الجزء الثاني
في الحلقة السابقة من الحوار الذي جمعه بيومية «الروح الرياضية»، تحدث عمار بن يخلف، البطل الجزائري والأفريقي وصاحب الميدالية الفضية في أولمبيا بكين 2008 ، عن الكثير من الأحداث والوقائع التي صاحبت تواجد بعثة منتخب الجيدو في العاصمة السنغالية دكار للمشاركة في فعاليات البطولة الإفريقية للجيدو، التي جرت خلال الفترة الممتدة من من 20 إلى 23 ماي 2021.
وختمها بالحديث عن مساعي الرئيس الحالي لاتحادية الجيدو، السيد ياسين سليني قصد التحضير المسبق للعهدة القادمة ومواصلة مشواره على رأس الهيئة الأولى لرياضة الجيدو في الجزائر وفي هذه الحلقة يواصل عميمر كما يحلو لشبان الحراش بالعاصمة تسميته، حديثه عن تفاصيل أخرى وسعيه الدؤوب لوضع تشخيص شامل للحالة المرضية التي أصابت الجيدو الجزائري خلال السنوات الأخيرة والتي كان من أهم نتائجها فقدان صدارة الجزائر للمشهد الرياضي الإفريقي لصالح دول أخرى تعمل في صمت واستقرار بعيدا عن الصراعات والخلافات الشخصية وتصفية الحسابات، تابعوا الحوار التالي.
الدرجة والمنصب مقابل التصويت على سليني
ـ حدثنا عن المكتب الفدرالي الحالي للاتحادية؟
بكل صراحة، معظم أعضاء المكتب الفدرالي الحالي لإتحادية الجيدو لا يملكون أي مؤهلات للتواجد في هذه الهيئة الرياضية، والمعيار الوحيد الذي مكنهم من تولي مناصب قيادية في الاتحادية وفي المكتب الفدرالي يتمثل في مساعدتهم للرئيس ياسين سليني ودعمهم المطلق له، فكافأهم بمنحهم مناصب في الاتحادية هذا كل ما في الأمر، وعليه مادامت انطلاقة الاتحادية الحالية على هذا النحو وغير مبنية على أسس صحيحة وسليمة فلا يمكننا إطلاقا أن ننتظر منها أشياء إيجابية ولا يمكن أن يجني الجيدو الجزائري إنتصارات أخرى في المحافل القارية والدولية، بل كل ما يمكن أن ننتظره من الجهاز الحالي للإتحادية والمكتب الفدرالي هو المزيد من الإخفاقات والخيبات والإنكسارات والتراجع المتواصل إلى الخلف بسبب الاعوجاج الحاصل في قمة هذه الهيئة. ولن يستقيم الظل والعود أعوج كما يقول المثل العربي الشائع.
