الجزء الأول
-
الفيفا تعتمد فقط الترتيب الشهري للمنتخبات
-
مباريات كأس العرب اعتبرت كوديات خارج تواريخ الفيفا
-
سلسلة اللا–خسارة إحصاء واجتهاد إعلامي فقط
-
بدأت ممارسة الكرة في سن السابعة بمدرسة الأبيار
-
شغفي بالكتابة الصحفية يرافقني منذ مرحلة المراهقة
-
هدفي خدمة وطني والكرة الجزائرية حتى بدون مقابل
-
أكثر من 30 سنة خبرة أضعها تحت تصرف المنتخب
ما كانت الأفراح التي تصنعها كرة القدم الجزائرية على صعيد المنتخبات في السنوات الأخيرة لتتحقق، لولا تضافر جهود جمع من الناس، إداريين، أطقم فنية، لاعبين وحتى جمهور عاشق لمنتخبه تواق لرؤية علمه يرفرف عاليا وسماع نشيده الوطني يدوى الآفاق.
وهنا تبرز قيمة العمل الجماعي كوسيلة لتحقيق الأهداف وإنجاز الأعمال، فاليد الواحدة لا تصفّق كما أنّ اليد الواحدة لا تنجز، والأهداف تحتاج إلى تكاتف وتضافر الجهود، بحيث يقدّم كلّ إنسان جهده وعمله وفي النّهاية تؤتي الأعمال المجتمعة أكلها وثمارها، وإنّ الإنسان إذا نظر حوله وتفكّر في أمور الحياة يدرك أنّ كثيراً من الأهداف الفرديّة والجماعيّة لا تتحقّق بدون الاجتماع والتّعاون بين النّاس، وهذا ما تجسد ميدانيا على صعيد المنتخب الوطني بمشاركة كوادر إدارية وفنية كل مختص في مجاله ودونما تداخل في الصلاحيات، وهو ما أوصل الخضر لتسيد القارة السمراء ومن بعدهم جاء منتخب الرديف أو المنتخب الوطني الثاني أو حتى الثالث والرابع كما يحلوا لبعض الجماهير الجزائرية مناداته إعتزازا وتفاخرا، بالنظر لغياب عدد هائل من النجوم، ليتسيد العرب في مونديال العرب بقطر، صالح باي عبود الناطق باسم المنتخب الوطني ذلك الرجل الذي لا تغادر البسمة محياه وذو الملامح التفاؤلية، الإداري والإعلامي في نفس الوقت والعاشق لكرة القدم حتى النخاع ومنذ الطفولة، واحد من هؤلاء الأبطال واحد من صناع المجد الكروي الذين كانت لهم بصمة في ما وصلت له كرة القدم الجزائرية خلال الآونة الأخرة من نجاحات وتتويجات، استضافته يومية «الروح الرياضية»، فلبى الدعوة دونما تردد وبكل تواضع، فكان لنا معه الحوار المفصل التالي تابعوه.
بداية قدم نفسك لقراء الجريدة
صالح باي عبود، من مواليد 21 سبتمبر 1963 ، مشواري مع كرة القدم والرياضة بشكل عام ليس وليد اليوم، فقد بدأت ممارسة كرة القدم في السابعة من عمري ضمن صفوف مدرسة الأبيار موسم 1969-1970 تحت إشراف النجم الدولي السابق كمال لموي والذي تحول فيما بعد إلى ناخب وطني ونحيّيه بالمناسبة، علما أنه ابتعد حاليا عن المنظومة الكروية. وبعد ذلك انضمت إلى مدرسة كرة القدم بـ «حيدرة أسي»، أي حومتي الحالية طبعا، لكن الوالدين رحمهما الله، كانا يلحان عليّ بضرورة الإهتمام بالدراسة أولا ولكن رغم ذلك لم تنقطع علاقتي بكرة القدم إلى يومنا هذا، يعني بعد مشوار كروي يقارب خمسين سنة ومازلت لحد الآن شغوفا بكرة القدم من خلال المباريات الجوارية والدورات الجوارية التي توجه لي الدعوات للمشاركة فيها سواء المنظمة من طرف أسرة العمل أو الصحافة أو غيرهما وعن مشواري الدراسي، أنا حاصل على شهادة مهندس دولة في العلوم الفلاحية من المعهد الوطني للعلوم الفلاحية بالحراش الذي تحول حاليا إلى مدرسة عليا، تخرجت سنة 1988 وبدأت العمل ضمن المكتب الوطني للدراسات الخاصة بالتنمية الريفية «بنادار»، في شهر ديسمبر 1988 وبقيت في هذا المكتب لأنني ومن طبعي وفيّ، يعني عندما أجد الظروف المناسبة في مكان ما لا أغيره بمكان آخر، وفي شهر ديسمبر 2018 أنهيت عملي بعد حوالي 30 سنة من الخدمة.
