-
خيبة طوكيو يتحملها رؤساء الاتحاديات
-
موقفنا نابع من موقف سلطات وطننا
-
نورين تعرض لضغوطات من رئيسة البعثة الأولمبية الجزائرية للعدول عن قراره
-
أملنا كبير في الديبلوماسية الرياضية الجزائرية
-
تحيز الحكم حرمني من ذهبية أولمبياد بكين
-
تصريح ولد عباس وبيراف بمنحي مسكن مفروش كذب في كذب
-
أدعو الجزائريين للمزيد من التضامن والتكافل
-
الجزء الأخير
يتحدث البطل الأولمبي عمار بن يخلف، في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة من الحوار الذي جمعه بيومية «الروح الرياضية»، عن نتائج ممثلينا وكذا الحدث الأبرز في أولمبياد طوكيو الأخير بالنسبة للبعثة الجزائرية.
كما يعود بالذاكرة إلى أولمبياد بكين 2008، يوم توج بالفضة وكان قاب قوسين أو أدنى من التتويج بالذهب، لولا قرار تحكيمي جائر وظالم، تابعوا بقية الحوار.
ـ من يتحمل مسؤولية المشاركة المخيبة في أولمبياد طوكيو؟
من المفروض أن يتم تحميل المسؤولية لرؤساء الاتحاديات وأعضاء المكاتب الفيدرالية وليس للرياضيين، لأنه بسبب سوء تسيير هؤلاء، كانت النتائج سلبية وكارثية في اولمبياد طوكيو، على غرار عدم توفيرهم للإمكانيات الخاصة بالتحضير الجيد ومواصلة التدريبات طيلة أشهر جائحة كورونا، فكان من المفروض وضع استراتيجية مناسبة للسماح للرياضيين بالتدرب والتحضير بشكل مستمر وليس غلق أبواب كل القاعات، فمثلا نحن في المنتخب الوطني للجيدو أمضينا سنة كاملة بدن تدريبات. وعند أول لقاء وتربص مع أعضاء المنتخب الوطني وجدنا كل الرياضيين في لياقة بدنية كارثية خاصة من حيث الوزن الزائد، الأمر الذي دفعنا للعمل إنطلاقا من الصفر وكانت البطولة الافريقية على الأبواب، فركزنا فقط على استرجاع اللياقة والتحكم في الأوزان على حساب تطوير الجانب الفني، زيادة على أن المنتخب الوطني لم يخض تربصات خارج الوطن ولم يشارك في دورات دولية والتي تسمح للرياضي بالإحتكاك بمنافسين آخرين واكتساب المزيد من الخبرة.
ـ الحدث الأبرز بالنسبة للبعثة الجزائرية في طوكيو كان قرار نورين بعدم مواجهة مصارع من الكيان الصهيوني، حدثنا عن ذلك؟
رغم كل التضحيات ومتاعب السفر، حيث استغرقنا قرابة 48 ساعة للوصول إلى اليابان، وفي غياب تام لمسؤولي البعثة الجزائرية في استقبالنا، إلا أننا واصلنا التحضير لبدء المنافسة إلى أن جاءت القرعة بغير ما كنا نشتهيه ووقع نورين فتحي في مواجهة مصارع من الكيان الصهيوني، فأخذنا قرارا مشتركا بالانسحاب بما يتوافق مع سياسة السلطات العليا في الجزائر وتاريخها وبما يتوافق أيضا ومبادئ الشعب الجزائري، لكن ما صدمنا حقا واستغربنا له هي ردود أفعال بعض أعضاء البعثة وعلى رأسهم حسيبة بولمرقة رئيسة الوفد التي كانت ضد قرار الانسحاب وقامت بممارسة ضغوطات على فتحي نورين حتى يشارك من خلال تخويفه وقالت له إن الوفد الجزائري سيتعرض للعقوبة ومن الممكن أن تمس العقوبة حتى المنتخب الوطني لكرة القدم وهي وسيلة لثنيه عن قراره ودفعه للتراجع عن قرار مقاطعة المنازلة لكن نورين تمسك بقراره وتحمل المسؤولية، وأمضى على تعهد بتحمل المسؤولية، كما أن المسؤولين عن الوفد تخلوا عنا رغم الحالة المعنوية التي كان يعيشها فتحي بفعل الضغط الكبير وتضيع حلم المشاركة في الأولمبياد وتضييع أيضا مجهودات عام كامل من العمل الدؤوب لكن ولا واحد تكلم معه للرفع من معنوياته على الأقل. ولكن الحمد الله تشبثنا بقرار المقاطعة ولسنا نادمين. كما تأسفنا أيضا لموقف الإتحادية الذي لم يرقى إلى مستوى القرار الذي اتخذه فتحي نورين وهو القرار النابع من صلب مواقف دولتنا وشعبنا.
