سيكون مدرب منتخب الجزائر، فلاديمير بيتكوفيتش (60 عاماً)، تحت ضغط كبير، في مواجهة منتخب أوغندا، اليوم الاثنين، في استاد مانديلا الوطني في العاصمة كامبالا، ضمن الجولة الرابعة للمجموعة السابعة، من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، إذ إن الخطأ ممنوع على رفقاء عيسى ماندي في هذا اللقاء، بعد أن خسروا على ملعبهم في مباراة الجولة الثالثة أمام منتخب غينيا بهدفين لهدف، الخميس الماضي.
ورغم أن المنتخب الجزائري يحتل صدارة المجموعة السابعة برصيد ست نقاط، مناصفة مع منتخبات غينيا والموزمبيق وأوغندا، إلا أن أي تعثر في هذا اللقاء، قد يهدد مستقبل المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، الذي تعاقد معه الاتحاد الجزائري لكرة القدم في شهر مارس الماضي، بصفته «الرجل المنقذ»، بعد الخيبات المتتالية التي عاشها منتخب الخضر في عهد المدرب السابق جمال بلماضي.
سيناريو راييفاتس يعود للأذهان
وإن كانت حظوظ المنتخب الجزائري ستبقى قائمة في التأهل لكأس العالم 2026، حتى في حال الخسارة أمام أوغندا بكامبالا، إلا أن أي نتيجة سلبية ستفتح الباب على مصراعيه للحديث عن مستقبل المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، وإن كان ذلك سيعني مغادرته سريعاً، مثلما كان الحال مع المدرب السابق للخضر، الصربي ميلوفان راييفاتس، الذي أقيل في شهر أكتوبر 2016، بعد شهرين فقط من تعيينه، إثر التعادل (1-1) في الجولة الأولى من تصفيات مونديال 2018، على استاد مصطفى تشاكر، أمام منتخب الكاميرون. وأسالت إقالة راييفاتس من قبل رئيس اتحاد الكرة السابق محمد روراوة كثيراً من الحبر في الإعلام الجزائري، وما قيل في تلك الفترة، عن وجود مشكلة تواصل بين اللاعبين والمدرب الصربي، ما جعل هذا السيناريو يخيم على مستقبل فلاديمير بيتكوفيتش، بعد الخسارة أمام غينيا، رغم أن البوسني سيستمر بنسبة كبيرة مهما كانت النتيجة في كامبالا، وفقاً لمعلومات يملكها «العربي الجديد» من مصادره الخاصة.
إنطلاقة بيتكوفيتش على طريقة بلماضي
عطفاً على تشكيلة المنتخب الجزائري الذي يملك فرديات مميزة عديدة، رغم النتائج السلبية المحققة في الفترة الماضية، إلا أن منتخب الخضر يملك حظوظاً كبيرة في العودة بالنقاط كاملة من استاد مانديلا الوطني، ما يعني انطلاقة جديدة وبمعنويات مرتفعة وحالة ذهنية قوية، ستجعل المدرب بيتكوفيتش ولاعبيه يستعيدون توازنهم، ويفتح الباب أمام سلسلة من النتائج الإيجابية في اللقاءات القادمة. ويبقى هذا السيناريو، إن حدث، شبيهاً بذلك الذي عاشه منتخب الجزائر في عهد المدرب السابق جمال بلماضي، الذي تعرض مع الخضر لهزيمة في ثالث لقاء له، بالعاصمة كوتونو أمام منتخب بنين بهدف نظيف، ضمن تصفيات كأس أفريقيا 2019، لكن اللقاء الموالي، في العاصمة لومي أمام توغو عام 2018، شهد انطلاقة حقيقية للجزائريين بعد الانتصار بنتيجة (4-1)، وفي سلسلة شهدت 35 مباراة دون خسارة، وحملت معها تتويجاً قارياً في مصر، وهو سيناريو تتمنى الجماهير الجزائرية أن يتكرر مع المدرب بيتكوفيتش، انطلاقاً من كامبالا يوم الاثنين. من جانب آخر تبدو أرقام بيتكوفيتش مدرب منتخب الجزائر بشكل عام إيجابيةً في تصفيات بطولة كأس العالم، وذلك رغم تعرضه للهزيمة في أول مواجهة يشرف فيها على «الخضر» ضمن هذه التصفيات أمام غينيا. وسقط المنتخب الجزائري الخميس الماضي على أرضه وبين جماهيره، بنتيجة (1-2) ضد ضيفه الغيني في الجولة الثالثة عن المجموعة السابقة لتصفيات أفريقيا المؤهلة إلى مونديال 2026. وتجرع منتخب «الخضر» أول هزيمة له في التصفيات المونديالية بعد فوزه في الجولتين الأوليين ضد الصومال وموزمبيق، ليتجمد رصيده عن النقطة السادسة في صدارة مجموعته بفارق الأهداف عن غينيا وأوغندا وموزمبيق صاحبة 6 نقاط كذلك.
