في الجزء الثالث والأخير، من الحوار الذي جمع يومية «الروح الرياضية» باللاعب عمار عمور، واصل الأخير حديثه عن تجربته في مجال التحليل الرياضي.
كما تحدث أيضا عن الموعد المفصلي الذي ينتظر محاربي الصحراء، هذا الجمعة بملعب جابوما أمام المنتخب الكامروني ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال قطر في دورها الحاسم والأخير، وتحدث عمار عمور عن وجهة نظره أو رأيه فيما يخص أفضل لاعب جزائري لكل الأوقات، فظلا عن نقاط أخرى تتابعونها في السطور التالية.
حدثنا عن بداية تجربتك في مجال التحليل الرياضي
في البداية كنت أشارك في بعض القنوات، كضيف لتحليل المباريات أو المنافسات الرياضية الكروية، رفقة الزملاء والأصدقاء، ثم جاءني عرض من عند الصديق الأستاذ نسيم جندر، الصحفي القدير مع الأستاذة أسماء حليمي، كانوا بصدد تحضير حصة حول كرة القدم على أن تكون شاملة من خلال التحليل الرياضي، التربوي، الثقافي مع جانب ديني أيضا، صراحة أعجبتني الفكرة أو هذا المفهوم الجديد لكونه متميز عن غيره فعملنا لمدة موسمين من 2017 إلى 2019 وبصراحة لقد كانت تجربة مفيدة جدا، استفدت خلالها من خبرات كثيرة على يد الأستاذ نسيم جندر والأستاذة أسماء حليمي، لأن المشاركة في حصص من هذا النوع تستلزم التحضير الجيد والإستعداد الفكري والثقافي قبل الدخول في صلب موضوع الحصة وهنا لمست أشياء أخرى أعجبتني كثيرا وهي البحث المعمق والمطالعة وهذا ما جعلني اكتسب الكثير من المعارف الجديدة وحتى بعض المفاهيم التي تتعلق بالعمل الصحفي، ثم جاءت مرحلة نهائيات كأس إفريقيا 2019 حيث شاركت مع يزيد جمعة في تحليل الحدث الرياضي وخلال تلك الفترة تعلمت المزيد من أبجديات التحليل وكيفية الدراسة الفنية للفرق والمنتخبات وواصلت العمل في هذا المجال وأنا حاليا في قناة «الهداف» مع زملاء وأصدقاء، وسط أجواء كلها إحترام وتقدير ورغبة في خدمة الرياضة الجزائرية وكرة القدم بشكل خاص. والحمد لله الأمور تسير على أحسن ما يرام والإنسان مادام على قيد الحياة عليه أن يواصل التعلم وتوسيع معارفه سواء في مجال عمله أو في مختلف المجالات التي لها علاقة بالجوانب الحياتية.
حدثنا عن طموحاتك أومشاريعك المستقبلية؟
بالنسبة للمشاريع والطموحات المستقبلية هي ذات بعد جماعي أكثر من شخصي، لأننا كلاعبين سابقين كل ما نتمناه هو تطور مستوى كرة القدم الجزائرية وأن تساير التطور الحاصل على مستوى المنتخب الأول وأمنيتنا أن يتم تدارك هذا الاختلال في التوازن بين مستوى وما يقدمه المنتخب ومستوى الأندية المحلية وبطولتنا الوطنية واللاعب المحلي بشكل عام والبحث عن الأسباب الكامنة وراء ذلك ومن ثم العمل على إيجاد الحلول المناسبة للرفع من مستوى البطولة الوطنية وأن يساير مستواها مستوى المنتخب الذي بات يقدم مشوارا جيدا خلال الآونة الأخيرة وحين يرتفع مستوى البطولة أكيد ستكون هناك العديد من الإنعكاسات الايجابية لعل أبرزها تخريج لاعبين ذوي مستوى وكفاءة بإمكانهم خوض تجارب إحترافية وأيضا إفادة المنتخب من خلال وفرة وتعدد الخيارات والبدائل الفنية في مختلف المناصب وبالتالي الرفع من مستوى كرة القدم الجزائرية والمنظومة الكروية والرياضية بشكل العام، هذه من أهم الأهداف أو الأحلام التي تراود كل لاعب جزائري سابق وأنا واحد منهم رغم أني أشعر أني بعيد نوعا ما عن الفعل المتصل مباشرة بهذه المنظومة بحكم عملي في قطاع آخر وهو قطاع التحليل الرياضي التلفزيوني، لكن هناك زملاء سابقون وحاليون يعملون في مجال التدريب ويحملون هذه الطموحات والأهداف ويسعون لتجسيدها ميدانيا وبشكل عام كل واحد عليه أن يساهم بشكل أو بآخر في خدمة كرة القدم الجزائرية من المركز الذي يشغله، مدرب، مسير، صحفي، محلل أو غيرها من المجالات التي لها علاقة بكرة القدم.
