بن يخــلف يحمـل سليـني وسـواكري مسـؤولية تــراجع الجــيدو
الجزء الأول
كشف عمار بن يخلف، صاحب فضية أولمبياد بكين 2008، والمدرب السابق للمنتخب الوطني للجيدو عن تفاصيل مثيرة عاشها منتخب الجيدو خلال مشاركته الأخيرة في البطولة الإفريقية التي احتضنتها العاصمة السنغالية داكار في شهر ماي الماضي والتي أدت إلى ضياع اللقب القاري حسب الفرق وحرمان الجزائر من ميدالية ذهبية كانت الأحق بها وذلك خلال حوار مطول مع يومية «الروح الرياضية».
ـ الجيدو الجزائري تراجع كثيرا خلال دورة السنغال 2021 فإلى ماذا يعود ذلك؟
صحيح، فبعدما سيطرت الجزائر على البطولات الإفريقية خلال الدورات التي سبقت موعد دكار الأخير تراجع خلال البطولة الأخيرة ولكن أود أن أشير إلى أن مستوى المنتخب الوطني للذكور في ذات الدورة لم يكن السبب في هذا التراجع حيث تحصل على المرتبة الأولى باحتساب عدد الميداليات والألقاب أمام التوانسة والمغاربة، لكن المشكل في منتخب الإناث الذي خرج بحصيلة صفرية وهذا انعكس على الحصيلة العامة للجزائر من الميداليات ولو تحصل منتخب الإناث على مدالية ذهبية أو إثنين لكنان الترتيب النهائي مغايرا وهنا أتحدث عن الترتيب الفردي.
خيانة… ولكن لم يتحدث عنها أحد
ـ لكن حتى على مستوى الفرق ضاع اللقب القاري ؟
بالنسبة للمنافسة الخاصة بالفرق فقد تغير نظام المنافسة في وقتنا الحالي، حيث أصبح كل منتخب يتشكل من 6 رياضيين 3 أناث و3 ذكور خلافا للمعمول به سابقا، بالنسبة للذكور لم يكن هناك مشكل لكن بالنسبة للإناث فالمستوى تراجع بشكل رهيب أمام المنتخب التونسي لكن ما أود أن أشير إليه وأعتبره بمثابة «خيانة كبيرة» ضربت المنتخب الوطني هي أن أحد مصارعي المنتخب الوطني في وزن الأقل من 90 كلغ وهو المصارع عبد الرحمان بن عمادي رفض المشاركة في إحدى المنازلات الحاسمة أمام مصارع تونسي ولو شارك لضمنا الفوز على المنتخب التونسي والتأهل للنهائي ومن ثم حيازة اللقب الإفريقي، لكن السؤال المطروح والذي يثير العجب لم يتعرض هذا الرياضي الذي من المفروض عيله أن يدافع عن الألوان الوطنية باعتباره عضو في المنتخب لأي محاسبة أو عقوبة ولم يعرض حتى على المجلس التأديبي. وفضلا عن هذا لم يتحدث عن الحادثة أحد. وهذه أسميها «خيانة واجب وطني» وكان من المفروض على رئيس الاتحادية الحالي إن كان فعلا هدفه الدفاع عن مصلحة الجيدو الجزائري أن يتدخل ويطلب توضيحات من المعني بالأمر لأن هذا يعتبر خيانة للوطن وخيانة لزملائه في المنتخب الوطني.
منتخبان في منتخب واحد !!!
ـ لكن أنت المسؤول عن العارضة الفنية للمنتخب فما كان موقفك؟
هذا السؤال يجرنا للحديث عن تفاصيل أخرى يجب أن أنوه إليها وهي أن المنتخب الوطني كان شبه مقسم إلى منتخبين المجموعة الأولى كنت أشرف عليها أنا، أما المجموعة الثانية أو المنتخب الثاني الممثل في شخص المصارع عبد الرحمان بن عمادي فكان يشرف عليه أخوه منير بن عمادي وهو الذي شجعه وأيده على اتخاذ قرار عدم خوض المنازلة وبالتالي انسحب من مواجهة المصارع التونسي، وما يثير استغرابي أن الفعل هذا ورغم خطورته مر مرور الكرام وكأن شيئا لم يحدث وأضيف شيئا آخرا أن هذا المصارع كان يفعل كل ما يحلو له في المنتخب بمباركة أخيه منير وكأنه الآمر الناهي بلا رقيب أو محاسب ووسط صمت كامل من طرف مسؤولي الاتحادية والأكثر من هذا يستفيد من كل الدعم والإمكانيات التحضير الجيد والعالي المستوى لأنه كان في نظر من يقف وراءه ويدعمه المرشح الأول لبلوغ أولمبياد طوكيو ولهذا استفاد من تربصات خارج الوطني على غرار تربص أوزباكستان وغيرها وإمكانيات وتسهيلات أخرى خلافا لباقي أعضاء المنتخب وخلافا لفتحي نورين الذي اكتفى بالتحضير في تيكجدة والسويدانية وبالجملة فقد حرمنا تصرف عبد الرحمان بن عمادي من اللقب إفريقي حسب الفرق وهنا أطالب المعنيين بالأمر والقائمين على شؤون الرياضة الجزائرية التحقيق في الأمر ومحاسبة كل شخص معني بالحادثة من قريب أو من بعيد.
