الجزء الأخير
في الجزء الثالث والأخير من الحوار الحصري الذي أدلى به اللاعب سيد أحمد عواج ليومية «الروح الرياضية»، تطرق لاعب فريق الخلود السعودي إلى الحديث عن فريق القلب مولودية وهران أين عدد الأسباب التي جعلت القلعة الحمراء تعيش على وقع المهازل كل موسم.
كما عاد إلى مباراة الكاميرون والإقصاء ونظرته المستقبلية للمنتخب الوطني وعن بعض زملائه الحاليين في الخضر، وعن طموحاته في المستقبل وعن مكانة اللاعب الجزائري في البطولة السعودية وأمور أخرى شيقة ومثيرة تتابعونها في هذا الحوار.
في بداية مشوارك الكروي كان الجميع ينظر إليك من زاوية نجم قادم في سماء الكرة الجزائرية لكن وبكل صدق لم تحقق تلك التوقعات لماذا؟
ـ صراحة وكأي لاعب جزائري شاب، كانت لدي طموحات كبيرة للوصول إلى أبعد حد في ممارسة كرة القدم، وطبعا الطموح الأول كان متمثلا في اللعب ضمن صفوف المنتخب الوطني الأول ومن ثم خوض تجارب إحترافية بأوروبا، لكن وبكل أسف جزء كبير من تلك الطموحات والآمال تبدد وتلاشى فجأة ولأسباب عديدة ومتعددة أبرزها كما قلت سابقا حرماني من طرف رئيس مولودية يوسف جباري من الإحتراف في الدوري البلجيكي في مرحلة جد حساسة ومهمة في حياة أي لاعب كرة قدم، لأني لو احترفت في تلك المرحلة كان ذلك سينعكس إيجابا على تكويني وأكتسب المزيد من النضج التكتيكي وخبرات أخرى من خلال الإحتكاك بنجوم كرة القدم الذين تخرجوا من الدوري البلجيكي، لكن كل ما يمكن قوله هو قدر الله وما شاء فعل والحمد لله على كل حال.
هل فكرت في العودة للبطولة المحلية؟
ـ صراحة، حاليا لا أفكر في العودة للدوري المحلي، لدي تجربة حالية لا تزال متواصلة في الدوري السعودي ويربطني عقد مع نادي الخلود السعودي ينتهي شهر جوان من العام المقبل، فضلا عن هذا ليست لدي أي عروض من أندية الدوري المحلي وتركيزي منصب على نادي الحالي، كما أن كل الظروف هناك مواتية لممارسة كرة القدم، بعيدا عن مشاكل دورينا المحلي.
هل لديك طموح للعب مع المنتخبات الوطنية؟
ـ أكيد، منذ بدأت ممارسة كرة القدم ينتابني ذلك الطموح وتغمرني تلك الرغبة في ارتداء الألوان الوطنية، لأن الدفاع عن الراية الوطنية شرف وفخر لكل لاعب ولن أتخلى عن هذا الأمل ما دمت لم أعلق حذائي بعد، وسأواصل العمل والإجتهاد عل وعسى يأتي يوم يتحقق فيه ولو جزء بسيط وصغير من تلك الطموحات.