لا بد من تدخل «الأمجياس» لإصلاح الوضع
ـ وكيف السبيل لإنقاذ الجيدو الجزائري وتغيير هذا الواقع الحالي المتردي حسب وجهة نظرك؟
قبل أن أجيبك عن سؤالك، أود أن أضيف شيئا آخر يطبع واقع الهيئة المشرفة على الجيدو الجزائري ويتمثل في الشعار الحالي الذي يتبناه مسؤولو الاتحادية الحالية وهو «هل تحتاج درجة ؟… هاك ولا تنسى موعدنا العام الجاي»، ولتوضيح ذلك أكثر فهذا يعني أن «رفع الدرجة» الخاصة بالمصارعين مقابل التصويت في الجمعية الإنتخابية القادمة على السيد ياسين سليني. أما عن سؤالك، ففي وجهة نظري حتى يتم إصلاح الوضع أعتقد أن وزارة الشباب و الرياضة لديها القدرة على وضع العلاج المناسبة لفيروس التردي والتدهور الذي ضرب هرم ونخر جسد الجيدو الجزائري وذلك من خلال وضع قوانين خاصة بالجمعية العامة للإتحادية، حتى تصبح الجمعية العامة مفتوحة أمام أشخاص غيورين على الوطن وغيورين على الرياضة الجزائرية بشكل عام… أشخاص لهم علاقة مباشرة ودراية بالجيدو يعني أبناء عائلة الجيدو، فمن غير المعقول أن يحرم بطل جزائري سابق أو بطل إفريقي أو عربي أو صاحب ميدالية فضية في الاولمبياد من عضوية الجمعية العامة… وهذا ما ينطبق عليّ وعلى الكثير من الأبطال الجزائريين، الذين شرفوا الراية الوطنية في المحافل الدولية وعليه نتمنى من وزارة الشباب والرياضة أن تتدخل وتضع قوانين تقر بفتح الجمعية العامة أمام أبطال الجيدو وهم كثر بينهم أبطال افريقيا ومصارعين اولمبيين على غرار محمد بوعيشاوي، خالد مداح، أبو بكر ميسوم، بلقرون وأسماء أخرى أكن لها كل التقدير والإحترام، لأنهم خدموا مصلحة الجيدو الجزائري بإخلاص، كلهم لا يملكون الحق حاليا في عضوية الجمعية العامة وفي حال تدخلت الوزارة وهذا ما نرجوه من خلال سن قوانين جديدة لعضوية الجمعية العامة لاتحادية الجيدو، حينها فقط يمكن القضاء على التلاعبات الحاصلة في الجمعية العامة خاصة عند عقد الجمعيات الانتخابية أين يتم حصد الأصوات والتحكم فيها مقابل الإغراءات ومنح الإمتيازات، وحاليا عدد الأعضاء قليل جدا بخلاف لو كان عدد الأعضاء كبيرا وهنا لا يمكن التحكم في الناخبين.
تعرضت لحملة تشويه مقصودة
ـ هل حاولت نقل إنشغالاتك إلى وزارة الشباب والرياضة مثلا؟
نعم تقدمت مؤخرا بطلب مقابلة مع السيد عبد الرزاق سبقاق وزير الشباب والرياضة الحالي حتى أعرض عليه بالتفصيل تشخيصا لواقع الجيدو الجزائري وسبق وأن التقيت بوزير الشباب والرياضة السابق، سيد علي خالدي حتى أنقل إليه انشغالات وهموم أسرة الجيدو الجزائري ومختلف المشاكل الحاصلة في القطاع، لكن الشيء الذي فاجأني هو كوني تعرضت لحملة تشويه مقصودة لسمعتي من طرف بعض الحاقدين وهذا بشهادة الوزير سيد علي خالدي، الذي قال لي في إحدى المناسبات التي إلتقينا فيها وتبادلنا خلالها الحديث عن واقع الجيدو الجزائري، قال لي وبصريح العبارة «ما بلغني عنك من أخبار ومعلومات ومغالطات يخالف تماما ما أراه بعيني وأسمعه بأذني الآن»، مضيفا القول لقد تعمدوا تشويه صورتك أمام المسؤولين ولقد أعطوني عنك صورة سلبية وسيئة ومخالفة تماما للصورة التي أراها الآن». وهذا التشويه الذي طالني من طرف بعض الأعضاء المتواجدين في هرم الجيدو الجزائري، كان مقصودا ودوافعه معروفة لدى الخاص والعام لأنني إنسان جزائري من طبعي أن أقول كلمة الحق و لا أخشى في الله لومة لائم لأنني كرياضي وبطل سابق أتأثر وأحزن للوضع الذي بلغته الرياضة الجزائرية وخاصة الجيدو.. لا يمكنني السكوت وأنا أرى قمم أمجاد الجيدو الجزائري تنهار فجأة أمام عيني» بسبب ممارسات لا تمت للرياضة بأي صلة من طرف أناس استحوذوا على مقاليد تسيير الإتحادية. ودائما بخصوص اللقاء الذي جمعني بوزير الشباب والرياضة السابق فقد قال لي خالدي «أرى أمامي الآن بطلا حقيقيا، تربية وأخلاق وتواضع وكله غيرة على الرياضة الجزائرية وأيضا موسوعة ثقافية علمية رياضية». وللعلم وبكل تواضع فأنا فضلا عن ممارستي لرياضة الجيدو وحصولي على العديد من الألقاب الوطنية والأفريقية والتتويجات في مختلف المحافل الدولية، ولعل أبرزها فضية أولمبياد بكين 2008، فقد واظبت على مواصلة دراستي بكل إهتمام وجدية وتحصلت على البكالوريا وبعدها واصلت دراستي في الجامعة في تخصص الرياضة البدنية حيث تحصلت على شهادة ماستر 2 وكنت بصدد التحضير لدخول مسابقة الدكتوراه لكن بسبب مشاركة المنتخب الوطني للجيدو في إحدى الدورات الدولية تخلفت عن الموعد المحدد للمسابقة.