حدثنا عن مغامرتك مع الصحافة أو مهنة المتاعب كما يسميها أهل القطاع
كنت شغوفا بالكتابة بشكل عام والكتابة الصحفية في مجال كرة القدم بشكل خاص منذ الصغر، لكن أول موعد لي مع الكتابة الصحفية بشكل يمكن أن نسميه رسمي كان في سنة 1993 حيث خطرت ببالي فكرة الاتصال بإدارة تحرير إحدى الجرائد وهي جريدة «أولمبيك» التابعة لجريدة الوطن آنذاك والتي كان يشرف عليها السيد حميد طاهري، المختص في مجال البورتري لشخصيات جزائرية في مختلف القطاعات، المهم اتصلت بهيئة تحرير الجريدة وعرضت عليهم فكرة كتابة مواضيع رياضية، المهم قبلوا الطلب وأعطوني رقم الفاكس وأول مقالة نشرت لي كانت عن الفريق الوطني الذي كان تحت إشراف المدرب رابح ماجر، المهم نشرت لي أول مقالة باسمي فواصلت بعث المقالات بشكل أسبوعي وبعد مرور حوالي شهر ونصف اتصل بي رئيس التحرير وطلب مني الحضور لمقر الجريدة للتعرف عليّ والقيام ببعض الإجراءات الإدارية الأخرى مثل التوقيع على شبه عقد عمل حتى أتلقى أجرا مقابل المقالات التي كنت أكتبها، المهم ذهبت ومن هنا بدأت مغامرتي مع الصحافة الرياضية وواصلت العمل مع جريدة أولمبيك لمدة عشرة سنوات وعندما توقفت الجريدة عن الصدور في سنة 2003 ، توجهت إلى جريدة «آنفوسوار» من 2003 إلى 2018 وخلال تلك المدة تعاملت أيضا مع جرائد أخرى مثل «الداربي»، «بلانيت سبور» وحاليا أنا أتعامل مع جريدة «بطولة» مع الإعلامي نزيم بصول كوني شغوف بالكتابة الصحفية الرياضية، كما سبق وأن تعاونت مع بعض الإذاعات وبعض القنوات الفضائية في مجال التحليل.
لنتحدث عن المغامرة أو التجربة الأصعب وهي التواجد ضمن أعلى هيئة كروية في الجزائر
حاليا أنا مع الفاف، وبدايتي مع الهيئة الكروية الأولى ففي الجزائر كانت كمدير للمركز الوثائقي وكان ذلك في سنة 2019 وبعد كأس إفريقيا التي توج بها المنتخب الوطني بمصر صيف 2019، صادف وأن غادر المسؤول عن خلية الإعلام التابعة للفاف السيد حوموش بن سليمان للأسباب صحية، فاستدعاني الرئيس السابق للهيئة خير الدين زطشي لتعويضه مؤقتا وكان ذلك في شهر سبتمبر 2019 بمناسبة أول لقاء ودي للمنتخب الوطني ضد نضيره منتخب البنين في ملعب 5 جويلية، المهم قمت بحضور اللقاء مع السيد جمال بلماضي ثم في شهر أكتوبر كانت هناك مباراتين وديتين مع الكونغو في ملعب تشاكر وكولومبيا في ليل المهم أديت مهمتي بكل تفان وإخلاص واحترافية وعند العودة من ليل استدعاني خير الدين زطشي وقال لي «يشرفنا بقاؤك على رأس خلية الإعلام والاتصال والمواصلة مع المنتخب الوطني وكان ذلك في شهر ديسمبر 2019 ، صراحة لم أكن أرغب في البقاء في الواجهة، محاولا الاعتذار عن قبول هذا المقترح، لكن زطشي تمكن من إقناعي بضرورة المواصلة عندما قال لي إن الكوتش جمال بلماضي هو من طلب ذلك لبقائي ويصر على بقائي مع المنتخب صراحة اعتبرت هذا بمثابة شهادة تقدير لما كنت أقوم به من خدمات لمصلحة المنتخب الوطني والكرة الجزائرية وشرف كبير لي وثقة أعتز بها خاصة وأنا صادرة من مدرب ومن رجل يعرف عنه عدم السكوت على أدنى تقاعس في أداء الواجب، ومنذ ذلك الوقت تواصلت المهمة حتى جويلية 2021. وبعد مجيء السيد شرف الدين عمارة أحدث تغييرا على مستوى خلية الإعلام والماركيتينغ التابعة للفاف بتعيين مدير جديد أما