يستعد الدولي الجزائري، رياض محرز، نجم مانشستر سيتي لخوض موسمه الخامس على التوالي مع النادي السماوي في الدوري الانجليزي الممتاز، وذلك حينما يواجه نادي وست هام يوم الأحد المقبل في افتتاح «البريميرليغ»، وسط الكثير من علامات الاستفهام بخصوص الأدوار التي ستسند لقائد منتخب الجزائر في سباق الاحتفاظ بلقب الدوري للمرة الثالثة على التوالي.
وكانت مباراة نهائي الدرع الخيرية بين مانشستر سيتي وليفربول، يوم السبت الماضي والتي انتهت بفوز الريدز بثلاثية لهدف، أقلقت العديد من متابعي ومشجعي النجم الجزائري بعد أن شارك الأخير لمدة 58 دقيقة فقط، وكان أول ضحايا الإسباني بيب غوارديولا، مدرب السيتي، خلال التبديلات، ما يعني تكرار سيناريو الموسمين الماضيين، بحسب محللين. وترصد تقارير إعلامية ثلاثة أسباب تقلق رياض محرز قبل بداية الدوري الانجليزي الممتاز.
مشاركات متذبذبة خلال آخر نسختين
سجل الدولي الجزائري أرقاماً متذبذبة في الدوري الانجليزي الممتاز خلال آخر نسختين، على اعتبار أنه لم يكن خيارا أساسيا للمدرب غوارديولا، مقارنة بما كان عليه الحال في مسابقة دوري أبطال أوروبا مثلا، وتخلف محرز عن المشاركة في الكثير من المباريات واكتفى بدور البديل في العديد من المناسبات، ما عرض غوارديولا لانتقادات لاذعة، خاصة أن أرقام محرز التهديفية كانت جيّدة مقارنة بنسبة مشاركاته، بحسب محللين. واكتفى محرز بالمشاركة الموسم الماضي 2021-22 في 28 مباراة من أصل 38 بالدوري الانجليزي الممتاز، منها 15 مرة أساسيا و13 مرة بديلا، في حين غاب عن 10 مباريات كاملة.
ورغم ذلك نجح في تسجيل 11 هدفا وتقديم 5 تمريرات حاسمة، في حين خاض خلال موسم 2020-21 مباريات أقل, 27 مباراة من أصل 38، منها 23 مرة أساسيا و4 مرات كبديل، سجل خلالها 9 أهداف وقدم 6 تمريرات حاسمة، ويخشى مشجعو قائد منتخب الجزائر تكرار هذه الوضعية خلال الموسم الجديد.
ألفاريز ودعم غوارديولا للصفقات الجديدة
يشكل النجم الأرجنتيني، يوليان ألفاريز، منافسا قويا لمحرز على مكانة أساسية في مانشستر سيتي رغم اختلاف مركز اللاعبين والفوارق في المهارات الفنية بحسب متابعين، وأثبت نهائي الدرع الخيرية هذا الطرح، بعد أن قام غوارديولا باستبدال محرز بعد 58 دقيقة بألفاريز وإشراك الأخير كلاعب جناح رغم أنه يلعب في منصب المهاجم الصريح.
ويخشى مشجعو محرز أن يكرر غوارديولا تهميشه له في مسابقة «البريميرليغ»، والتعويل على ألفاريز بشكل كبير عطفا، حسب متابعين، على فلسفته بخصوص الصفقات الجديدة، فهو معروف عنه دعمه للوافدين الجدد كما حدث مع جاك غريليتش الموسم الماضي على سبيل المثال، مع الاستمرار في الاعتماد على محرز في المواعيد الكبيرة، ومنها دوري أبطال أوروبا، وهو الذي قال في تصريحات سابقة إن «محرز لاعب مهم في المباريات الحاسمة».
فلسفة الإسباني المثيرة للجدل
رحل عن نادي مانشستر سيتي هذا الصيف لاعبان بارزان، ويتعلق الأمر بكل من الإنجليزي رحيم ستيرلينغ نحو تشيلسي والبرازيلي غابرييل جيسوس نحو أرسنال، ورغم ذلك يرى المتابعون أن رياض محرز لن يحصل على مكانة أساسية بالصفة المطلقة خلال الموسم الجديد، وهو الذي لم ينلها الموسم الماضي رغم أنه كان الهداف الأول للمان سيتي في جميع المسابقات.
