الجزء الثاني
بعدما تحدث ضيفا جريدة «الروح الرياضية» في أول عدد من حوارها الحصري عن بدايتهما مع الصحافة وصولا إلى أن جمعهما عمل مشترك خاص بهما تطرق الإعلاميان عمر وزهير بودي في ثاني جزء من الحوار الذي خصّا به يومية الروح الرياضية إلى عالم الصحافة الرياضية وماهية رسائلها وما هو دور الصحفي في ظل العولمة وسرعة نقل المعلومة تزامنا مع الانتشار والاستعمال الرهيب لوسائط التواصل الاجتماعي ومدى تأثيرها أو مساهمتها في إيصال رسالة الصحفي إلى الحديث عن ماذا منح لهما الإعلام كشخصين أو فردين من المجتمع.
هل تعتقدان أن الإعلام الرياضي الحالي يؤدي رسالته على أكمل وجه أو بالأحرى بالشكل المناسب
زهير بودي: في حقيقة الأمر بات الآن تواجد العديد من وسائل الإعلام سواء المكتوبة أو المرئية وحتى الصحافة الإلكترونية المختصة في المجال الرياضي والتي اقتحمت الساحة الإعلامية مؤخرا وحسب رأيي أنا أعتقد أنها تقوم بعمل جيد في الوقت الراهن حيث أن تقريرها وتغطيتها الإعلامية أراها مميزة لكن هنا أود الإشارة إلى نقطة لاحظتها في الآونة الأخيرة أن هناك العديد من الصحفيين الشباب يملكون موهبة فذة سواء في مجال الكتابة أو الإعلام المرئي والمسموع وخاصة في التلفزيون العمومي لاحظت بزوغ عناصر شابة تملك من المستوى ما يؤهلها للعمل في أكبر المنابر الإعلامية ولكن هي بحاجة للفرصة.
زهير بودي: «نملك في الساحة الإعلامية مواهب صحفية شابة تحتاج الفرصة فقط»
عمر بودي: من وجهة نظري أنه وللأسف لا توجد وسائل إعلام عديدة مختصة في المجال الرياضي خاصة الإعلام المرئي، ولا يخفى عليكم أن الإعلام الرياضي مهم في جميع دول العالم أين نلاحظ امتلاكها لقنوات سواء كانت عمومية أو حتى خاصة مهتمة بالشأن الرياضي فقط، لكن في الجزائر لم نواكب حتى الآن ركب هذه الدول ونقف فقط على بعض المجهودات من هنا وهــناك لـــدى بعض القنوات أو المواقع الالكترونــية لكن أن نقول قد وصلنا لإعلام رياضي محترف بأتم معــنى الكـــلمة فأقول لا وما زلنا بعيدين عنه تنقصنا بعض الأشواط لدخول عالم صحفي رياضي محترف لكن في المقابل نملك العامل البشري وهو العامل المهم بوجود صحفيين شباب ذوي مســـتوى جيد في الصحافة الرياضية تحتاج فقط لمنحــــها الفرصة لتفـــجير طاقاتها ومواهبها.
عمر بودي: «الصحفي المحترف هو من يعرف كيف يوظف مصادره لكسب ثقة القارئ أو المشاهد»
هل أثرت أو ساهمت وسائط التواصل الاجتماعي في الإعلام الرياضي من حيث مصداقيته؟
زهير بودي: لا يخفى على أحد أنه اليوم وسائط التواصل الاجتماعي أو كما أقول أنا عالم السرعة أصبحت تؤثر على مصداقية الإعلام من الجانبين الإيجابي والسلبي في آن واحد فالفرق يكمن في توظيف الصحفي للمعلومات وكيفية استغلالها وقراءتها والتي يستقيها من وسائط التواصل الاجتماعي حيث قد ينشر البعض لمعلومات مغلوطة أو صحيحة لكن الإعلامي المحنك والمحترف هو من يستعين بمصادره الموثوقة والمؤكدة للتأكد من الخبر قبل نشره ما يجعله يكسب ثقة القراء ومتابعيه ورواد وسائط التواصل الاجتماعي.
عمر بودي: هنا أنا أرى أن اكتساح مواقع التواصل الاجتماعي للمشهد الإعلامي هو أمر آخر ويمكن وصفه بصحافة المواطنة لكن لا يمكن أين يؤثر على مصداقية الإعلامي لكن دعني أقول لكم أنكم طرحتم علينا سؤالا مهما للغاية وفي الصميم فعلى الصحفي الرياضي اليوم أن لا يأخذ فقط المعلومات من مواقع أو وسائط التواصل الاجتماعي وأن لا يجعلها مصدر له لكن يجب أن يجعلها وسيلة لاستقاء الخبر وعليه أن يوظف مصادره ويتحرى صحة الخبر والمعلومة والمقارنة بين الأخبار المنشورة وما جمعه من مصادره الموثوقة وهو ما يفرق بين الصحفي الرياضي وإعلام المواطنة.
ماذا غير الإعلام فيكما وما هي الأشياء التي أضافها لكما؟
زهير بودي: أنا شخصيا أرى أن الإعلام الرياضي أضاف لنا العديد من الأشياء وهو ما أعتقد أن عمر سيشاطرني الرأي فيه بداية عملنا في المجال الذي نحبه وجعلنا نقدم الإضافة المرجوة في الساحة الإعلامية والأكثر من ذلك إيصال معلومات قيمة وسائل نبيلة للمشاهد لبرامجنا التلفزيونية أو حتى الأخبار التي ننقلها عبر مواقعنا في وسائط التواصل الاجتماعي لكن رسالتي دوما تكون تقديم تلك الإضافة وخدمة جليلة للمجتمع بكل أطيافه ومكوناته وأعماره وهو ما أعتقد أننا قمنا به رفقة شقيقي في برنامجنا «لا كازا ديال سبور».
عمر بودي: بالنسبة لي وأعتقد أنني أشاطر زهير في هذه النقطة أن الإعلام بالنسبة لي هو العالم الذي نحبه أو بالأحرى حياتي التي أعيشها يوميا حتى ولو كنت في المنزل رفقة عائلتي الصغيرة تبقى رسالة الإعلام تلاحقك وأنت أيضا تلاحقها من خلال متابعاتك لآخر الأخبار أو التأكد من معلومات أو الحصول على مواعيد لمقابلات ما يجعل الإعلام يسايرك في كل خطوة حتى وأنت في يوم راحة سواء ما تعلق بالرياضة كزهير أو أنا المنفتح على عالم السياسة الوطنية وحتى الدولية وهنا أجزم القول أن الإعلام يبقى مرتبط بالصحفي على مدى عمره حتى ولو في سن التقاعد لكن الإضافة التي منحنا إياها الإعلام هي حب الناس وإشادات المتابعين لنا كعبارات… بارك الله فيكما قدمتما عمل جيد… أو كنتما في المستوى… فهذا أصفه بالشرف وحب الناس لنا وبحكم أننا من حي شعبي باب الواد نلتقي يوميا بالجيران والمواطنين ومناصرين لعدة فرق سواء من العاصمة أو خارجها وهو ما يجعلنا نحظى بالاحترام من قبلهم وهذا يعني لي أنا وعمر الكثير فكسب احترام الناس أمر مهم ولين من السهل بلوغه.
حاورهما: محمد الأمين.ب
يتبع…