الجزء الأخير
-
طموحاتي كبيرة وأهدف إلى التألق في مونديال صربيا وأولمبياد باريس
-
رئيس الجمهورية وعد الرياضيين بحل مشاكلهم وقد منحني شرف التحدث معه على انفراد
-
المصارعةفي الجزائر تعاني رغم المواهب التي بمقدورها تشريف الراية الوطنية
-
عدم امتلاك الأندية للقاعات يؤثر على مستوى المصارع مما يؤدي إلى كبح تطوره
في الجزء الثاني والأخير لحواره مع يومية «الروح الرياضية»، يواصل البطل الإفريقي عبد الكريم أوكالي سرد بعض الحقائق المثيرة والمؤثرة حول حياته الشخصية وظروف السكن المزرية التي يعايشها يوميا رفقة والدته والتي كانت سببا مباشرا في عدم التركيز في التحضيرات حسبه.
كما عاد للحديث عن التتويج بلقب البطولة الإفريقية الأخيرة بالأراضي المغربية وبعدها نجاحه في الصعود للبوديوم خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط الأخيرة التي جرت وقائعها بمدينة وهران حين تحصل على فضية وزن 77 كلغ مبرزا صعوبة المأمورية خلال هذا الموعد عندما واجه أبطال عالم في الأدوار التصفوية، كما تطرق إلى المشاكل التي تعانيها رياضة المصارعة في الجزائر مناشدا السلطات بمد يد العون للأندية والجمعيات الرياضية وتوفير قاعات التدريب لها أمر ضروري لتطوير هذه الرياضة وتنمية المواهب الشابة، كما لم يخف ضيف الروح الرياضية حيثيات الحديث الذي دار بينه وبين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال حفل تكريم الرياضيين المتألقين في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بعاصمة الغرب الجزائري مدينة وهران، كما تطالعون على بعض الأمور على لسان بطل الجزائر وبطل إفريقيا أوكالي في هذا الحوار الشيق.
حدثنا عن مشاركتك الأخيرة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران
ـ بعد اللقب الذي تحصلت عليه في بطولة إفريقيا التي جرت بالمغرب خلال العام الجاري، شاركت في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت بمدينة وهران مؤخرا حيث تحصلت على الميدالية الفضية، وفي البرنامج المقبل سنشارك في ألعاب التضامن الإسلامي الشهر الجاري في تركيا ثم في نهاية شهر سبتمبر سنشارك في بطولة العالم بصربيا والتي ستمثل الهدف الأسمى بالنسبة لي، خلال الموسم الحالي حيث أسعى جاهدا لبلوغ البوديوم .
وكيف جرت التحضيرات لهذه المواعيد؟
ـ قمت بتحضير خاص لدورة البحر الأبيض المتوسط باعتبارها تجرى على أرضنا وأمام جماهيرنا كما قمت بعدة تضحيات أبرزها أني خفضت الوزن للمشاركة في فئة 77 كلغ والحمد الله حققت الهدف المسطر ببلوغ النهائي وعشت لحظات لا توصف مع الجماهير الجزائرية. كما أن التحضير بدأ منذ مدة استعدادا للموعدين وهما البطولة الإفريقية التي جرت بالمغرب وألعاب البحر الأبيض المتوسط وبعد فعاليات البطولة الوطنية تم اختيار النخبة التي ستشارك في الموعد وقمنا بتربص في بلغاريا لمدة 17 يوم وبعدها شاركنا في دورة ودية هي «دورة نيكولا بيتروف» وعدنا إلى الجزائر وبعدها بأسبوع طار المنتخب إلى المجر لكن بسبب جواز السفر لم أرافق المنتخب الأول وواصلت التدريبات مع المنتخب الثاني هنا في الجزائر. وبعد تربص المجر قمنا بتربص هنا في الجزائر وهو آخر تربص قبل المشاركة في بطولة إفريقيا والتي تحصلت خلالها على اللقب الإفريقي. بعدها بثلاثة أيام شاركنا في تربص بكرواتيا بمشاركة رياضي 18 دولة أوروبية وكان تربصا قويا عرف حضور أبطال العالم ومن مستوى عالي ومن كرواتيا مباشرة ذهبنا إلى أذربيجان في التربص الأخير قبل ألعاب البحر المتوسط وكنت منذ البداية استهدف الحصول على ميدالية في موعد وهران المتوسطى وكذلك تحقيق تحدي شخصي بالنسبة لي وهو إيصال رسالة للمسؤولين بخصوص الحالة والوضعية الاجتماعية الصعبة التي أعيشها.