سواكري زرعت الفتنة وسط عائلة الجيدو
ـ وما كان موقف الإتحادية بعدما علمت بالأمر؟
الاتحادية التزمت الصمت، لأنه هناك تواطؤ كبير من طرف مسؤولي الإتحادية مع المصارع عبد الرحمان بن عمادي وأخوه منير لأنهما من المحسوبين عل ياسين سليني الرئيس الحالي للاتحادية ووقفا إلى جانبه ودعماه خلال الجمعية العامية الإنتخابية لإتحادية الجيدو وبصراحة هذا الأسلوب زرع مشكل كبير بن أعضاء المنتخب الوطني وفرق بين الجميع وصار هناك نوع من صراع الأجنحة فإما أن تكون مع رئيس الإتحادية وجماعته أو تكون ضدهم ، ضاربين بمصلحة الجيدو الجزائري عرض الحائط. وأود أن أشير أيضا إلى أنه حتى كاتبة الدولة لشؤون الرياضة السابقة، السيدة سليمة سواكري، شاركت في هذه المهزلة أو الخيانة الكبرى كما أسميها لأنها عملت على توفير كل الظروف لعبد الرحمان بن عمادي ومدربه منير أملا في التأهل لأولمبياد طوكيو باعتباره ينتمي لنفس المنطقة التي تنتمي إليها، وهذا في نظري يعد تمييزا كبيرا بين المصارعين وقد أضر بمصلحة المنتخب. كما كانت السبب في بث العنصرية داخل منتخب الإناث وفككت المنتخب الوطني إلى مجموعتين، وصار لدينا بدل منتخب وطني واحد وموحد منتخبان، منتخب وطني برياضي واحد وهو عبد الرحمان بن عمادي ومنتخب وطني ثاني يتشكل من بقية المصارعين وهذا كله بسبب تواطؤ سليمة سواكري ودعمها لبن عمادي رغم أنها مصارعة سابقة ومن المفروض أن تعمل وتوظف خبراتها وجهودها لخدمة الوطن والمصلحة العامة للجيدو الجزائري، لكن بكل أسف في الميدان وبعيدا عن الشعارات والتصريحات الإعلامية كان الوضع مغايرا تماما وبثت الفرقة بين المصارعين من خلال تفضيل رياضي على حساب البقية.
مدربون لا يعرفون حتى المشي فوق البساط
ـ هذا يعني أنك تحمل الإتحادية مسؤولية تراجع النتائج؟
نعم فالإتحادية، مسؤولة بشكل مباشر عن تراجع مستوى الجيدو الجزائري على الصعيد الإقليمي والقاري ، كما أن الفتنة التي ضربت المنتخب الوطني للجيدو أثرت على الجهاز الفني وحتى الرياضيين، وبكل صراحة لقد أمضيت عاما أسودا بسبب العراقيل التي واجهتها من طرف الإتحادية وفقدت التركيز في العمل فضلا عن هذا فالاتحادية هي المسؤول الأول والأخير عن المستوى الذي وصله الجيدو الجزائري في وقتنا الراهن، بغياب سياسة التكوين القاعدي على مستوى الفرق والنوادي ففي السابق كان هناك عمل قاعدي في مختلف المناطق مثلا وهران في عهد المرحوم حسني ومدرسة الحراش وأيضا مدرسة تيزي وزو وز وكلها مدارس كانت بمثابة خزان للمنتخبات الوطنية الشابة وتدعم النخبة الوطنية بأفضل المصارعين أما في وقتنا الحالي فالمستوى أصبح كارثيا في ظل فقدان هذه المدارس لدورها التكويني القاعدي وغياب سياسة رياضية واضحة من طرف الإتحادية من خلال تعزيز العمل القاعدي والاهتمام بالفئات الشابة وأيضا بسبب غياب دورات رسكة المدربين والحكام إلى درجة صار فيها كل من هب ودب يفتح قاعة للجيدو وهو لا يعرف حتى كيفية المشي فوق البساط.
سليني كل همه التحضير للعهدة القادمة
ـ تقصد سوء التسيير الحاصل في الاتحادية؟
نعم سوء التسيير هو أساس المشاكل التي ضربت الجيدو الجزائري، فالنجاح وبلوغ الأهداف يحتاج إلى برامج ومنهجية في العمل على المستوي القريب والمتوسط والبعيد واستراتيجية تكوين واضحة المعالم ومديرية تقنية ذات كفاءة واقفة على تجسيد مهامها وعمل قاعدي متواصل. ثم تسطير أهداف واضحة والعمل على بلوغها، لكن بكل أسف الجيدو الجزائري أصبح يعيش حالة من الفوضى من الفئات الصغرى إلى الأكابر وكان من المفروض على الإتحادية أن تختار أحسن المواهب في الجزائر دون تمييز ودون إعتبارات شخصية أخرى والاهتمام بها وتكوينها من خلال مكونين ذوي مستوى عالي وحينها يمكننا صنع ابطال مستقبليين، وعلى الأقل بطل واحد يشرفنا في الأولمبياد يعتبر نجاحا، ليس بالضرورة الكم ولكن الأهم هو الكيف. لكن وبكل أسف هذا غائب تماما في برنامج الإتحادية الحالية فلا تخطيط بعيد المدى ولا متوسط المدي ولا قريب المدى وفي هذا الوضع لا يمكننا الحصول على أبطال كما كان الوضع في السابق وأصبح تفكير وكل هم مسؤولي الإتحادية الحاليين منصب على ضمان الفوز بالعهدة القادمة على حساب تطوير منظومة الجيدو الجزائري…
يتبع
حاوره : زوبير بوزيدي