الجزء الأول
استضافت يومية «الروح الرياضية»، في ركن «ضيف الأسبوع»، لاعبا دوليا سابقا إكتسب احترام الجماهير الجزائرية أينما حل، وحتى من مناصري الفرق التي لعب ضدها، بسبب شخصيته الهادئة والمتزنة، وتربيته وأخلاقه العالية فوق الميدان وخارجه، فأجاب بصدر رحب على أسئلة صحفي الجريدة في حوار كشف فيه المدلل السابق للمسامعية وغيرها من الأندية جوانب عن مشواره الكروي الثري.
-
تخرجت من مدرسة «كرة الشوارع»
-
موسمي الأول مع الأمسيا كان صعبا
-
الشيخ عبد الله مشري مدرب ومربي تعلمت منه الكثير
-
في مدرسة جمعية وهران تعلمت فن الكرة
-
فخور دوما بتقدير جمهور إتحاد العاصمة
-
أمنيتي كانت الإعتزال بقميص لياسما
عمور أو «عميرة» كما يطلق عليه عشاقه لاعب دولي ولد في 10 سبتمبر 1976 بمدينة عين الحجل بولاية المسيلة، ترعرع في بيت جل أفراده من ممارسي كرة القدم، لعب كصانع ألعاب كما أنه يجيد اللعب في شتى المناصب الأمامية حيث كان في بدايته كقلب هجوم. ومنذ الصغر ظهرت موهبته رغم أنه لم يتدرج مع الفئات الصغرى، حيث لعب مباشرة لفريق الأكابر بمدينته عين الحجل مع أنه كان لاعبا في الأواسط وذلك ما بين 1994 – 1996. ولعب لأواسط مولودية العاصمة لموسمين ليتم ترقيته لفريق الأكابر وذلك ما بين 1996- 1998. ليلعب بعدها لنادي سريع المحمدية لمدة عامين مابين 1998 و2000، وانتقل إلى جمعية وهران في عام 2000 ليلعب له إلى غاية 2002 ولكن نجمه سطع على الكرة الجزائرية في عام 2002 حينما أمضى لفريق إتحاد العاصمة الذي أبدع عمور معه وترك بصمته بل إنه يقول أن أفضل ذكرى له هي مع إتحاد العاصمة حيث نال معه لقب البطولة والكأس وأفضل من ذلك نيله جائزة أفضل لاعب كرة قدم جزائري في موسم 2003-2002 وقضى مع الإتحاد 7 سنوات، ثم انتقل لأهلي البرج ولعب معه قبل أن ينتقل إلى مولودية العاصمة ثم شباب بلوزداد، لكن مع المنتخب الوطني لم يعط حقه حسب ما يراه الكثير من المهتمين بالشأن الرياضي، رغم استدعائه لأول مرة من طرف الناخب السابق رابح ماجر وبقية المدربين الذين جاءوا بعده، لكن لم ينل الفرصة كاملة لإثبات مهاراته التي كانت تؤهله لاكتساب مكانة أساسية في تشكيلة الخضر، بل حتى خوض تجربة إحترافية في أوروبا، ولمعرفة التفاصيل تابعوا المزيد عن مسيرة عمور في الحوار التالي.
ـ بداية قدم نفسك لقراء الجريدة
أولا، سعيد أنا بهذا الموعد مع جريدة «الروح الرياضية»، وشكرا على هذه الدعوة التي أتشرف بها، عمار عمور لاعب دولي سابق لعبت لعدة أندية، البداية كانت من عين الحجل، ثم مولودية العاصمة، سريع المحمدية، جمعية وهران، إتحاد العاصمة، أهلي البرج وشباب بلوزداد، لم أتدرج مع الفئات الصغرى، بل بدأت مباشرة مع أكابر فريق مسقط رأسي عين الحجل، ولم أتلق أي تكوين في صغري، لكن من خلال مشاركتي مع أقراني في الدورات الجوارية، الكثير كان يتنبأ لي بمستقبل كروي زاهر ويصفني بالموهبة، البداية مع كرة القدم جاءت بعد فشلي في الدراسة، حيث كان شغلي الشاغل هو النجاح في مشواري الدراسي، لكن وبكل أسف لم أتحصل على شهادة البكالوريا في دورتين متتاليتين، فغيرت الوجهة إلى كرة القدم بمسقط رأسي عين الحجل بتوجيه من أخي الأكبر محمد الذي كان مدربا مع فريق عين الحجل، حيث لعبت مباشرة مع فريق أكابر عين الحجل لمدة موسم واحد، بعدها إنتقلت إلى مولودية العاصمة بعدما خضعت للتجارب ونجحت فيها، كان عمري آآنذاك تقريبا 18 سنة لعبت مع فريق آمال المولودية لمدة ثلاثة أشهر بعدها استدعيت لفريق الأكابر وكنت أتدرب معهم لكن خلال الموسمين الأوليين لم ألعب كثيرا مع فريق الأكابر، حيث شاركت فقط في حوالي 5 إلى 6 مباريات لمدة موسمين، وذلك بسبب ثراء تشكيلة المولودية وجود أسماء كبيرة.