كيف كان شعورك وأنت تعتلي البوديوم المتوسطي ؟
ـ لمجرد بلوغ النهائي وضمان ميدالية شعرت أني حققت الهدف الذي كنت أطمح إليه لأني أعرف مستوى الرياضيين المشاركين في دورة العاب المتوسط فالتواجد في النهائي أمام نجوم عالميين يعد بحد ذاته إنجازا والخصم الذي واجهته في الدور النهائي هو مصارع من المستوى الأول، ثلاث مرات بطل العالم ومرتين احتل فيهما المرتبة الخامسة في الألعاب الأولمبية وكانت تلك المرة الأولى التي أنازله فيها ضمن صنف الأكابر لكن سبق لي أن واجهته في صنف الأواسط، المستوى كان عال جدا وأنا كنت على علم بان مستوى ألعاب المتوسط سيكون قوي للغاية لأنه سبق لي المشاركة في دورة ميرسين بتركيا سنة 2013 حيث حققت المرتبة السابعة آنذاك وحينها كنت لازلت في صنف الأواسط والوزن الذي شاركت فيه ضم ثلاثة أبطال عالم.
هذا يعني أن الطريق إلى النهائي لم يكن سهلا
ـ أكيد، لكن هدفي منذ البداية كان الصعود على البوديوم لأني كما قلت سابقا أعرف مستوى الرياضيين المشاركين وبينهم أبطال عالم وأبطال أولمبيين وبعد عملية القرعة ومعرفتي للمنافسين الذين يشكلون المجموعة تأكدت أن المهمة لن تكون سهلة، مثلا في الربع النهائي واجهت مصارع ايطالي وهو بطل سابق لأوروبا ثم في النصف النهائي واجهت بطل أوروبا المهمة لم تكن سهلة أبدا لكن كانت لدي أهداف وتحديات جعلتني أركز كثيرا لبلوغ البوديوم، صراحة فرحة كبيرة عشتها رغم أنه كانت لدي آمال كبيرة للفوز بالميدالية الذهبية لكن في النهائي حدث ما حدث بالرغم من أنني كنت صاحب المبادرة والأكثر نشاط هجومي لكن المنافس عرف كيف يسجل النقاط وربما بسبب المغامرة الزائدة خسرت العديد من النقاط السهلة التي كانت في المتناول بسبب إفراطي في المحاولات الهجومية من أجل إسعاد الجمهور الذهبي الذي تابع المنازلة النهائية وكل منافسات طبعة وهران المتوسطية.
ماذا تمثل لك الميدالية الفضية في الموعد المتوسطي؟
كما قلت سابقا بلوغ البوديوم كان بمثابة تحدي خاص بناء على جملة من الظروف التي كنت أعيشها خاصة مشكل السكن حيث نعيش في سكن عائلي جماعي يشترك فيه عدد من الورثة، تصوروا أنني أعيش في غرفة واحدة مع والدتي، غرفة هشة، مهددة بالإنهيار كونها عرضة لتسربات المياه خاصة في فصل الشتاء وعند المشاركة في الدورات والتربصات مع المنتخب الوطني خاصة في فصل الشتاء، صدقني أكون اكثر انشغالا بوالدتي خشية انهيار السكن وما تعانيه بسبب التسربات، فنحن في معاناة دائمة مع الحرارة في الصيف وتقلبات فصل الشتاء من أمطار والخوف من انهيار السقف، وأتمنى أن توفر لنا ظروف مناسبة وملائمة للعيش حتى نركز أكثر على التدريبات والمنافسات القادمة.