هل تتابع الأوضاع الحالية لناديك السابق مولودية وهران؟
ـ مولودية وهران، ناد بإسم وتاريخ كبير، لكن وضعه الحالي بكل صراحة يثير الشفقة وأنا باعتباري إبن للفريق ومناصر وفي ودائم له، أشعر بالحزن الشديد لما آلت إليه أوضاعه، الآن المولودية تحتاج إلى مسيرين أكفاء ورجال بمعنى الكلمة، مسرين من أبناء مجال كرة القدم وليس دخلاء، صراحة و«الله عيب كبير» فريق بحجم مولودية وهران وتاريخها يعلب كل موسم من أجل تفادي السقوط… المولودية فريق من المفروض أن ينافس كل موسم على إعتلاء البوديوم على أقل تقدير ولو أنه يستحق التتويج بالألقاب، ولكن بسبب المسيرين الذين لا يفقهون شيئا في كرة القدم تعيش القلعة الحمراء هذا الوضع المتردي الذي يثير فعلا الشفقة وللأسف «الله يهديهم» نفس المسيرين يتداولون على النادي منذ أن بدأت اللعب مع الأكابر وغادرت وعدت واحترفت في الخليج لكن هؤلاء المسيرين يرفضون ترك النادي ساخرين من أبناء النادي ومن الوسط الكروي الذين هم قادرون على إعادة أمجاد المولودية. حقيقة مشكل المولودية ليس في المواهب لأن المدرسة الكروية للحمري تعد منذ القدم مشتلة لتكوين واكتشاف المواهب الصاعدة وبإمكانها بناء فريق ينافس على الألقاب من خلال أبنائها وخريجيها فقط، لكن ذلك مرهون بتولي شركة وطنية مهام الإشراف على الفريق وتعيين أشخاص في المستوى لإنقاذ النادي وإعادته إلى مكانته الطبيعية وهي المنافسة على الألقاب مثل باقي الأندية التي استفادت من دعم الشركات الوطنية.
لنفرض أن أمور المولودية تحسنت ووصلك عرضا للعب في الحمري هل تعود؟
ـ طبعا سألبي العرض بكل فرح وسرور وأعود للعب مع مولودية وهران لأن فريق المولودية هو فريق القلب وسيبقى دائما في القلب وأمنيتي هي إنهاء مسيرتي في وهران كما بدأت.
ماهي طموحاتك بعد الاعتزال؟
ـ طموحي مستقبلا مرتبط دائما بكرة القدم في مجال التدريب طبعا وحاليا تحصلت على شهادة تدريب من الدرجة «سي» بعد خضوعي لتكوين هناك في السعودية وإن شاء الله سأواصل التكوين والتعلم للحصول على شهادات أخرى.
المنتخب الوطني عاش صدمة كبيرة بعد الإقصاء من المونديال تلتها انتقادات كثيرة ثم جاءت مرحلة إعادة البناء ، كيف عشت تلك الفترة؟
ـ صراحة، صدمة الإقصاء من المونديال لم يتوقعها أحد، كانت صدمة كبيرة لكن هذه كرة القدم، تارة بالفرحة تأتيك وتارة أخرى تبكيك، لكن يبقى الأهم في كل ذلك هو استقرار بيت المنتخب الوطني، والشيء الجميل وبعيدا عن خيبة الإقصاء هو بقاء المدرب جمال بلماضي على رأس العارضة الفنية للخضر وإن شاء الله يوفق في بناء منتخب جديد وفي حال فزنا بكأس إفريقيا فالمنتخب أكيد سيعود إلى سابق عهده ويسجل إنطلاقة جديدة على أسس متينة والمدرب حاليا بصدد متابعة اللاعبين ومن ثم إختيار الأنسب لحمل القميص الوطني.
كيف تنظر للوجوه الجديدة التي دعمت المنتخب؟
ـ هناك عدة لاعبين يستحقون التواجد في المنتخب الوطني وبإمكانهم تقديم الإضافة اللازمة للمنتخب، في صورة عمورة وغيره من اللاعبين الشبان وإن شاء الله تضاف إليهم أسماء أخرى وبمساعدة العناصر من ذوي الخبرة والتجربة سيعيد الكوتش بلماضي بناء المنتخب الوطني من جديد.
هل أنت مع الاستقرار في المنتخب؟
ـ بلماضي «يستاهل» البقاء والمواصلة على رأس كتيبة محاربي الصحراء لقد أتى بعناصر مهمة لعل أهمها فرض الانضباط داخل المجموعة وحب المنتخب والدفاع بشراسة عن الألوان الوطنية واللعب بالحرارة كما أن بلماضي جعل جميع الجزائريين يحبون منتخبهم ويتابعون أخباره الكبير منهم والصغير الرجال والنساء داخل الوطن وخارجه.