ـ وماذا حدث بعد ذلك ؟
بعدها انتقلت إلى سريع المحمدية، لأني كنت بحاجة لضمان المشاركة باستمرار وفي أكبر قدر من المباريات حتى أثبت قدراتي ومؤهلاتي وهذا لم يكن متاحا لي في مولودية العاصمة بسبب المنافسة الكبيرة وتواجد عدد كبير من الأسماء الكبيرة آنذاك على غرار، صايفي، دوب، مشري رحموني، بن علي ومن الصعب منافسة هؤلاء فكان لزاما علي إتخاذ قرار آخر وخوض تحدي آخر وجديد وهو ما تحقق والحمد لله.
ـ ماذا كانت تمثل لك كرة القدم ؟
بكل صراحة في البداية، كانت مجرد هواية لأن تركيزي كان منصبا على الدراسة لكن بعد فشلي في امتحان البكالوريا تغير الوضع وأصبحت كرة القدم بمثابة وسيلة لإثبات الذات أو كوسيلة عمل، واخترت ممارسة هذا الإختصاص الرياضي لأن كل إخوتي الأكبر مني سنا كانوا يلعبون كرة القدم وأحدهم كان مدربا لفريق عين الحجل وسبق له اللعب مع وفاق المسيلة وآخرون لعبوا مع فرق ناشطة في المستويات السفلي، يعني بشكل عام أنتمي لعائلة رياضة وهذا ساعدني كثيرا باعتباري الأصغر من عشرة إخوة وأذكر أن أخي الأكبر كان لاعبا ممتازا بشهادة الجميع، لكن لم يستطع أن يفارق العائلة والذهاب لمكان آخر لممارسة كرة القدم.
ـ من هو المدرب الذي تعلمت منه أسس كرة القدم ؟
هناك عدة مدربين أولهم أخي محمد، حيث استفدت كثيرا من تجاربه ومن أخطائه و استفدت من نصائحه ثم مع مولودية العاصمة استفدت من نصائح مدربين كبار أمثال افتسان وحنكوش وتعلمت المزيد منهم خاصة وأني كنت ألعب في القسم الولائي لأجد نفسي بين عشية وضحاها في القسم الوطني الأول ومع أكبر الأندية الجزائرية مولودية العاصمة، صراحة هناك اختلاف كبير وبشكل عام فأسس كرة القدم بدأت في تعلمها خلال هذه المرحلة خاصة مع المدرب القدير مشري عبد الله الذي تعلمت منه الكثير عند إشرافه على سريع المحمدية وجمعية وهران وهو واحد من أحسن المدربين الذين كان لهم الفضل الكبير في مسيرتي، لأنه مدرب منضبط داخل ميدان وخارجه وفي نفس الوقت مربي، كان يؤكد على الصلاة والنوم باكرا والإلتزام بالجماعة وغرس فينا روح المجموعة فضلا عن الصرامة واحترام الوقت.
ـ ما هو المنصب الذي تفضله؟
منصبي المفضل منذ الصغر هو رقم 10 وهو المنصب الذي نشطت فيه في عين الحجل ثم مع مولودية العاصمة بدأت ألعب كرقم 10 ثم تم تغيير منصبي كمهاجم رأس حربة، حيث كنت هدافا لفريق الآمال لمدة موسمين، كما لعبت في منصب وسط ميدان دفاعي في بعض المباريات حسب التكتيك الذي يختاره المدرب، مثلا في سريع المحمدية كنت ألعب كوسط ميدان هجومي وعندما يحتاجني المدرب في منصب وسط ميدان دفاعي أشارك أيضا، ثم مع جمعية وهران وإتحاد العاصمة أيضا لعبت في منصب وسط الميدان حسب حاجة الفريق.