أرقام مشجعة للناخب في تصفيات كأس العالم
وبإجراء بحث عن أرقام بيتكوفيتش في تصفيات كأس العالم، نجد بأنه قاد المنتخبات التي دربها في 13 مباراة، حقق الفوز في 11 منها، بينما تعرّض للهزيمة مرتين اثنتين. وأشرف المدرب السويسري على منتخب بلاده سويسرا في 12 لقاءً ضمن تصفيات المونديال، فاز بـ 11 منها، وخسر مواجهة واحدة فقط ، وقاد «الدكتور» مثلما يلقب «الساعات السويسرية « في 10 مباريات تصفيات لكأس العالم 2018، وتفوق في 9 منها، وخسر واحدة فقط ضد البرتغال. وكانت أرقام بيتكوفيتش جيدة أيضا مع المنتخب السويسري في تصفيات مونديال 2022، إلا أنه قاده في مباراتين اثنتين فقط، فاز في كلتيهما؛ لكنه لم يكمل مشوار التصفيات مع منتخب بلاده بعد رحيله عن تدريبه بعد كأس أمم أوروبا 2020 والتي أوصله فيها إلى الدور ربع النهائي. وسجل المنتخب السويسري تحت قيادة بيتكوفيتش في تصفيات بطولة كأس العالم لسنختي 2018 و2022، 27 هدفا، بينما تلقى مرماه 8 أهداف فقط، وهي حصيلة إيجابية في التصفيات المونديالية داخل القارة الأوروبية. وخارج المنطقة الأوروبية، يملك بيتكوفيتش مباراة واحدة فقط ضمن تصفيات المونديال، وكانت مع المنتخب الجزائري، ولسوء حظ المدرب السويسري، فإنه تعرّض للهزيمة في أول ظهور رسمي مع «الخضر» بالخسارة ضد غينيا بملعب «نيسلون مانديلا». وحقق المدرب بيتكوفيتش انطلاقةً سيئةً مع منتخب «محاربي الصحراء» في تصفيات منطقة أفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026؛ ولكن أرقامه بشكل عام في هذه التصفيات قد تمنح الجماهير الجزائرية جرعة أمل قبل مواجهة أوغندا، بعد غد الإثنين، في الجولة الرابعة. ويحتاج المنتخب الجزائري إلى الفوز في ملعب أوغندا لمحو آثار الهزيمة ضد غينيا، ورفع رصيده من النقاط إلى 9 للبقاء في صدارة مجموعته السابعة، وتفادي الدخول في حسابات أشد تعقيدًا من أجل التأهل إذا ما حقق نتيجة سلبية في العاصمة الأوغندية كامبالا. للتذكير فإن أرقام بيتكوفيتش مع منتخب الجزائر، هي الفوز ضد بوليفيا وديًا بنتيجة (3-2)، ثم التعادل وديًا أمام جنوب أفريقيا بنتيجة (3-3)، والخسارة في أول مباراة رسمية ضد غينيا (1-2)، وذلك في انتظار ما ستسفر عنه نتيجة «الخضر» ومضيفه الأوغندي، بعد غد الإثنين، في الجولة الرابعة من تصفيات كأس العالم 2026 المقرر إقامتها في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.