واصل رياض محرز، نجم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأهلي السعودي، تألقه اللافت في دوري أبطال آسيا للنخبة بعد أدائه المميز خلال مباراة فريقه أمام نادي الوصل الإماراتي التي أقيمت على ملعب زعبيل. وفي بداية المباراة، أظهر محرز براعته المعتادة عندما سجل هدفًا رائعًا بعد مرور ثلاث دقائق فقط من انطلاق اللقاء، حيث تلقى تمريرة طولية دقيقة من المدافع روجيرو إيبانيز واستقبلها بشكل مثالي داخل منطقة الجزاء، ليضعها بيسراه في شباك أصحاب الأرض. ولم يتوقف دور محرز عند تسجيل الهدف، بل قدم تمريرة حاسمة رائعة لإيبانيز في الدقيقة 38، حيث أظهر انسجامًا ممتازًا مع زملائه في الفريق. وبهذا المستوى، ساهم محرز في فوز فريقه الأهلي السعودي بهدفين نظيفين. ويعكس هذا الأداء الاستثنائي تطور مستوى محرز، من خلال تسجيل هدفه الأول وصناعة هدفين في مباراتين فقط في دوري أبطال آسيا للنخبة. لقد انضم اللاعب الجزائري إلى الأهلي في الميركاتو الصيفي 2023 قادمًا من مانشستر سيتي، ومنذ ذلك الحين أصبح أحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة الفريق. يسعى النادي الأهلي لاستعادة توازنه في ظل سلسلة من النتائج غير المرضية مؤخرًا، حيث ودع الفريق كأس خادم الحرمين الشريفين بعد هزيمته أمام الجندل، بالإضافة إلى الهزيمة الأخيرة التي تلقاها أمام القادسية في دوري روشن للمحترفين. وبعث رياض محرز برسالة أمل إلى جماهير الفريق لإعادته إلى سكة الانتصارات، والبروز في منافسة دوري أبطال آسيا للنخبة، خاصة بعد تحقيقه لأرقام مميّزة منذ انضمامه، بما في ذلك تسجيله 13 هدفًا وتقديم 17 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات. من جانب آخر أكد مصدر عليم أن المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، متردد في توجيه الدعوة للنجم رياض محرز لاعب الأهلي السعودي، للانضمام إلى القائمة النهائية لمواجهتي توغو بتصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، بعد أن كان قد غاب عن معسكري منتخب الجزائر في مارس وجوان الماضيين قبل أن يعود خلال المعسكر الأخير في شهر سبتمبر. وغاب رياض محرز (33 عامًا) عن أول معسكرين لمنتخب الجزائر مع بيتكوفيتش شهر مارس وجوان، ما خلف جدلًا ولغطًا كبيرين في الجزائر بعيدًا عن الأسباب الحقيقية لغياب نجم مانشستر سيتي السابق، وهو ما قسّم الجماهير الجزائرية بخصوص استحقاق محرز لمكانته مع «محاربي الصحراء» من عدمها. واضطر بيتكوفيتش لإنهاء مشكلة محرز بالسفر إلى السعودية وعقد اجتماع مع نجم الأهلي، سُمِّي لدى الجماهير بـ«صلح جدة»، حيث قرر الرجلان فتح صفحة جديدة وسط تأكيد المدرب السويسري حاجته للقائد التاريخي لـ«محاربي الصحراء». وبالفعل شارك رياض محرز خلال مباراة غينيا الاستوائية (2-0) في تصفيات «كان 2025»، لكن أداءه لم يكن في المستوى فضلًا عن إهداره ركلة جزاء، قبل أن يغيب عن سفرية مونروفيا ومواجهة ليبيريا بداعي الإصابة. وغذّى الغياب المفاجئ لمحرز عن لقاء ليبيريا بسبب إصابة في الركبة الكثير من الشائعات وسط الجماهير الجزائرية، وأثار شكوكها بخصوص ادعائه للإصابة للتخلف عن سفرية مونروفيا المرهقة، بدليل أنّه شارك بعدها مع فريقه الأهلي بالدوري السعودي. وبررت مصادرنا تردد مدرب لاتسيو الأسبق في توجيه الدعوة إلى رياض محرز لأسباب وجيهة، برأي الكثير من المتابعين، ومنها تراجع مستوياته في الفترة الأخيرة مع الأهلي السعودي، ما عرّضه لانتقادات قاسية جدّا، جوهرها أداؤه المتراجع ووزنه الزائد، الذي بات محل سخرية متصاعدة وسط جماهير كرة القدم السعودية. ويرى الكثير من المتابعين بأن جاهزية نجم الأهلي السعودي البدنية بعيدة عن المستوى المعروف عنه، بدليل أن أداءه خلال لقاء غينيا الاستوائية لم يرق إلى تطلعات حتى المدافعين عنه والمطالبين بعودته لصفوف المنتخب الجزائري، في وقت يتألق فيه بعض المنافسين له في مركزه بشكل لافت، في صورة بلومي وبوعناني. وتؤكد ذات المصادر أيضًا أن محرز يعاني من مخلفات المرض؛ إذ عانى من أزمة زكام حادة، تطورت إلى التهاب حاد في الشعب الهوائية، وهو ما أثر في مستوياته باعتراف شخصي من نجم الأهلي السعودي، تبعًا لتدوينات نشرها على حساباته. ولا يسمح هذا النوع من الأمراض للاعبين بالظهور بأدائهم المعهود، لأنّه يؤثر بشكل مباشر على حالتهم البدنية ويصيبهم بالإرهاق ويعيق عملية التعافي السريع، وهي كلها عوامل ترجح كفة عدم استدعاء محرز لمباراتي توغو. وكانت مباراة منتخب الجزائر ضد ليبيريا في مونروفيا أعطت لبيتكوفيتش والجماهير الجزائرية الفرصة لتقييم أداء المنتخب الجزائري دون رياض محرز، حيث قدم زملاء أمين غويري مباراة كبيرة وبأسماء وخطة جديدة، دفعت الكثير من المتابعين إلى الدعوة للاستمرار على ذلك النهج. ويُجمع متابعون على أن المنتخب الجزائري يصبح أسرع وأكثر فعالية دون رياض محرز (نسخة الأهلي السعودي)، كما يتوفر على حلول جديدة ويتخلص من «لعنة الكتاب المفتوح» لدى المنافسين، وهو ما كلف «الخضر» الكثير في الفترة الماضية.