ويتوقع الكثير من المحللين أن يواصل غوارديولا الاعتماد على فلسفته المثيرة للجدل في التدوير، الأمر الذي سيؤثر، برأيهم، على محرز، وهو الذي طالبته الجماهير الجزائرية في فترة سابقة بالرحيل عن «السكاي بلوز» لهذا السبب، لكن كان لقائد منتخب الجزائر رأي آخر بعد أن جدد عقده مؤخرا لعامين إضافيين.
مرسيليا لا زال متحسرا على ضياع صفقة رياض
من جانب آخر يعيش نادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي وضعية صعبة لأسبوع واحد فقط قبل انطلاق الدوري الفرنسي للموسم الجديد 2022/2023، بعد تعرضه لخسارة جديدة وديًا، أول أمس الأحد، أمام ميلان الإيطالي بنتيجة هدفين لصفر على ملعب الفيلودروم، وهي الثالثة له من أصل 5 وديات، في حين فاز في مباراة وتعادل في أخرى.
ودفعت وضعية أبناء المدرب الجديد الكرواتي، إيغور تودور، وسائل الإعلام الفرنسية لمهاجمة سياسة نادي الجنوب الفرنسي في التعاقدات، وانتقدت الصفقات التي قام بها الرئيس التنفيذي بابلو لانغوريا لحد الآن، في حين حرص موقع «10 سبور» الفرنسي على التذكير بأكبر إخفاق لأولمبيك مرسيليا في سوق التعاقدات، عندما رفض ضم النجم الجزائري، رياض محرز، في مناسبتين. وأعد الموقع الفرنسي تقريرًا يستذكر فيه رفض بطل دوري أبطال أوروبا عام 1992 لضم قائد منتخب الجزائر مرتين، مشيرًا إلى أن أولمبيك مرسيليا فوّت على نفسه «الحصول على صفقة مدّوية وتاريخية»، وهو الأمر الذي ما زال يحّز لحد الآن في نفوس جماهير النادي الفرنسي التي لم ترضَ عن قرارات الإدارة بخصوص هذا الملف.
وكان أولمبيك مرسيليا رفض ضم نجم مانشستر سيتي الانجليزي لأول مرة عام 2010، عندما أجرى محرز، الذي كان يلعب في نادي كمبير الفرنسي الهاوي آنذاك، تجارب مع الفريق الرديف لأولمبيك مرسيليا وترك انطباعًا جيدًا لدى مدرب الفريق الأول، فرانك باسي، لكن المدير الرياضي، جوزيه أنيغو، فضّل عليه لاعبًا آخر، هو الجزائري بلال عمراني، الذي كان يصنف في خانة اللاعبين الواعدين خلال تلك الفترة.
وتكرر الرفض مرة أخرى عام 2014 عندما تم اقتراح اسم رياض محرز كان يلعب مع ليستر سيتي الإنجليزي في دوري الدرجة الأولى الانجليزي منذ 6 أشهر، على رئيس نادي أولمبيك مرسيليا، فانسون لابرون، لكن الأخير رفض التعويل على النجم الجزائري ورد على هذا الاقتراح بطريقة ساخرة، عندما قال: «من هو رياض محرز؟». وكانت قصة رفض إدارة أولمبيك مرسيليا لضم محرز في مناسبتين أثارت موجة استياء واسعة لدى جماهير النادي، خاصة أنه كُشِف عنها تزامنًا مع التألق التاريخي لقائد منتخب الجزائر مع ليستر سيتي عندما قاده إلى التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة في تاريخه عام 2016، فضلًا عن تتويجه بجائزة أفضل لاعب في «البريميرليغ» في نفس العام، وما تزال القصة تتكرر كلما فشل النادي الفرنسي في سوق التعاقدات. وقد اعترف محرز في تصريحات سابقة بعشقه للنادي الفرنسي في بداياته الكروية، وقال بهذا الخصوص: «عندما كنت صغيرًا كان أولمبيك مرسيليا فريقي المفضل. والدي كان مشجعًا للنادي ونقل ليّ هذا الشغف»، وأضاف «عندما كنت صغيرًا كان حلمي اللعب مع أولمبيك مرسيليا». لكن الدولي الجزائري صدم جماهير نادي الجنوب الفرنسي بعد ذلك، عندما كشف بأنه لا يفكر في الانتقال إلى النادي قبل نهاية مشواره الكروي، ورد على سؤالٍ بهذا الخصوص: «لا.. لا أفكر في ذلك على الإطلاق. أنا مرتاح في إنجلترا وأفكر في إنهاء مسيرتي هنا بمانشستر سيتي»، وشدد: «الانضمام إلى مرسيليا شيء لا أفكر فيه على الإطلاق».