ألم تفكر في وضع خبرتك وأفكارك تحت تصرف المديريات الفنية الوطنية؟
المشكل أن مناصب من هذا القبيل، في مثل هذه المديريات تحتاج إلى شهادات والشهادات تحتاج إلى تكوين ورسكلة متواصلة وهذا المجال لا يزال متأخرا نوعا ما في بلادنا، فلو فتح المجال أمام قدماء اللاعبين لخوض مثل هكذا دورات تكوينية والحصول على شهادات في مثل هذه الاختصاصات لا أظن أنهم سيتأخرون عن ذلك باعتبار أن الأمر سيفتح أمامهم الأبواب لتولي مثل هذه المناصب وهذه النقطة لو كانت متاحة لتمكن اللاعبون السابقون من المشاركة فيها سواء من خلال التكوين في التسيير أو حتى الصحافة الرياضية وحتى التحليل الرياضي ولكن انعدامها حتّم على اللاعبين المعتزلين الإبتعاد عن كرة القدم والاهتمام بأمورهم العائلية والشخصية بسبب افتقادهم للتأمين وتوقف مصدر الرزق الذي كانوا يقتاتون منه، وبالتالي تنعدم الطموحات في ظل الإنشغال بتأمين حاجيات العائلة، أما بالنسبة لي فهدفي الحالي يتمثل في تعلم المزيد حول مجال التحليل وحبذا لو كانت هناك فرص تكوين في هذا المجال لإكتساب المزيد من المعارف وتوسيع المهارات الفنية في هذا المجال والاستفادة والإفادة أكثر .
المنتخب الوطني بصدد التحضير للقاء هام أمام الكاميرون، حدثنا عن هذا الموعد؟
الحديث عن المنتخب الوطني، يجرنا للحديث عن كرونولوجيا الأحداث التي صاحبت المنتخب خلال السنوات الأخيرة والتي يمكن حصرها في مرحلتين، المرحلة الأولى هي مرحلة ما قبل بلماضي والتي شابها عدم الاستقرار الفني فكل مرة يتم تغيير المدرب وحتى المعالم الفنية والتكتيكية للمنتخب تلاشت، إلى درجة أن المناصر الجزائري فقد الثقة تماما في المنتخب، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة ما بعد مجيء جمال بلماضي الذي أعاد تنظيم المنتخب، فرض الصرامة، غيّر الذهنيات، شدد على الانضباط، عزز التواصل بينه وبين اللاعبين ومن خلال قدرته على التحفيز غرس ثقافة جديدة في عناصر المنتخب وهي ثقافة الفوز ورفع سقف الطموحات كما أصر على تصحيح كل النقاط السلبية خاصة من حيث التسيير، وما ساعده على بلوغ هذا النجاح هو كونه لاعب دولي سابق يعرف خبايا المنتخب ويعرف كرة القدم الإفريقية، زيادة على هذا فهو رجل طموح و شهم وملتزم ويحب وطنه وهي كلها عوامل جعلته يوفق في التتويج بكأس إفريقيا ثم يقود المنتخب إلى رقم 35 مقابلة دون خسارة وهذا يؤكد أن بلماضي كان يتعب ويعمل بجد واجتهاد ويتابع لاعبيه والفرق المنافسة، أما عن موعد الجمعة أمام المنتخب الكامروني بملعب جابوما فكأي جزائري أتمنى فوز منتخبنا رغم أن آداء لاعبينا أثار في نفوسنا القلق وحيّرنا قليلا في نهائيات كأس إفريقيا بسبب غياب النجاعة الهجومية، لكن يراودني شعور أن موعد جابوما سيكون مفصليا وسيعطى الصورة الحقيقية لمنتخبنا الوطني أقصد الصورة التي سبقت نهائيات أمم إفريقيا وإن شاء الله يسترجع لاعبونا الثقة في إمكانياتهم الفردية والجماعية ويؤكدوا للجميع أن الإخفاق في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، كان مجرد عثرة، وهذا لا يعني سهولة المهمة التي تنتظرنا أمام منتخب كاميروني طموح سيفعل أي شيء لتحقيق أهدافه هو الآخر، وبخصوص إختيار ملعب جابوما كملعب لاحتضان المواجهة أظن أن الكاميرونيين تعمدوا ذلك محاولة منهم في إستغلال العامل النفسي بحكم أن لاعبينا سقطوا في هذا الملعب وأوقفت مسيرتهم في سلسلة اللا–خسارة، لكن أرى أن المنتخب الوطني قادر على استغلال هذه النقطة بشكل معاكس ومباغث للكاميرونيين من خلال آداء مباراة في القمة، وإن شاء الله في ملعب تشاكر، نلعب بكل أريحية ونتأهل للمونديال.
