تهب الرياح بما لا تشتهي السفن مقولة تنطبق تماما في الوقت الراهن على الناخب الوطني جمال بلماضي الذي يبدو أن لعنة الإصابات وعدم جاهزية بعض الأسماء وكذا غياب البعض الآخر عن أجواء المنافسة.
كلها أوراق أخلطت حسابات المدير الفني لمنتخب الجزائر ووضعته في مأزق وهو ما اتضح جليا بتأخره في الكشف عن القائمة النهائية المعنية بخوض مبارتي السد أمام المنتخب الكاميروني والمؤهلة لنهائيات كأس العالم بقطر نهاية السنة الجارية. وبحسب آخر الأخبار المستقاة من بيت الخضر فإن بلماضي ينتظر آخر لحظة لكشف أوراقه تحسبا لأي طارئ قد يزيد من متاعبه حيث وبغض النظر عن نقص المنافسة الواضح لدى ركيزته عيسى مادي قائد محور الدفاع في خطط بلماضي مرورا بالإصابات التي تعرض لها كل من فيغولي متوسط ميدان نادي غالاتا سراي التركي ويوسف عطال المدافع الأيمن لنادبي نيس الفرنسي وكذا لاعب الوسط الارتكاز يعدلان قديورة الذي عاودته الإصابة أيماما قليلة بعد عوجته لجو المنافسة. وفي هذا الشأن وبحسب العديد من المتابعين، فإن المسؤول الأول على الجهاز الفني للخضر يعمل للجوء إلى خطة اعتمد عليها خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، وذلك قبل المواجهة المزدوجة الحاسمة في الدور الفاصل من تصفيات إفريقيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم «قطر 2022»، ضد الكاميرون، والمُزمع خوضها من خلال مباراتي ذهاب وعودة يومي 25 و29 مارس الجاري. وقرر بلماضي في سنة 2019 الاعتماد على مهدي زفان، الظهير الأيمن الحالي لنادي مالاطيا سبور التركي، أساسيا بعد تعرض مدافع نادي نيس الفرنسي يوسف عطال لإصابة في الكتف خلال مباراة الدور ربع النهائي أمام كوت ديفوار، والتي انتهت بفوز الجزائر في ضربات الترجيح (4-3) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للمواجهة بالتعادل الإيجابي 1-1. واستكمل مهدي زفان البطولة أساسيا إلى غاية التتويج باللقب، رغم تخوفات الجزائريين آنذاك من مستواه الفني، ويرى الكثير من المحللين أن هذه التجربة قد تتكرر قبل فاصلة المونديال أمام الكاميرون. وعانى عطال من إصابة في الكتف خلال الفترة الماضية، قبل أن يعود الأسبوع الماضي إلى قائمة فريقه دون المشاركة في المباريات حتى الآن، وفي المجمل شارك المدافع الجزائري في مباراتين فقط، بمعدل دقائق لعب لم يتجاوز الـ74 دقيقة منذ نهائيات كأس الأمم الإفريقية الأخيرة «الكاميرون 2021»، في حين غاب عن 6 مباريات. ولم يلعب عطال أي مباراة منذ أكثر من شهر ونصف، وسيدخل معسكر منتخب الجزائر الأسبوع المقبل دون دقائق لعب إن لم يشارك في لقاء نيس أمام أولمبيك مارسيليا سهرة يوم الغد الأحد، في الجولة الـ29 من الدوري الفرنسي، في وقت يوجد فيه مهدي زفان، العائد إلى قائمة بلماضي، في أفضل أحواله، حسب المراقبين. وانضم خريج أكاديمية أولمبيك ليون الفرنسي إلى نادي مالاطيا سبور التركي يوم 15 يناير الثاني الماضي، بعقد يمتد لعام ونصف، وشارك زفان منذ ذلك التاريخ رفقة مالاطيا سبور بانتظام، حيث خاض 8 مباريات أساسيا وسجل هدفا، كما يصنف حاليا من أفضل اللاعبين في مركزه ببطولة دوري السوبر التركي لكرة القدم. ويرى الكثير من المحللين الجزائريين أن بلماضي سيضطر للاعتماد على مهدي زفان في لقاء الذهاب أمام الكاميرون في دوالا بدلاً من عطال العائد من الإصابة، وحسين بن عيادة، لاعب النجم الساحلي التونسي، استغلالا لخبرة زفان الكبيرة وانضباطه التكتيكي الذي يشكل أبرز نقاط قوته، فضلا عن تفوقه من الناحية الدفاعية على اللاعبين المذكورين. وأرجع المراقبون إمكانية لجوء بلماضي لهذا الخيار، إلى عامل إجراء لقاء الذهاب في الكاميرون وعلى أرضية ملعب «جابوما» السيئ بمدينة دوالا، والتي تحتاج لطريقة لعب دفاعية ومتحفظة تتوافق مع إمكانات مهدي زفان أكثر من قدرات يوسف عطال، علما أن آخر مرة شارك فيها زفان مع منتخب الجزائر كانت في شهر أكتوبر الأول 2021، كما غاب عن نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2021 بالكاميرون، والتي أُقيمت منافساتها خلال الفترة بين 9 يناير و6 فبراير الماضيين. أما بخصوص قديورة وفي حال ما لم يكن جاهزا لموقعة الكاميرون فإن نبيل بن طالب قد يكون خيارا آخر يعتمد عليه الكوتش جمال حيث يتوقع العديد أن يوجه له الدعوة مجددا بعد غياب طويل للاعب آنجي الفرنسي وذلك لقوته البدنية وللخبرة الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب في هكذا مواعيد. وبما أن المصائب لا تأتي فرادى يجد الناخب الوطني رفقة طاقمه الفني المساعد أمام هاجس إمكانية خسارة خدمات سفيان فيغولي أيضا في هذا الموعد الحاسم غير أن الخيارات في منصبه متاحة بالرغم من الخبرة الكبيرة التي يمتلكها نجم نادي فالنسيا الاسباني السابق.