يُعد المدرب نبيل نغيز، أحد أكثر المدربين الجزائريين معرفة باللاعبين المشكلين للمنتخب الحالي، بعد أن عمل سنوات مساعداً للمدرب الفرنسي كريستيان غوركوف، ثم الصربي ميلوفان راييفاتس والبلجيكي جورج ليكنس، مع الخضر، وكذلك مدة قصيرة مدرباً رئيسياً.
وتحدث نبيل نغيز، عن رأيه في العودة القوية للمنتخب الوطني في لقاء الذهاب أمام الكاميرون، ورأيه في مباراة الإياب اليوم الثلاثاء، كاشفاً أشياء رائعة عن اللاعبين الحاليين في المنتخب والذين عمل معهم سنوات طويلة.
ما هو حكمك على مباراة الذهاب وأداء المنتخب؟
رأينا منتخباً وطنياً مغايراً تماماً عن ذلك الذي شاهدناه في كأس إفريقيا، وهذا طبيعي كون التأهل للمونديال يبقى هدفاً أهم من كل شيء، وقد أخذ اللاعبون والمدرب الدروس من المشاركة في كأس إفريقيا، ولا يجب أن نخفي الهدف الرئيسي للمدرب منذ قدومه هو التأهل لمونديال قطر، خاصة بعد غيابنا عن آخر نسخة. ورأينا بشكل واضح على أرضية الميدان لاعبين أقوياء من الجانب التكتيكي والبدني والذهني، وهذا يؤكد أن بلماضي درس جيداً المنتخب المنافس، وسمح للمنتخب الوطني بتخطي المشاكل التي واجهته سابقاً، سواء الضغط الجماهيري أو الأجواء المناخية، وهو ما يعني أنه كان فوز الإصرار وفوز القلب والعزيمة لأجل التأهل لمونديال قطر التي هي فأل خير علينا بعد فوزنا هناك بكأس العرب.
لو كنت مكان بلماضي ما هي الخطة التي ستعتمد عليها؟
بصراحة أنا لست في مكانه، لكنه يدرك جيداً أن مباراة الإياب ستكون أصعب من لقاء الذهاب، خاصة أنه سيلعب أمام منتخب ليس لديه ما يخسره وسيكون مهاجماً لكي يسجل هدفاً على الأقل، ثانياً الضغط سيكون كذلك على منتخب الوطني لكي يتفادى الأهداف ويحاول التسجيل، وهو ما سيضع اللاعبين أمام مسؤولية تركيز أكبر، وهذا صعب كذلك، عكس المنتخب الكاميروني الذي سيكون فقط مطالباً بالتسجيل، ويحاول إرباك اللاعبين الجزائريين، لكن أظن أن الجانب النفسي سيكون في صالحنا كوننا سنلعب المباراة على أرضنا وأمام جماهيرنا، ويجعل مجهودات اللاعبين مضاعفة، ومحاولة تسجيل هدف مبكر يمكن به إنهاء آمال المنتخب الخصم ويخلط أوراقه.
كيف ترى اختيار ملعب تشاكر للعب المباراة؟
نحن نعرف أن ملعب مصطفى تشاكر فأل خير على المنتخب الوطني، ولم يسبق أن انهزمنا فيه، ونتمنى أن يستمر هذا الرقم التاريخي، ويبقى هذا الملعب فأل خير على اللاعبين كذلك، وأنا أعرف أنهم يحبون كثيراً هذا الملعب ويعرفون كل معالمه، وأعرف كذلك رغبتهم كذلك في التأهل لمونديال يقام على أراض عربية، وفي تظاهرة يتمنى أي شخص أن يُشارك فيها.
كانت لك تجربة لسنوات مع المنتخب، ما هي نصيحتك لبلماضي في هذا الظرف؟
بصراحة لست من نوعية المدربين الذين يعطون نصائح لمدربين آخرين، أنا فقط أتفق مع كل شيء يقررونه والبرنامج الذي يعملون على تطبيقه، وأعرف أننا نملك جهازاً فنياً محنكاً وصاحب خبرة كبيرة، وعندنا لاعبون ذوو قامة وجودة على مستوى الكرة العالمية، وثقتنا فيهم كبيرة وفي كل الخيارات التي سينتهجونها.
تعرف العديد من اللاعبين الحاليين في المنتخب، ماذا تقول عنهم؟
صحيح عملت فترة عامين ونصف مع أغلب اللاعبين الحاليين في المنتخب الوطني، وأنا متأكد أن هناك شيء يتوفر فيهم، هو عشقهم للألوان الوطنية ورغبتهم في إسعاد الجماهير الجزائرية وغيرتهم على العلم الجزائري، وأعرف كذلك مدى تضحياتهم، ولهذا أقول إنني أثق فيهم كثيراً وإن شاء الله تكتمل الفرحة ونتأهل لهذا الحفل الكروي، خاصة أنه استثنائي لكونه في بلد عربي، ولما لا، تكرار ملحمة مثل ما كان الحال في كأس العرب.
ما هو ردك على الأصوات التي شككت في اللاعبين خاصة بعد خيبة «الكان»؟
كن متأكدا، وأنا أعرف ما أقول، أن هؤلاء اللاعبين دائماً ما يأتون من أنديتهم إلى تربصات المنتخب الوطني وهم سعداء كثيراً، لأنهم مثل ما قلت يحبون الوطن، ومستعدون للتضحية بحياتهم لإسعاد الجماهير، وما حدث في كأس إفريقيا غير متعلق بالروح الوطنية، بل هناك مشاكل في التحضير وفيروس كورونا، ولقد أكدت المباراة الأخيرة أمام الكاميرون أنه لا يوجد أي عائق أمام إعطاء كل شيء للمنتخب الوطني عبر التغلب على كل الظروف.