حقّق المنتخب الوطني انتصارا كبيرا سهرة أول أمس أمام نظيره الطوغولي، بخماسية كاملة مقابل هدف واحد، في إطار تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2025، حيث وصل أشبال بيتكوفيتش إلى النقطة التاسعة، وأحكموا بذلك قبضتهم على الصدارة، وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من ضمان التأهل، في حال نجحوا في تحقيق نتيجة إيجابية خلال المواجهة المقبلة بالعاصمة الطوغولية لومي.
نجح الخضر في تحقيق انتصار بالنتيجة والأداء، على حساب منتخب الطوغو بخمسة أهداف مقابل هدف، وهو الانتصار الذي واصل بفضله المنتخب حفاظه على صدارة المجموعة، بفارق مريح عن أقرب الملاحقين، وهو ما يجعله على أعتاب التأهل إلى النسخة المقبلة من «الكان»، في حال نجح في العودة بنتيجة إيجابية من العاصمة لومي. التشكيلة التي اختارها بيتكوفيتش للمباراة كانت مشابهة إلى حد كبير لتلك التي بدأ بها المنتخب الوطني مواجهة غينيا الإستوائية، ما عدا تغيير حارس المرمى من خلال منح الفرصة لقندوز الذي خلف ماندريا الغائب لأسباب عائلية، الأمر نفسه انطبق على زرقان الذي خلف بن ناصر المصاب، فيما كانت بقية التشكيلة هي نفسها التي بدأ بها المنتخب مواجهة غينيا الإستوائية. عرفت مواجهة الطوغو تألق بعض اللاعبين الذين كسبوا نقاطا إضافية، عكس البعض الآخر الذي كان ظلا لنفسه، ويتطلب الأمر منه مراجعة نفسه خلال الفترة المقبلة، بما أن المنافسة كبيرة ومن يخفق في البروز ومنح الإضافة، سيكون مكانه دكة البدلاء. الحارس قندوز وبعد بداية محتشمة في الشوط الأول، بما أنه يتحمل جزءا من المسؤولية في الهدف الذي سجل عليه، إلا أنه نجح في الشوط الثاني حيث صد أكثر من كرة خطيرة، وكان سدا منيعا أمام الهجمات الطوغولية، وهو الأمر الذي سيجعله لا محالة يدخل دائرة تفكير بيتكوفيتش بقوة. نجح هشام بوداوي في منح الإضافة اللازمة، حيث منح التوازن الذي كان ينقص المنتخب الوطني خلال الشوط الأول، ودفع بالمنتخب إلى الأمام حيث ظهر أكثر حيوية من زرقان، الذي خيب الظن خلال الشوط الأول، وهو ما دفع بالمدرب بيتكوفيتش إلى تغييره ما بين شوطي المباراة. غويري هو الآخر أكد علو كعبه وأنه لاعب مهم في المنتخب، ومكانته في التشكيلة الأساسية لا غبار عليها، بدليل أنه نجح في التسجيل للمباراة الثالثة على التوالي، بعد أن وصل الى شباك غينيا الإستوائية وليبيريا ثم الطوغو، وهو ما يبرهن أنه يمر بحالة مميزة، ومن الضروري المراهنة عليه خلال الفترة المقبلة. من جهته لم يفوّت عمورة فرصة المشاركة من أجل التأكيد، على أنه يستحق مكانة أفضل من التي يتواجد عليها الآن، حيث نجح في التسجيل وكان سُمًا قاتلاً في دفاع منتخب الطوغو، بعد أن دخل خلال الشوط الثاني من المباراة، وبصم على هدف مميّز جاء بعد لقطة فنية وتكتيكية في المستوى. مواجهة طوغو كانت فرصة للبعض من أجل التأكيد، إلا أنها أكدت أن البعض الآخر خسر الرهان. بن رحمة كان من العناصر التي تألقت وواصل التألق عكس محرز، الذي كان ظلا لنفسه خلال المباراة بدليل أنه صنع أول فرصة له كانت في د 44، أي قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة وظهر في أكثر من كرة متأخرا. محرز فشل في ترك بصمته خلال المواجهة والأكثر من هذا ضيع أكثر من كرة، وحتى تمريراته كانت معظمها خاطئة.
رامز زروقي هو الآخر لم يقدم مباراة كبيرة، وفشل في استخلاص الكرة بطريقة جيدة، حيث كان متأخرا عن منطقة الضغط، وهو ما كان يمنح المنافس الفرصة من أجل المناورة والتقدم، وهو ما كان يجعل لاعبي الخط الدفاعي للمنتخب الوطني، يجدون أنفسهم في أكثر من مرة وجها لوجه أمام لاعبي الخط الأمامي لمنتخب طوغو. اختراق وسط ميدان المنتخب كان أمرا يسيرا بالنسبة للاعبي الطوغو، ويبدو أن «الخضر» لم يجدوا لحد الآن خليفة قديورة وفغولي، اللذان كانا يقومان بعمل كبير في مجال الضغط العكسي، من أجل استخلاص الكرة في منطقة المنافس، وهو ما كان يسهل كثيرا من مهمة الدفاع. الأكيد أن مواجهة طوغو منحت المدرب فكرة جيدة، عن إمكانات اللاعبين القادرين على منح الإضافة خلال الفترة المقبلة.