أنا فواصلت المهمة كمسؤول عن خلية الإعلام التابعة للمنتخب الوطني الأول. وباقي المنتخبات الوطنية والنشاطات الكروية ومهمتي هي خدمة الهيئة الكروية والجزائر وكرة القدم الجزائرية بشكل عام. وبكل صراحة وبكل تواضع سمحت لي هذه التجربة بتعلم الكثير من الأشياء واكتساب خبرات جديدة ولا زلت أتعلم وأكتسب خبرات وتجارب جديدة ولا حرج في ذلك وبالنسبة لي كانت كأس العرب التي توجنا بها مؤخرا هي أول منافسة رسمية لي ونحن حاليا على أبواب كأس إفريقيا وإن شاء الله سنواصل العمل بكل تفان وإخلاص، مساهمة منا في تتويج قاري ثالث إن شاء الله، وطول المدة التي أمضيتها مع الإتحاد الجزائري لكرة القدم، تعلمت الكثير من هذه التجربة وسمحت لي بالتعرف على رجال همهم خدمة الجزائر والمنتخب الوطني كما كانت لي فرصة المساهمة في تأسيس المركز الوثائقي للفاف وحاليا هو جاهز للتدشين وسيجمع بين جدرانه تاريخ وأرشيف كرة القدم الجزائرية وأيضا المساهمة في إنشاء متحف لكرة القدم الجزائرية.
من بين النقاط التي تهم الشارع الرياضي الجزائري سلسلة «اللا–خسارة»، نريد توضيح حول هذه القضية.
حتى نوضح للجمهور الجزائري، لا يوجد ترتيب عند الفيفا خاص بسلسلة «اللا–خسارة» ، الفيفا تعتمد فقط ترتيب المنتخبات، وهو «الترتيب العالمي فيفا كوكا كولا» ويصدر كل شهر والطبعة القادمة ستصدر في يوم 9 فبراير 2022، كمما أضيف أنه وحسب آخر ترتيب للفيفا فقد إحتل المنتخب الوطني، المرتبة الـ 29، وهذا الترتيب تستعمله الفيفا لعدة أغراض، في القرعة الخاصة بتصفيات المونديال مثلا، أما مباريات كأس العرب في الدورة الأخيرة التي جرت بقطر فقد احتسبت نتائجها في هذا الترتيب لكن باعتبار أن المباريات بمثابة وديات خارج تواريخ الفيفا، يعني بنقاط قليلة جدا ومع ذلك ساعدتنا هذه النقاط ولو أنها قليلة في التقدم على مستوى سلم ترتيب الفيفا لشهر دديسمبر. أما سلسلة المباريات «دون خسارة» فلا دخل للفيفا فيها، وتبقى مجرد إحصاءات تقوم بها أجهزة إعلامية مختصة، لكن أحيانا تستعين بها الهيئات الكروية عند التقديم للمباريات مثلا. مثلما حدث في مباراة المنتخب الوطني أمام المغرب في كأس العرب حيث وقع خطأ من طرف اللجنة المنظمة للحدث فيما يخص عدد مباريات الخضر دون خسارة، لكن الفاف برئاسة السيد شرف الدين عمارة تدخلت فوارا ما جعل لجنة الفيفا تسحب منشورها. المهم وحتى نحسم الجدل المثار حول هذه القضية نقول إن سلسلة الخضر متوقفة حاليا عند رقم 33 مباراة دون هزيمة وهي المباريات التي تخص فقط المنتخب الوطني الأول تحت إشراف السيد جمال بلماضي وهذا حتى نبقى نزهاء ، فإيطاليا في المركز الأول بـ 37 وسلسلتهم انتهت، ثم إسبانيا والبرازيل بـ 35 والجزائر بـ 33 وباحتساب المباراتين الوديتين أمام غامبيا وغانا سنصل إن شاء الله للرقم 35 وبعد مباريات دور المجموعات في كأس إفريقيا ستكون الفرصة متاحة أمامنا أولا لمعادلة رقم إيطاليا ومن ثم تحطيم رقم الطليان ودخول التاريخ خلال مواجهة منتخب كوت ديفوار. لكن إذا أرادوا احتساب مباريات كأس العرب ونتائج المنتخب الوطني «»ب» مع المدرب القدير مجيد بوقرة، فيسرنا ذلك وسنكون سعداء بتحطيم الرقم القياسي لمنتخب إيطاليا وبلوغ 39 مباراة دون خساسرة ولن نقول لا.
يتبع
حاوره : رضوان بن مومة