ـ وما هي العقوبات المتوقعة في نظرك؟
طبعا نحن نعرف مدى نفوذ الصهاينة وتأثيرهم على قرارات الهيئات الدولية ومنها الرياضية أو غيرها، لكن عندنا ثقة في الدولة الجزائرية والديبلوماسية الرياضية الجزائرية، خاصة وأننا سرنا على منهاج حكومتنا وسلطاتنا بخصوص رفض التطبيع جملة وتفصيلا وأيا كان شكله. و بخصوص العقوبة المتوقعة فمن المنتظر أن نُعرض على لجنة الانضباط التابعة للإتحاد الدولي للجيدو والتي اتصلت بنا خلال الأيام القليلة الماضية وعرضت علينا اقتراحين بخصوص جلسة التحقيق، إما الحضور أو التحقيق عن بعد مع الاتحاد الدولي. ولحد الآن نحن ننتظر تحديد موعد الجلسة ولم يتخذ أي قرار، لكن كما قلت سابقا نحن نخشى الضغط الإعلامي الصهيوني على الاتحاد الدولي ونتمنى أن لا تكون هناك عقوبة وإن حدثت فنتمناها مخففة. لأن البطل فتحي نورين أمامه مستقبل كبير في الجيدو ويمكنه تحقيق المزيد من الإنتصارات على الصعيد الدولي.
ـ هل يمكن للهيئات الرياضية الجزائرية، مثل اللجنة الأولمبية أن تتدخل لحل المشكل؟
عموما نحن نتمنى حدوث ذلك خاصة وأن الجزائر تملك العديد من الممثلين والأعضاء في الاتحادات واللجان الأولمبية سواء القارية أو الدولية والذين بإمكانهم مساعدة المصارع فتحي نورين وبإمكانهم أيضا مساعدة الجيدو الجزائري على إستعادة مكانته القارية والإقليمية والمزيد من التطور والرقي.
ـ لنعد إلى أولمبياد بكين وتلك الفضية الخالدة التي تحصلت عليها ماذا حدث في النهائي؟
في موسم 2008، تحصلت على لقب بطل الجزائر وبطل افريقيا في المغرب وفي دورة باريس تحصلت على المرتبة السابعة وهي نتائج كلها سمحت لي باقتطاع تأشيرة المشاركة في اولمبياد بكين، لقد كنت من بين التسعة الأوائل في تصنيف المرشحين للتتويج والحمد لله وفقت في بلوغ النهائي. لكن الحكم أبدى تحيزا واضحا مع منافسي الجورجي وعاقبني في الأخير بعقوبة «شيدو» وهي العقوبة التي فصلت في المنازلة وحرمتني من الميدالية الذهبية وهذا تحت أنظار العالم وأتذكر يومها أن البطل الفرنسي الأولمبي «دافيد فووي» في الوزن الثقيل قال لي بصريح العبارة «بالنسبة لي أنت البطل الاولمبي». وزيادة على تحيز الحكم هناك أيضا جزئيات أخرى تداخلت كلها وأثرت على أدائي في النهائي حيث قبل ذلك كان كل تركيزي منصب على نصف الثاني وفي النهائي قل نوعا ما ذلك التركيز ، وأيضا بسبب الضغط الكبير الذي لم استطع تحمله لأنها أول مرة في تاريخ الجزائر يصل رياضي لنهائي الجيدو، وأتذكر حينها حضور كامل الوفد الجزائري وحتى السيد الجنرال مقداد بن زيان المسؤول عن الرياضة العسكرية ورئيس المجلس الشعبي الوطني المرحوم عبد القادر بن صالح ورئيس اللجنة الاولمبية الجزائرية ما حملني ضغطا كبيرا زيادة على افتقادنا أنذاك لمعد نفسي في المنتخب يشرف على الإعداد البسيكولوجي للمصارعين خاصة قبل مواجهة نهائية حاسمة وتخليص الرياضيين من انعكاسات الضغط، عموما ورغم تضييع الذهب إلا أننا أفلحنا في إدخال الجيدو الجزائري إلى تاريخ الأولمبياد والحمد لله .
