حقه خصوصا وكما يقول أنه ضحى بمستقبله الدراسي لصالح مستقبله الكروي لكن النهاية كانت أليمة حيث ولحد الآن أصبح اسم بلخيرة محمد مجرد ذكرى لا يلتفت إليها أحد والحديث عن مشواره الكروي قادنا أيضا لمسيرته في عالم التدريب التي التحق بها بمجرد تعليقه الحذاء حيث رغم النتائج الطيبة التي حققها مع بعض الفرق إلا أنه لم يكن راضيا خلال حديثه عن مسيرته وتأسف للحقد الذي لقيه من بعض المحسوبين حسبه على جمعية وهران اللذين لم يتركوه يعمل لا في فريقه ولا في فرق أخرى وهو ما سيكشف المعني خيوطه خلال هذا الحوار…
من المصارعة اليابانية نحو كرة القدم الجزائرية
بادئ الأمر كيف هو محمد بلخيرة حاليا ؟
من منبركم الإعلامي أبلغ سلامي لكل أفراد عائلتي في مدينة وهران أين اضطررنا للغياب عنهم لفترة طويلة بسبب الوباء العالمي وأوجه أيضا سلامي الحار لكل العائلة الكروية بمدينة وهران والجزائر عموما وأبارك لكم منتوجكم الإعلامي من خلال جريدتكم الفتية والتي أتمنى لها دوام الاستقرار والـتألق على الساحة الإعلامية.
دم كرة القدم يسري في كل عائلة بلخيرة
باعتبار الحوار يدور حول بيوغرافيا محمد بلخيرة فسؤالنا الأول حتما سوف يكون حول بداياتك مع عالم الكرة بطبيعة الحال ؟
كما يعلم الجميع في مدينة وهران فأنا ابن عائلة رياضية حيث أنني نشأت في عائلة رياضية فكان والدي لاعبا سابقا في فريق النجاح وأيضا إبن خالي كان الكايزر ميلود هدفي الذي أعتبره وحتما يعتبره كل متتبعي الكرة في بلادنا أنه من خيرة اللاعبين في منصب مدافع حر ورغم إحاطة العائلة بكرة القدم من كل جانب فإنني كنت مولعا برياضة الجودو ومارستها في بداياتي لكن نظرا لتعرضي لإصابة جراء التدريبات نقلت على إثرها لمصلحة الاستعجالات أين مكثت لمدة ثلاثة أشهر وكدت أن أفقد ساقي وقررت بعدها وبإيعاز من الأطباء التوقف عن ممارسة هذه اللعبة القتالية وتوجهت للعب مع أقراني للعب في المباريات الشارعية وأثناء مداعبتي للكرة في عرس خالي ميلود هدفي وكان عمري حينها 15 سنة لاحظني خالي الحاج هدفي وأعجب بطريقة لعبي وكان حينها مشرفا على كل الفئات الشبانية لنادي مولودية وهران أين كانت إنطلاقتي.
بداياتي الكروية كانت في مولودية وهران
بما أننا نتكلم حول تاريخك الكروي فحقيقة لقد فاجأتنا بأن بداياتك كانت مع مولودية وهران ؟
بالفعل فلقد التحقت بنادي مولودية وهران ونظرا لبداياتي المتأخرة حينها بدأت مع صنف الأشبال وكنت أحبذ اللعب في القاطرة الأمامية كمهاجم ونظرا لامتلاكي مورفولوجية قوية وبنية عضلية جيدة وجهني خالي هدفي نحو اللعب في منصب مدافع حر واستطعت من الناحية التقنية التطور في ظرف ثلاثة أشهر حيث أملك ملكة الاستماع والتطبيق خلال التدريبات.