لا يمكنني أن أسكت والجيدو ينهار
ـ وما هي أسباب ودوافع هذه الحملة التي استهدفتك؟
أنا متيقن أن حملة تشويه السمعة التي أدفع ثمنها الآن هي بسبب كوني شخص لا يمكنه السكوت عن الحق ولا يمكنني غض الطرف عما يحدث من كوارث في رياضة الجيدو التي كثيرا ما رفعت الراية الوطنية في المحافل الدولية، والقارية وحتى الأولمبية، لان المعني الأول والأخير بالجيدو هو المصارع ، هو المدرب، هما فقط من يدفعان الثمن ويتحملان تبعات سوء النتائج وقد رأينا كيف شن الكثير من الشباب الجزائري حملة على مواقع التواصل استهدفت رياضيينا الذين شاركوا في أولمبياد طوكيو الأخير وحملهم الكثير من الناس مسؤولية الإخفاقات… أما الإداري فهو بعيد كل البعد عن الواقع وفي منأى عن المحاسبة ولا يتحمل المسؤولية عند الإخفاقات وعليه تحزنني حالة التردي وسوء التسيير والفوضى التي يعيشها قطاع الجيدو في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، ولهذا كثيرا ما أنتقد الوضع وأكشف الحقائق وأطالب بإصلاح منظومة الجيدو قبل فوات الآوان، لأن دول القارة الإفريقية تتطور بسرعة وكل عام تُظهر أبطالا جدد بدليل دول الجوار وما أصبحت تحققه على الصعيد القاري. الإداري يختفي تماما في حال لم ترقى النتائج إلى المستوى المطلوب ويظهر فقط عند تحقيق الألقاب بـ «الكوستيم» و«السيلفيات» والتصريحات الرنانة لوسائل الإعلام، واضعا نفسه في مقدمة صانعي التتويج وحتى قبل الرياضي صاحب التتويج أصلا، وبسبب صراحتي وقولي لكلمة الحق أتعرض كثيرا للتشويه المستمر، لكن الحمد الله وبفضل الله أنا بطل جزائري وإفريقي وعندي ميدالية أولمبية لم ولن يتحصل عليها هؤلاء وكسبت احترام الشعب الجزائري والمسؤولين في مختلف المناصب القيادية لأني شرفت وطني في كل المحافل الرياضية التي شاركت فيها، كما إني وبكل تواضع وليس بداعي الفخر والتعالي، إطار جامعي وأحمل شهادة ماستر 2 وقريبا سأواصل دراستي لنيل شهادة الدكتوراه وهذا ما يسبب لهم إزعاجا لأن الشهادات الرياضية والعلمية التي أحملها يفتقدها هؤلاء المسيرين الذين نصبوا أنفسهم صناعا لقرار الجيدو الجزائري…
يتبع
حاوره : زوبير بوزيدي