ـ اعتزلت مبكرا، في سن الـ30 وكنت قادرا على المواصلة فما هي الأسباب التي دفعتك لاتخاذ ذلك القرار؟
فكرة الاعتزال كثيرا ما راودتني حتى في عز مرحلة التألق مع المنتخب الوطني وذلك بسبب التجاهل والتهميش الذي كنت أعانيه وكل الوعود التي تلقيتها كانت مجرد حبر على ورق. وحتى أوضح للجمهور الرياضي الجزائري لم أستفد من الشقة المفروشة التي تحدث عنها مسؤولو الرياضة الجزائرية يوم توجت بفضية أولمبياد بكين. ولم أكن أستفيد من المنح ولم أتلقى أي دعم مادي حتى وعود الإدماج في شركة سونطراك كانت مجرد فقاعات للاستهلاك الإعلامي وبدل تحسين الحالة الاجتماعية للرياضي حتى يركز على تحسين النتائج حدث لي العكس، أنا الوحيد من الأبطال الاولمبيين الجزائريين الذي لم يتحصل على أي تحفيز وتشجيع مادي أو معنوي وكنت استحق في سنة 2008 جائزة أحسن مصارع لكن ألغيت تلك الجائزة في ذلك الموسم رغم أنها أقيمت خلال الموسم الذي قبله ثم الذي يليه وهنا أرسم علامة استفهام كبيرة، كان من المفروض في سنة 2008 أن أتحصل أنا على جائزة أحسن رياضي وصورية حداد على جائزة أحسن رياضية، إلا أن ذلك لم يحدث لأسباب تبقى مجهولة ورغم مراسلاتي للهيئات الرياضية إلا أني لم أجد أذانا صاغية لا في وزارة الشباب والرياضة ولا في اللجنة الاولمبية ولا في الاتحادية ر وبالجملة فقد كانت وعود مصطفى بيراف وجمال ولد عباس مجرد حبر على ورق ولم يوفي أحد بوعوده.
ـ كلمة أخيرة توجهها للشعب الجزائري
أتمنى من الشعب الجزائري أن يلتزم بقواعد البروتوكول الصحي الخاص بمحاربة فيروس كورونا وأن يكون هناك تضامن مسارعة لفعل الخير بين الجميع، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها الجزائر ويكونوا مثل الجسد الواحد ويدا واحدة للحفاظ على وطننا الحبيب ونسأل الله أن يفرع عنا البلاء والوباء، كما أترحم على شهداء الجزائر من الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني والحماية المدنية وغيرهم ممن سقطوا دفاعا عن أمن واستقرار الجزائر وحفاظا على سلامة المواطنين خلال الحرائق الأخيرة التي ضربت عددا من المناطق وفي الأخير تحيى الجزائر ويحيى الجيدو الجزائري.
حاوره : زوبير بوزيدي