إستعرضت البطلة الأولمبية الجزائرية، الملاكمة ايمان خليف حاملة ذهبية العاب باريس 2024 صبيحة يوم أمس الأحد بالجزائر مشوارها الرياضي الملهم و المليء بالمثابرة والتفاني والتضحيات، كاشفة بالمناسبة عن آفاقها وطموحاتها في المواعيد التنافسية المقبلة.
وفي لقاء مع الصحافة حضره مدربيها الكوبي بيدرو دياز والجزائري محمد شعو، نشطته بمقر اللجنة الأولمبية الجزائرية، وحمل عنوان « قصة نجاح»، توقفت صاحبة الميدالية الذهبية الاولمبية (باريس 2024) مطولا عند اللحظات التاريخية الكبيرة التي عاشتها بعد تحقيقها للتتويج الأولمبي. وبثقة كبيرة في النفس، فضلت البطلة الجزائرية – التي حققت التتويج الاولمبي المستحق بكل جدارة واستحقاق رغم حملة التشويش الكبيرة المشككة في أحقيتها بالمشاركة في المنافسة الاولمبية–، الترفع عن الخوض في موضوع حملة «تشويه السمعة» المسعورة التي تعرضت لها، واختارت بالمقابل التركيز على الحديث عن آفاقها والأهداف التي تطمح لتحقيقها في المواعيد التنافسية المقبلة. وقالت ايمان خليف بلهجة متأثرة : « كما يعلم الجميع، لقد تأثرت كثيرا بالاتهامات والمزاعم التي طالت شخصي، ما دفعني لرفع دعوة قضائية أمام المحكمة المختصة بباريس ضد مجهول بسبب التحرش المعنوي الذي طالني». وفضلت ابنة مدينة تيارت (25 سنة)، تخصيص لقائها الصحفي للحديث عن مشوارها الرياضي كملاكمة، والذي تجاوزت فيه الكثير من الصعوبات والعراقيل لتتمكن في الأخير من بلوغ هدفها الاسمي المتمثل في التتويج باللقب الاولمبي. وأضافت حاملة لواء الملاكمة النسوية الجزائرية،– التي أشادت كثيرا بالمساندة الدائمة التي لاقتها من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أن « المهم بالنسبة لي اليوم، هو أنني أصبحت قدوة لكثير من الشباب الجزائري الذي وجد في شخصي مثالا حقيقيا للتحدي والصبر من اجل بلوغ الأهداف المسطرة». وحرصت ايمان خليف، سفيرة اليونيسيف وبطلة حقوق الأطفال بالجزائر، « على ضرورة توفير تكفل أحسن بالرياضة النسوية الجزائرية خاصة منهن الملاكمات اللائي فضلن ولوج اختصاص كان لوقت قريب حكر على الذكور فقط «، موضحة: «لقد تغيرت الأمور كثيرا اليوم مقارنة بما وجدته عند التحاقي بعالم الفن النبيل عام 2016». وبكثير من الإصرار و العزم و الطموح، أكدت ايمان أن مغامرتها لن تتوقف عند هذا الحد وان طموحها كبر مع السنوات وتنوي خوض منازلات في عالم الاحتراف ولما لا التفكير في إنشاء أكاديميات خاصة برياضة الملاكمة. وحول هذه النقطة، صرحت خليف قائلة: « اعتزم المشاركة في منازلات في عالم الاحتراف، دون التخلي طبعا عن المنافسات المنظمة من قبل الهيئة العالمية الجديدة المسيرة للملاكمة العالمية (الاتحاد العالمي للملاكمة). ويبقى طموحي الأكبر، المساهمة في تطوير الملاكمة الجزائرية من خلال إنشاء أكاديميات في الاختصاص». من جهته، أشاد المدرب الكوبي بيدو دياز، بالإرادة الكبيرة التي تحذو ايمان خليف في ترقية الملاكمة الجزائرية وتشجيع الراغبين في ممارستها والإقبال عليها دون تردد او خوف. وقال التقني الكوبي الذي يحمل في تاريخه سجلا ثريا مزينا بـ 22 لقب اولمبي: «أنا سعيد جدا بمساهمتي في تحقيق هذا التتويج الاولمبي للجزائر مع ملاكمة موهوبة وشجاعة تمكنت من تجاوز كل الصعاب والعراقيل و نجحت في الأخير في تحقيق هدف راودها منذ الطفولة». ومعلوم، أن ايمان خليف كانت قد ولجت عالم الملاكمة سنة 2016، حيث شاركت بعد هذا التاريخ بسنتين (2018) في بطولة العالم النسوية التي أقصيت فيها في الدور الأول، وعرفت نفس المشوار في مونديال سنة 2019، قبل أن تتوج كنائبة بطلة العالم في دورة اسطنبول (تركيا) سنة 2022. وفي أوت الماضي، أعرب المروج البريطاني إيدي هيرن، رغبته في التعاقد مع البطلة الجزائرية إيمان خليف، البالغة من العمر 25 عاماً. جاءت تصريحات هيرن عبر إذاعة آر. آم. سي الفرنسية، حيث أشاد بأداء الملاكمة الجزائرية، مشيراً إلى أنها تألقت في العديد من النزالات رغم بعض الخسائر. وأكد هيرن أنه مستعد لتوقيع العقد مع خليف إذا رغبت في ذلك، معتبراً أنها تمتلك موهبة كبيرة وإمكانات تسويقية حقيقية. وأشار إلى أنه لا يوجد أي سبب يمنعها من المنافسة في فئة السيدات. وأبدى المروج البريطاني استياءه من المعاملة غير العادلة التي تعرضت لها خليف، بعدما شكك البعض في أنوثتها ووصفها بـ«رجل متحول جنسياً». وأكد أن تلك المضايقات الإلكترونية كانت غير مبررة إطلاقاً. كما لفت هيرن إلى الزيادة الكبيرة في عدد متابعي خليف على إنستغرام، حيث ارتفع من 30 ألفاً إلى 2.1 مليون مشترك بعد الحملة الشرسة التي استهدفتها. يُذكر أن هيرن، البالغ من العمر 45 عاماً، يمتلك واحدة من كبرى الشركات لاكتشاف الملاكمين عبر العالم، وقد تعاقد مع أسماء بارزة مثل أنتوني جوشوا وكاتي تايلور.