كيف تعلق عن عدم استدعاء بونجاح للمنتخب؟
ـ بغداد بونجاح لاعب كبير، مر بفترة فراغ وسيعود بقوة إلى مستواه وأي لاعب مهما كان إسمه ومستواه يمر بمثل هكذا فترات فراغ لكن مدتها تختلف من لاعب إلى آخر فأحيانا تطول وأحيانا تكون فترة قصيرة. بونجاح لاعب يملك مؤهلات العودة مجددا لمستواه وسيصنع أفراح الجزائريين في القريب العاجل ولا ينبغي أن ننسى ما قدمه للمنتخب، وأنصح بغداد بالتخلص من كل شيء سلبي في ذهنه ومضاعفة العمل للعودة مجددا إلى أحضان المنتخب وإسعاد الجزائريين بأهدافه الحاسمة كما فعل في نهائي أمم إفريقيا في مصر أماما منتخب السنغال.
كيف ترى إختيار بلايلي للبقاء مع نادي بريست؟
ـ يوسف بلايلي فعل الصواب حينما قرر المواصلة مع نادي بريست والبقاء في الدوري الفرنسي لأن هذا الدوري يبقى من ضمن أحسن خمسة دوريات في العالم بما يعج به من نجوم، كما أن الليغ 1 تبقى الأكثر تصديرا للاعبين نحو الدوريات الأوروبية الكبرى وعليه ستكون الفرصة أمام يوسف للتوهج والتألق أكثر فأكثر خاصة وأنه يحب اللعب والإستعراض أمام النجوم. وأتمنى له من كل قلبي كل التوفيق في الموسم الجديد، لأنه صديقي منذ كنا في الفئات الصغرى، يوسف إنسان طيب القلب ومتواضع وصفحة مفتوحة أمام الجميع، كما أنه معروف بروح المرح والمزاح البريئ بدون خلفيات أو إساءة للغير، هو هكذا يصنع أجواء مميزة للمتواجدين حوله وعندما يتحدث لا يقصد أبدا الإساءة للغير.
كيف ينظر السعوديون للاعب الجزائري؟
ـ حقيقة هناك احترام كبير وتقدير من السعوديين للاعب الجزائري وهم شعب يحبون الجزائريين ويكنون لهم كل التقدير والإحترام وصراحة لم نجد أي صعوبات في التأقلم هناك سواء داخل النوادي وحتى وسط المجتمع السعودي المضياف.
كلمة بخصوص الألعاب المتوسطية بوهران
ـ شرف كبير أن وهران احتضنت هذا الموعد الرياضي الكبير ونجحت في رفع التحدي بحسن التنظيم والحضور الجماهيري وقيمة المنشآت. وأكدت أنها قادرة على احتضان منافسات وتظاهرات رياضية من المستوى العالمي.
الآن نمر إلى أسئلة خفيفة وإجابات سريعة
ما هو فريقك المفضل محليا؟
بطبيعة الحال مولودية وهران.
وماذا عن فريقك المفضل عالميا؟
نادي برشلونة، فأنا من مشجعي النادي الكاتالوني.
من هو أحسن لاعب في رأيك في تاريخ الجزائر؟
من دون تردد بلومي لخضر
وأحسن لاعب جزائري حاليا
يوسف بلايلي طبعا.
أحسن لاعب في العالم حاليا
ليونيل ميسي
وأحسن لاعب في العالم تاريخيا
ليونيل ميسي.
أحسن مدرب في تاريخ الجزائر
جمال بلماضي.
كلمة أخيرة
ـ ليس لدي ما أقوله سوى كل الشكر لجريدة «الروح الرياضية» على حسن الضيافة متمنيا لها المزيد من النجاح.
حاوره: بوزيدي زوبير