يمثل الجيل الحالي للمنتخب الوطني أحد المنتخبات التاريخية في القارة الأفريقية بما يحققه من إنجازات وما يضمه من نجوم عالميين. وكانت الجزائر توجت بلقب كأس أمم أفريقيا 2019 التي أقيمت في مصر، بعد الفوز بهدف مقابل صفر في النهائي على السنغال، لتبدأ من وقتها الإعلان عن نفسها كأحد الأجيال التاريخية لمنتخبات الكرة الأفريقية. وبدأ محاربو الصحراء حملتهم في تصفيات كأس العالم 2022 برسالة إرهاب لجميع منافسيهم في المجموعة، بالفوز بثمانية أهداف مقابل صفر على جيبوتي نتيجة أكدها زملاء محرز سهرة أمس بالتعادل أمام بوركينا فاسو، بنتيجة هدف مقابل هدف حمل توقيع المحارب سفيان فيغولي في ثاني جولات المرحلة الثانية من تصفيات كأس العالم بالقارة السمراء، وهي المباراة التي أقيمت بملعب مراكش الكبير بالمغرب.. وشهدت مواجهة جيبوتي تألق محترفي الخضر الكبار أمثال إسلام سليماني الذي سجل «سوبر هاتريك» ورامي بن سبعيني لاعب بروسيا مونشنغلادباخ، ورياض محرز نجم مانشستر سيتي، بالإضافة لنجم السد بغداد بونجاحن ورامز زروقي نجم تفينتي الهولندي. القائمة الحالية للمنتخب الوطني تضم محترفين في أندية أوروبية كبرى مثل أولمبيك ميتز ونيس وبريست في فرنسا، وفياريال الإسباني، وغلادباخ الألماني، وميلان الإيطالي، ومان سيتي ووست هام الإنجليزيين. المنتخب الوطني كذلك يبهر العالم بتحقيق رقم تاريخي بالوصول حتى الآن إلى 29 مباراة بلا خسارة. وكانت آخر خسارة للجزائر في 16 أكتوبر 2018، أمام منتخب بنين في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2019 التي حققت لقبها.
كاميرون الثمانينيات
على مدار تاريخ القارة الأفريقية ظهرت العديد من المنتخبات التي كانت رقماً صعباً يصعب إسقاطه، من بينها المنتخب الكاميروني في ثمانينيات القرن الماضي. ويكفي القول إن الكاميرون تأهلت إلى نهائي 3 بطولات متتالية لكأس أمم أفريقية، حيث حققت اللقب مرتين في 1984 و1988 وخسرت من مصر نهائي نسخة 1986 بركلات الترجيح. وخلال البطولات الثلاث لم تخسر الكاميرون إلا من مصر حيث خسرت بهدف مقابل صفر في دور المجموعات في 84، وبركلات الترجيح نهائي 86 بعد تعادل سلبي، وضم هذا الجيل الكاميروني نجوما كبارا أبرزهم روجي ميلا وجوزيف أنطوان بيل وإيمانويل كوندي.
نيجيريا التسعينيات
مثل عقد التسعينيات من القرن الماضي أنجح الفترات في تاريخ منتخب نيجيريا، حيث تأهل النسور لكأس العالم لأول مرة في تاريخهم، وحققوا لقب كأس أمم أفريقيا 1994 لثاني مرة، وفازوا بذهبية أولمبياد أتالانتا 1996. وفي عام 1994 تحديداً فازت نيجيريا بلقب كأس أمم أفريقيا، بالفوز في النهائي بهدفين مقابل هدف على زامبيا بعد مسيرة قوية وإقصاء لحامل اللقب كوت ديفوار. في نفس السنة شارك النسور في كأس العالم في أمريكا لأول مرة وهزموا بلغاريا بثلاثية نظيفة واليونان بهدفين مقابل صفر وخسروا بشق الأنفس بهدفين مقابل هدف مرتين أمام الأرجنتين بالمجموعات وإيطاليا في ثمن النهائي. عام 1996 حققت نيجيريا إنجازا تاريخيا بحصد ذهبية أولمبياد أتالانتا في أمريكا بفضل فوزين تاريخيين 4 مقابل 3 على البرازيل بقيادة الأسطورتين رونالدو الظاهرة وروبرتو كارلوس، و 3 مقابل 2 على الأرجنتين بقيادة هيرنان كريسبو وأرييل أورتيغا. وضم هذا الجيل كوكبة من النجوم أبرزهم نوانكو كانو وقبله دانييل أموكاشي ورشيدي ياكيني وإيمانويل أمونيكي.
كاميرون الألفين
المنتخب الكاميروني كان منتخباً لا يقهر في عام 2000 بعدما حقق لقب كأس أمم أفريقيا لثالث مرة في تاريخه ثم كرر الإنجاز في 2002. الجيل الذي ضم صامويل إيتو وباتريك مبوما وجيريمي ناجيتاب ومارك فيفيان فوي وألكسندر سونغ حقق المستحيل لقارة أفريقيا. والغريب أن الكاميرون التي توجت بذهبية أولميباد سيدني 2000 على درب نيجيريا، حققت كل تلك الإنجازات بركلات الترجيح، فهزمت نيجيريا 4 مقابل 3 بركلات الترجيح في نهائي أفريقيا 2000 بعد تعادل 2 مقابل 2، ثم في 2002 فعلت نفس الأمر مع السنغال في النهائي بالفوز 3 مقابل 2 بعد تعادل سلبي. وفي نهائي سيدني 2000 فازت الكاميرون على إسبانيا بعد تعادل 2 مقابل 2 بركلات الترجيح 5 مقابل 3.
مصر 2006 – 2010
المنتخب المصري بطل قارة أفريقيا من 2006 إلى 2010 يعتبر من أكثر المنتخبات إبهاراً في تاريخ القارة السمراء بفضل إنجازاته التاريخية وأبرزها خلال النصف الثاني من العقد الأول للألفية الثالثة، حين حقق لقب كأس أمم أفريقيا 3 مرات على التوالي، في إنجاز لم يتكرر في تاريخ القارة. في 2006 هزمت مصر كوت ديفوار بقيادة ديدي دروغبا في النهائي بركلات الترجيح بعد تعادل سلبي، وفي 2008 تفوقت على الكاميرون بقيادة صامويل إيتو بهدف نظيف في النهائي، ثم في 2010 هزمت غانا بنفس النتيجة، في عام شهد تأهل النجوم السمراء لربع نهائي كأس العالم. الجيل الذهبي لمصر ضم أجيالا مختلفة، بداية من حسام حسن مروراً بمحمد بركات ومحمد أبوتريكة وأحمد حسام ميدو ومحمد زيدان وعصام الحضري وإبراهيم سعيد ومحمد عبد الوهاب وأحمد حسن ووائل جمعة وآخرين.