اقترب منتخب الجزائر من حسم تأهله مبكرًا إلى النسخة المقبلة من كأس أمم أفريقيا 2025، بعد تسجيله الفوز الثالث على التوالي في التصفيات القارية أمام منتخب طوغو، لحساب الجولة الثالثة على ملعب 19 مايو بمحافظة عنابة، قبل اصطدامه مرة أخرى بالمنتخب ذاته، الإثنين المقبل، بالعاصمة لومي في لقاء الجولة الرابعة. وقدّم أشبال فلاديمير بيتكوفيتش كالعادة وجهين مختلفين، واحدٌ متواضع خلال الشوط الأول من المباراة، والآخر قوّي ومميز في الثاني، استمرارًا لما يقدمه زملاء رامي بن سبعيني منذ قدوم المدرب السويسري، بدليل الفوز الكبير بخماسية لهدف. ويرى المختصون أم الفريق الوطني نجح من خلال فوزه الكبير على نظيره الطوغولي من تحقيق ستة مكاسب في انتظار ضبط العديد من النقائص وتصحيح الأخطاء المسجلة في الأداء، ومراجعة بعض الخيارات الفنية خلال الفترة المقبلة.
الجزائر تُؤكد الصدارة وتقترب من حسم تأهلها
وأكد منتخب «الخضر» تفوقه الواضح على منتخبات المجموعة الخامسة في تصفيات «الكان»، التي تضم منتخبات طوغو وغينيا الاستوائية وليبيريا، من خلال تسجيله الفوز الثالث على التوالي (5-1)، حيث سجل زملاء عوار 10 أهداف في 3 مباريات، وتلقوا هدفًا واحدًا فقط. وتتصدر الجزائر المجموعة الخامسة برصيد 9 نقاط وبفارق 7 نقاط عن الوصيف طوغو، في انتظار نتيجة مباراة غينيا الاستوائية وليبيريا، اليوم الجمعة، لحساب المرحلة الثالثة، وحتى في حال فوز أحد المنتخبين بهذه المباراة فسيظل متقدمًا بخمس نقاط، ما يعني حاجته للفوز أو التعادل، الإثنين المقبل، أمام طوغو لتأمين التأهل المبكر.
الغزارة التهديفية في الأشواط الثانية
ولا تقتصر الأرقام الإيجابية لمنتخب الجزائر في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 على الانتصارات فقط، بل تعدتها إلى الأهداف المسجلة والفعالية الهجومية المميزة، والتي ارتبطت بالمدرب فلاديمير بيتكوفيتش بصفة رئيسية، من خلال ما يعرف بـ«شوط المدربين». وفي المجمل، سجل منتخب الجزائر 19 هدفًا في 7 مباريات كاملة منذ تولي بيتكوفيتش المقاليد الفنية (منها 3 مباريات في تصفيات الكان)، لكن المميز أنّ 14 هدفًا كاملًا تمّ تسجيله في الأشواط الثانية، ما يبرز ردة الفعل المميزة لـ«محاربي الصحراء» في الشوط الثاني كل مرة، وبالتحديد سجّل خط الهجوم 10 أهداف في تصفيات «كان 2025» لحد الآن.
تحرّر سعيد بن رحمة وتحوله إلى ورقة رابحة
بات اللاعب سعيد بن رحمة، نجم نادي أولمبيك ليون الفرنسي، ورقة رابحة في حسابات فلاديمير بيتكوفيتش، في تغيير واضح لمصير اللاعب ومكانته في المنتخب، فبعد أن كان لاعبًا غير مرغوب فيه وغير حاسم خلال عهدة جمال بلماضي، أصبح ورقة مهمة وفاعلة مع بيتكوفيتش. ونجح بن رحمة في تسجيل ثلاثة أهداف خلال ست مباريات فقط تحت قيادة المدرب السويسري، في وقت كان سجّل هدفًا واحدًا فقط خلال 25 مباراة سابقة، ما يبرز تحرر نجم وست هام السابق مع بيتكوفيتش، وحصوله على الثقة التي بحث عنها لسنوات عديدة في المنتخب الجزائري ولم يجدها في عهد المدرب السابق.
وجود البدائل الجاهزة وتعدد الخيارات
أثبتت العودة القوية لمنتخب الجزائر في الشوط الثاني توفر الخيارات الفنية والبدائل الجاهزة والمميزة، والتي أسهمت في قلب نتيجة المباراة وتأكيد تفوق «محاربي الصحراء»، خاصة بالنسبة للاعبين مثل أمين غويري ومحمد الأمين عمورة ومحمد فارسي، وحتى الواعد إبراهيم مازا الذي أثبت علو كعبه، من دون الحديث عن الأسماء الأخرى مثل بوداوي وبوعناني وغيرهما. واطمأنت الجماهير الجزائرية بعد لقاء طوغو أنّ الخلف موجود، بل إن العديد من الأسماء البديلة تستحق أن تكون بصفة أساسية في حسابات بيتكوفيتش، والذي يرى الكثير من المتابعين بأنه لن يتأخر في إجراء بعض التغييرات في الفترة المقبلة، التي قد تشهد تراجع أداء بعض اللاعبين الأساسيين.
فعالية خطة الطوارئ
كما جنى المنتخب الجزائري فائدة أخرى عند انتصاره الساحق على طوغو، حيث أكد هذا اللقاء امتلاك المدرب فلاديمير بيتكوفيتش خطة تكتيكية بديلة، تسمح له باستعادة لاعبيه توازنهم خلال أطوار المباريات، فزملاء عيسى ماندي وجدوا صعوبة كبيرة في المرحلة الأولى عند الاعتماد على الرسم التكتيكي (4/3/3)، لكن أغلب الأسماء تحررت بعد أن قرر المدرب السابق للمنتخب السويسري التحول إلى الخطة (3/4/3)، وهو نهج تكتيكي أكد أنه فعال كذلك في اللقاء الماضي ضد ليبيريا، وعبرها تمكن الخضر من التفوق هجومياً وسد الثغرات الدفاعية.
بيتكوفيتش يرد على المنتقدين
سمح الفوز أمام منتخب طوغو للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش كذلك بالرد على الذين انتقدوا كثيراً خياراته لهذا المعسكر، خاصة بعد إصراره على بعض الأسماء التي تراجع مستواها، مثل عيسى ماندي والقائد رياض محرز وسعيد بن رحمة، واستبعاده فارس شايبي ويوسف بلايلي، لكن هذا الانتصار جعل المدرب البوسني يؤكد أنه قادر على الانتصار، وبنتائج عريضة بمختلف الأدوات المتوفرة لديه، بانتظار تأكيد ذلك خلال لقاء الإياب الذي سيجمع المنتخبين يوم الاثنين القادم في مدينة كيغي الطوغولية.