بعد خمسة أشهر من بداياتي تم استدعائي للمنتخب الوطني
وماذا جرى بعد بدايتك الموفقة خلال ثلاثة أشهر ؟
من خلال البداية الموفقة تم استدعائي لفريق نخبة الغرب من قبل المدربين مغفور وبن يلس والمرحوم بوط وبعد عدة تجمعات جاءت الفرصة أين توجه فريق منتخب الغرب نحو العاصمة وخلال تربص وطني جرت من خلاله عدة لقاءات بين فرق الوسط والغرب والشرق تم اختياري للمنتخب الوطني لفئة الاشبال ويعني أنني بعد خمسة أشهر من التدريبات التحقت بالخضر وهو ما يعتبر في حد ذاته إنجاز.
حدثنا الآن مع مسيرتك مع المنتخب الوطني بدءا بالفئات الشبانية ؟
بعدما تم استدعائي لصفوف النخبة الوطنية سافرت رفقة الفريق الوطني نحو مدينة ليل الفرنسية أين أجرينا أول تربص خضنا من خلاله عدة لقاءات ودية وكنت حينها زميلا لصالح عصاد وبعدها تدرجت مع الفئات مع النخبة الوطنية حيث خضت عدة دورات ودية مع منتخب الأواسط كدورة «دوي» الدولية بفرنسا وكذا دورة كان بفرنسا وأشرف علي في تلك الحقبة المدرب القدير مقدادي .
المرحوم رقيق عبد القادر هو من أقحمني مع أكابر لازمو وكنت حينها في الأواسط
سنعود معك مجددا نحو المنتخب الوطني فحدثنا الآن عن كيفية انتقالك لجمعية وهران؟
والله انتقالي جاء عندما انتقل خالي الحاج هدفي اتجاه تدريب نادي جمعية وهران وعندها يجب التنويه بأنني لعبت لصنف الأكابر وأنا لا زلت في صنف الأواسط ولعبت حينها مع لاعبين أقوياء من عيار قادة المدعو ريفيلينو الذي كان ينشط في ميثالية تغنيف ويجب الإشارة إلى أن المرحوم رقيق عبد القادر المدعو «بونس» هو من فرضني للعب رغم صغر سني حيث كان معجبا بطرقة لعبي في الدفاع وتنبأ لي بمسقبل كروي وحينها كان من الصعب وكذلك من دواعي الشرف في نفس الوقت اللعب في صنف الأكابر لنادي «لازمو» حيث نشطت معهم طيلة إثني عشر سنة كلاعب أساسي.
الكايزر هدفي ميلود كان برازيليا مفقودا في إفريقيا
رغم أنك لم تكن من جيل الكايزر ميلود هادفي لكنك استطعت بفضل تألقك أن تلحق به كلاعب في أواخر مسيرته كيف حدث ذلك ؟
يجب التنويه هنا أنني كنت مولعا بالقيصر ميلود هادفي حيث كنت دائما أقلده من خلال افتكاكه للكرة وكذا تمريراته الصائبة وحتى طريقة تسديده للكرات كنت أقلدها ورغم علاقة القرابة التي تربطني بالمرحوم إلا أنني استطعت أن ألعب ضده مع جمعية وهران في عدة مناسبات خلال الداربيات التي كانت تجمعنا أيام زمان حيث كان الاحترام بيننا ولم يكن الالتحام بيننا سيد الموقف لأننا كنا نلعب في منصبين متشابهين أي مدافع حر وأتذكر أنه مرة واحدة استطعت افتكاك الكرة منه خلال أحد الالتحامات ويجب التنويه هنا أن ميلود هدفي كان من بين اللاعبين الكبار في الدفاع على المستوى العالمي وهذا ليس من نسج خيالي بل من تصريحات البرازيليين حينها حيث أن ريفيلينو قال له بأنه برازيلي مفقود في القارة الإفريقية وقال عنه أيضا ماريو زاغالو أنه لو كان يملك مثل ميلود هدفي لكان كل مرة يأخذ كاس العالم.
حاوره لكحل محمد
يتبع