بعد كل ما حققته من نتائج في مسيرتك ما هي أهدافك المستقبلية؟
ـ طبعا نحن على مقربة من ألعاب التضامن الإسلامي بعدها المشاركة في البطولة العالمية لكن الهدف الأبرز هو الألعاب الاولمبية في باريس 2024.
بعد حصولك على ميدالية في دورة وهران هل وصلت مشكلتك للسلطات؟
ـ أظن أنه من المنطقي، بمجرد حصولي على ميدالية في هذا الموعد المتوسطي الكبير أكون قد وصلت رسالة مشكلتي للسلطات المحلية وحتى السلطات العليا لكن لحد ساعة الحوار الذي أدلي به لجريدتكم الموقرة لم يجد المشكل طريقا إلى الحل خلافا لرياضيين في ولايات أخرى استفادوا من كل الدعم والمرافقة والكثير منهم تحصل على عقود سكن اجتماعي وبكل سهولة وربما يوجد بينهم من استفاد وهو لا يعاني من نفس المشاكل التي أعيشها.
كان لكم تكريم مميز من طرف رئيس الجمهورية
ـ نعم لقد خصنا السيد رئيس الجمهورية بتكريم واستقبال مميز وشكرني على الميدالية التي تحصلت عليها في الموعد المتوسطي وبعد التكريم حدثته عن مشكلتي مع السكن فوجهني للبروتوكول الخاص والذي دون إسمي.
ماهي مشاكل رياضة المصارعة في الجزائر؟
ـ المصارعة تقليد قديم في الجزائر لكن خلال السنوات الأخيرة شهدت قفزة نوعية ببلوغ المستوى العالمي ولدينا المواهب الشابة القادرة على حصد التتويجات في مختلف التظاهرات الرياضية القارية، الإقليمية وحتى الدولية، وبإمكانها تحقيق نتائج تفوق ما حققناه ومع ذلك لا يزال ممارسو هذا النوع من الرياضة يعانون الكثير من المشاكل لعل أبرزها أن معظم الأندية والجمعيات الرياضية الناشطة لا تملك قاعات خاصة للتدريبات، والتدريبات تجرى في قاعات مشتركة مع أندية وفرق تزاول وتمارس تخصصات رياضية أخرى مثلا أنا كنت أتدرب في قاعة تشترك فيها حوالي 7 تخصصات رياضية يعني الحجم الساعي للتدريبات يكون غير كاف وعادة ما يكون في حدود ساعة إلى ساعتين في الأسبوع وهذا لا يسمح للرياضي بتطوير مواهبه.
نصيحة توجهها للمواهب القادمة
ـ أقول لهم لا يوجد شيء اسمه مستحيل، فعندا تضع هدفا نصب عينيك وتتدرب بجد وتجتهد مع العزيمة والإصرار ستبلغ الأهداف كما أنصحهم بتجنب التفكير في الفشل والتراجع عن الأهداف أيا كانت الصعوبات والعراقيل فهذا الأمر عدو النجاح سواء لدى الرياضيين أو في مجالات أخرى.
حدثنا عن أهدافك في أولمبياد باريس؟
ـ لست من الناس الذين يستبقون الأحداث ويحرقون المراحل، الهدف القادم هو بطولة العالم بصربيا إن شاء الله البوديوم ثم التفكير في التأهل للألعاب الأولمبية باريس 2024 وبعدها كل ما يمكنني قوله هو الاجتهاد والعمل بجد وتقديم كل التضحيات لاعتلاء البوديوم .
كلمة أخيرة
ـ شكرا لجريدة «الروح الرياضية» التي أعطتني هذه الفرصة كي أتواصل مع عشاق رياضة المصارعة في الجزائر والجمهور الرياضي الجزائري بشكل عام …شكرا لكم ويعطيكم الصحة.
حاوره بوزيدي زوبير