عاد الدولي الجزائري، إسماعيل بن ناصر إلى تدريبات نادي ميلان الإيطالي بمعنويات وروح عاليتين، لا تعكس الشكوك التي صاحبت مستقبله مع النادي اللومباردي وفق ما تناقلته وسائل الإعلام الإيطالية بشكل مفرط خلال الأسابيع الماضية، عطفًا على التغييرات الإدارية والفنية التي طالت نادي ميلان.
ومرّ بن ناصر (26 عامًا) بموسم صعب مع نادي ميلان خلال الموسم المنقضي بسبب مخلفات إصابته الخطيرة في الركبة التي تعرض لها شهر ماي من عام 2023، ما اضطره للابتعاد عن الملاعب خلال النصف الأول من موسم 2023-24، وكانت عودته خجولة في النصف الثاني قبل أن يستعيد توّهجه في الأمتار الأخيرة من الدوري الإيطالي. واكتفى نجم منتخب الجزائر بالمشاركة في 25 مباراة بمختلف المسابقات مع الروسونيري الموسم الماضي، مع تسجيله لتراجع واضح في مستوياته الفنية مقارنة بما قدمه مع النادي الإيطالي منذ انضمامه إليه صيف عام 2019، ولو أن المحللين تفهموا ذلك لارتباطه بإصابته الخطيرة.
ضغوط على بن ناصر بسبب السعودية والجزائري يُريد البقاء
وكانت بعض الأطراف داخل إدارة نادي ميلان قد مارست ضغوطًا كبيرة على الدولي الجزائري بن ناصر، من أجل دفعه للرحيل عن النادي هذا الصيف والانتقال إلى الدوري السعودي، في صفقة وصفتها تلك الأطراف بالمغرية للنادي واللاعب معًا، من منطلق أن ميلان سيستفيد ماليًا وبن ناصر سيرتاح باللعب في بلد قريب من ثقافته وتربيته الإسلامية. بالمقابل أشارت مصادر أخرى إلى أن لاعب منتخب الجزائر غير متحمس للانتقال إلى السعودية حاليًا، ويفضل الاستمرار مع نادي ميلان من أجل الرد على منتقديه، والتأكيد على أنّه لا يزال قادرًا على اللعب في المستوى العالي، وبأنّه تجاوز مخلفات إصابته الخطيرة، وهو أيضًا رأي بعض المحللين المؤيدين لفكرة استمرار بن ناصر مع ميلان. ويرى هؤلاء بأن التفريط في إسماعيل بن ناصر لن يكون في صالح ميلان فنيًا، فبغض النظر عن إمكانية تحقيقه لمكسب مالي ضخم من تحويل اللاعب الجزائري إلى أحد أندية الدوري السعودي، فإنّه سيخسر، حسب هؤلاء، ورقة مهمة في حساباته الفنية، بالنظر لتوقعات استعادة النجم الجزائري لمستوياته المعروفة. وشهد اليوم الأول من تدريبات نادي ميلان في افتتاح تحضيراته الموسمية مساء أول أمس الاثنين حضورًا مميزًا للنجم إسماعيل بن ناصر الذي بدا متحمسًا للعودة إلى التدريبات وكان الأكثر تألقًا ورغبة في إثبات قدراته خلال أول حصة تدريبية تحت إشراف المدرب الجديد، البرتغالي باولو فونسيكا، وحرصت وسائل الإعلام الإيطالية على إبراز العلاقة بين الرجلين بصورة معبرة. وظهر بن ناصر في صورة تجمعه مع فونسيكا وسط حديث بين الرجلين بخصوص بعض الأفكار التكتيكية، حسب ما أكدته تقارير إعلامية، في مؤشر واضح حول تغيّر مصير اللاعب الجزائري، حيث قال موقع «ميلان لايف»، في تقرير له بهذا الخصوص: «كانت بضع دقائق من التدريب مع باولو فونسيكا كافية لفهم أن اتجاه الرياح في ميلانو قد تغير». وزاد: «أراد المدرب البرتغالي على الفور العمل مع الكرة في ميلانيلو، كان من المثير للاهتمام للغاية قبل كل شيء، رؤية باولو فونسيكا وهو يتحدث مع إسماعيل بن ناصر»، وأضاف: «بدا الجزائري عازمًا ومتطلعًا لتعويض الوقت الضائع العام الماضي، حيث لم يتألق بسبب الإصابة الخطيرة، التي أبعدته عن الملاعب لعدة أشهر»، وأردف: «هذه مجرد انطباعات بالطبع، لكن بن ناصر بدا من بين اللاعبين الأكثر لياقة والأكثر حرصًا على تأكيد جاهزيته». وتابع المصدر نفسه: «حتمًا سيكون لاعب إمبولي السابق في قلب خطط باولو فونسيكا، خاصة في بداية الموسم الجديد»، وأوضح: «مشاركة تيجاني ريندرز في اليورو مع هولندا ستعني غيابه عن افتتاح الموسم المقبل، وبالتالي سيتم تسليم مفاتيح خط الوسط إلى اللاعب الجزائري، واليوم فهمنا ذلك على الفور من خلال اهتمام فونسيكا به»، وختم: «ربما تم بيع إسماعيل بن ناصر في وقت مبكر جدًا من قبل وسائل الإعلام والمشجعين».