ـ ما هو التنقل البارز في مسيرتك الرياضة؟
تنقلي لجمعية وهران في عامي الأول ترك الجمهور الجزائري يعرف عمار عمور وفي العام الثاني واصلت التألق وهو ما جعل مدرب الفريق الوطني رابح ماجر يوجه لي الدعوة خلال سنتي 2001-2002، قضيت موسمين مع جمعية وهران، تعلمت الكثير في هذا الفريق الذي كان بمثابة مدرسة من حيث التكوين والتطور تكتيكيا، يعني مع الجمعية تعلمت الممارسة الحقيقية لكرة القدم، لأن الجمعية لديها هوية خاصة من حيث البناء وكرة القدم الجميلة وعند تنقلي لإتحاد العاصمة وجدت الأمور سهلة حيث كنت أحسن لاعب جزائري محلي في العام الثاني وكنت في الفريق الوطني طبعا لا أنسى فضل الفرق السابقة .
ـ حدثنا عن أبرز التتويجات التي طبعت مسيرتك
أبرز التتويجات الفردية والجماعية التي حققتها كانت مع إتحاد العاصمة الذي مكثت فيه لمدة 7 سنوات من 2002 حتى 2009، حققت خلالها ألقابا فردية وجماعية، أول لقب وطني، أول كأس، أول مشاركة في كأس إفريقيا، الكرة الذهبية وغيرها، لهذا يبقى لياسما الأقرب إلى قلبي والأمر الذي سهل بروزي مع إتحاد العصمة هو أني كنت أعرف مسبقا عددا من اللاعبين أمثال غازي، دزيري، أشيو حيث كنا نعرف بعضنا البعض بسبب المشاركة في تربصات المنتخب الوطني مع رابح ماجر، كما شاركنا في دورة أل.جي بالمغرب مع المنتخب المحلي وهناك تعرفت على عريبي، زفور، دريوش وغيرهم. وكل هذا سهل علي مهمة الإندماج بسرعة في تشكيلة سوسطارة، وفي أول موسم لي مع إتحاد العاصمة تحصلت على الكرة الذهبية واندمجت بسهولة في منظومة لعب الثنائي فرقاني وآيت جودي رغم أن الفريق كان يملك أرمادة هجومية في صورة دزيري، جحنين، بورحلي، بن شرقي، ويشاوي، غازي وآشيو وغيرهم. وفي موسمي الأول تحصلنا على الدوبلي ونهائي كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس وفي الموسم الثاني تحصلنا على الكأس وضيعنا اللقب مع الجياسكا في آخر دقيقة وبلغنا نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة وبالجملة لقد أمضيا سنوات في القمة، بتنشيطط نهائيات كأس الجمهورية وبعد لياسما إنتقلت إلى أهلي البرج حيث أمضيت موسما رائعا هناك وحينها كنت في عمر الـ 33، حيث كان لي أكبر عدد من التمريرات الحاسمة في ذلك الموسم.
ـ ماهي أسباب مغادرتك لإتحاد العاصمة؟
لقد تعرضت في نهاية الموسم لإصابة بسيطة على مستوى قصبة الساق ومثل هذه الإصابات تحتاج فقط لشهر من راحة لكن عند بداية الاستعداد للموسم الجديد وكان من المبرمج المشاركة في تربص بفرنسا
استدعوا معظم اللاعبين إلا أنا !!!، ومن هنا بدأت التساؤلات وحينها عرفت أنهم لا يريدون الاحتفاظ بخدماتي، أنذاك كان الرئيس هو عليق فحملت حقيبتي وأمضيت في آخر لحظة مع أهلي البرج أي قبل أيام قليلة على نهاية فترة الإمضاءات، بعدما شعرت بعدم رغبة الإتحاد في التجديد لي رغم حبي الكبير لهذا الفريق الذي اعتبرته بمثابة بيتي الثاني.
ـ هل شعرت بنوع من الظلم؟
أكيد، لقد أمضيت 7 سنوات مع الإتحاد حققنا ألقابا ونتائجا جماعيا وفرديا وكنت أحسن لاعب جزائري وقائد الفريق، على الأقل كان من مفروض أن يوضحوا لي السبب في جلسة وليس عن طريف التجاهل، فقد قررت الرحيل بدون شوشرة وحتى أحافظ على علاقة الإحترام التي جمعتني بجمهور لياسما وأتذكر أنه لما لعبت ضد لياسما مع الأهلي لم أتلقى أي مشاكل مع الجمهور و حتى مع الأمسيا ضد لياسما رغم حساسية الداربي لكن لم أجد أي استفزاز من المسامعية الذين تربطني ببهم علاقة احترام، لقد كنت أنوي الاعتزال في فريق لياسما لأنه الفريق الذي عشت فيه أجمل السنوات وكنت أتمنى الخروج من الباب الواسع لكن الإدارة أنذاك حرمتني من هذه الأمنية.
حاوره : سفيان ب.
يتبع