فريقك المفضل محليا ودوليا؟
محليا فريق إتحاد العاصمة بحكم المدة التي قضيتها في هذا الفريق وبحكم أن جل ألقابي الجماعية والفردية كانت مع هذا الفريق الذي له مكانة خاصة في قلبي وأكن لأنصاره كل التقدير والإحترام وهم أيضا يبادلونني نفس المشاعر والحمد لله، مع أني في البداية خلال مرحلة الطفولة والمراهقة كنت مناصرا وفيا لوفاق سطيف بحكم أني أنتمي لمنطقة قريبة من سطيف، هذا مع احترامي لكل الأندية والفرق التي لعبت ضمن صفوفها بداية من عين الحجل مرورا بمولودية العاصمة، سريع المحمدية، جمعية وهران وشباب بلوزداد، التي تربطني بها أيضا علاقات وذكريات ستبقى راسخة في وجداني، أما دوليا ففريقي المفضل هو ريال مدريد، لكن بعيدا عن كل تعصب.
لو طلبنا منك أن تختار أجمل هدف في مسيرتك الكروية
صراحة سؤال صعب، لأن هناك الكثير من الأهداف ويصعب الاختيار فيما بينهما، وحسب وجهة نظري، هناك الهدف المؤثر، مهما كان شكله وهناك الهدف الجميل، لكن قد لا يكون مؤثرا في نتيجة المباراة، لذا وحسب وجهة نظري فالهدف المؤثر هو الأحق بصفة الجمالية، كما أني وعلى عكس الكثير، لا أعتبر الأهداف المسجلة من كرات ثابتة، جميلة، لأن اللاعب في مثل هذه الحالة، أمامه هامش من الوقت للتفكير واختيار الزاوية واتخاذ القرار ويرى الحارس جيدا وكذا أبعاد المرمى ودون أن يعترض طريقه لاعب من الفريق المنافس، لهذا أنا أفضل الأهداف الملعوبة سواء بشكل فردي أو جماعي، وبالجملة أتذكر هدفي في مقابلة جمعية وهران مع شباب باتنة في موسم 2001 – 2002 ، بعد تمريرة من نساخ لاعب لازمو السابق، قمت بثلاث مراوغات ثم قذفة سكنت في الشباك، لازلت أتذكر لقطة الهدف جيدا وأعتبره الأجمل في مسيرتي.
لاعبك المفضل في جيلك وفي الجيل الحالي
من قبل كان دزيري بلال وحاليا أمير سعيود صراحة لاعب فنان وفي الموسم الحالي أرى أن عبد الرحمان مزيان لاعب إتحاد العاصمة هو الأحسن في البطولة المحلية، رغم أنه لا يلعب بكل إمكانياته، صراحة هو لاعب موهوب ومتكامل ولو إستعاد كل إمكانياته فأنا متأكد أنه سيحمل لياسما فوق كتفيه ويقودها للألقاب والتتويجات.
من هو أفضل لاعب جزائري لكل الأوقات؟
الأمر لا يحتاج إلى تفكير، أكيد هو لخضر بلومي، كان لي الشرف أن لعبت ضده خلال بداية مسيرتي التي تزامنت مع سنواته الأخيرة فوق المستطيل الأخضر، صراحة فنان وقمة في المتعة الكروية. أما دوليا فمن الصعب تحديد إسم لاعب واحد لأنه هناك الكثير من اللاعبين الذين تركوا بصمات خالدة على صفحات سجل كرة القدم العالمية على غرار ديغو مارادونا، الظاهرة رونالدو وليونيل ميسي وغيرهم.
حاوره : سفيان ب.
الجزء الثالث والأخير