كشفت مصادر عليمة أن أطرافا مقربة من بيت الفريق الوطني تسعى جاهدة لإذابة الجليد بين المدرب جمال بلماضي ومهاجم الخضر أندي ديلور وذلك بسبب الخلافات التي وقعت بين الرجلين أدت إلى خسارة لاعب نيس الفرنسي مكانته في كتيبة محاربي الصحراء بعدما طلب الأخير من مدربه إعفاءه من تربصات المنتخب من أجل ضمان مكانة أساسية في فريقه الأمر الذي لم يهضمه الكوتش حينها.
وأضافت ذات المصادر أن هذه الأطراف المحسوبة على الخضر تحاول إقناع الناخب الوطني بضرورة معاودة حساباته خاصة في الظرف الراهن أين لا يملك بلماضي خيارات فنية على مستوى القاطرة الأمامية في ظل غياب رأسي الحربة إسلام سليماني مهاجم سبورتينغ لشبونة وبغداد بونجاح لاعب السد القطري عن اجواء المنافسة لفترة طويلة قاربت الشهرين الأمر الذي تراه نفس الأطراف مناسبا لطي صفحة الخلاف بين جمال وأندي من أجل المنتخب. وحاول المقربون من المنتخب إذابة الجليد بسيناريوهات عديدة عاشها مدربون وطنيون مع أبرز لاعبيهم في المنتخب قبل أن تعود المياه لمجراها الطبيعي في وقت يصر فيه الناخب الوطني جمال بلماضي على المضي قدما في وجهة نظره التي يرى أنها يجب أن لا تناقش إطلاقا. في هذا الشأن بالذات علمت الروح الرياضية أن الرجل الأول على شؤون العارضة الفنية للمنتخب الجزائري حسم في إمكانية عودة أندي ديلور مهاجم نيس لصفوف «محاربي الصحراء». أندي ديلور، الذي أنهى موسمه في فرنسا بشكل مميز رفقة نادي نيس، بتسجيله ثلاثية كاملة ضد استاد ريمس، كان قد أكد سابقا بأنه مُستعد للرجوع لمنتخب بلاده، بعدما قرر في وقت سابق الامتناع عن تمثيله رغبة في التركيز مع ناديه الفرنسي. ولكن ومثلما كان متوقعا، فإن جمال بلماضي كان له رأي مُغاير كالعادة، حيث أكد وبشكل غير مُباشر، بأنه لا يضع ديلور في حساباته، رغم الأزمة الهجومية التي تمر بها تشكيلة «الخضر» منذ بداية 2022، بحسب ما كان قد أكده في العديد من المرات في خرجاته الإعلامية. وفي هذا الشأن بالذات استقر الكوتش على استدعاء المُخضرم إسلام سليماني لقيادة هجوم «الخضر»، رغم خروجه من حسابات ناديه سبورتينغ لشبونة منذ قرابة شهرين كاملين وهو المتواجد منذ مدة في مركز سيدي موسى الخاص بالمنتخبات الوطنية أين يخضع لعمل خاص تحسبا لحضور تربص شهر جوان. ويبدو جليا بأن سليماني، سيقود القاطرة الأمامية في المواجهتين القادمتين من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2023، أمام أوغندا وتنزانيا على التوالي. يذكر أن إسلام سليماني يعد هو الهداف التاريخي لمنتخب الجزائر بواقع 40 هدفا في كل المناسبات. وموازاة مع المستويات المميزة التي يقدمها أندي ديلور، تطرح دائماً قضية ابتعاده عن المنتخب الوطني منذ شهر أكتوبر الماضي، بعد دخوله في مشاكل مع المدرب جمال بلماضي حيث سعت أطراف من المنتخب لتقفي أثار بعض التجارب لعل وعسى أن يغير المدرب الوطني رأيه وهو الأمر الذي يبقى مستبعدا أين جمال بلماضي بقناعته ورفضه الخضوع للضغوطات والمساومات مهما كان وزن اللاعب، إلا أن هناك 3 حالات سابقة، تشبه قضية ديلور، قد تعيد الأخير إلى الخضر، خصوصاً مع رغبة المدرب الجزائري في إعادة بناء المنتخب إثر الإخفاق في التأهل لمونديال قطر 2022.
ديشان وبن زيمة
تعود أشهر القضايا حول مشاكل بين لاعب ومدربه في المنتخب إلى تلك المتعلقة بالمهاجم كريم بن زيمة ومدرب المنتخب الفرنسي ديدي ديشان، فنجم ريال مدريد أُبعد 6 سنوات عن «الديوك»، وبالضبط منذ 2015 وإلى غاية عودته في «يورو 2020»، بسبب مشكلة مع زميله ماتيو فالبوينا، ثم دخوله في حرب تصريحات نارية مع ديشان، جعلت الجميع يرى أن عودة التعايش بين الرجلين مستحيلة، لكن جرى طي الخلاف بشكل مفاجئ وعاد كريم لصنع أفراح الجماهير الفرنسية.
إبراهيموفيتش وإيدرسون
أما القصة الثانية فهي متعلقة بنجم ميلان زلاتان إبراهيموفيتش الذي كان قد دخل في حرب كلامية مع مدرب منتخب السويد يان إيدرسون، ووصل إلى أن وصفه بالعنصري وغيره من الكلام الجارح، بسبب وضعية مواطنه ولاعب توتنهام الحالي ديان كولوسيفسكي، لكن رغم ذلك، عاد «إبرا» بعد غياب 5 أعوام إلى صفوف منتخب بلاده منذ مارس 2021، وفي عهد المدرب إيدرسون، وكأن شيئاً لم يحدث.
مزراوي وحاليلوزيتش
وعلى المستوى العربي، عادت المياه لمجاريها مؤخراً بين المدرب حاليلوزيتش ولاعبه في منتخب المغرب نصير مزاروي، فالرجلان تصالحا بعد اجتماعهما الأسبوع الماضي في أمستردام رغم كل ما حدث بينهما من مشاكل وحرب كلامية دفعت اللاعب لإعلان اعتزاله، لكن النجم القادم إلى فريق بايرن ميونخ الألماني، سيعود إلى منتخب «الأسود الأطلس» بداية من الشهر القادم وبعد غياب سنوات، كون مصلحة المنتخب تبقى فوق كل الاعتبارات، رغم أن عقلية المدرب البوسني تبقى صعبة كذلك، ويرفض بدوره الخضوع لأي مساومات.