–عمر بودي: «نملك علاقة جيدة مع بلماضي وخلافاته مع الصحافة يتحملها الطرفان»
–زهير بودي: «مؤخرا صرنا نملك محللين رياضيين يقنعون المشاهد بلغة الأرقام والإحصائيات والموضوعية»
بعدما تحدث ضيفا جريدة «الروح الرياضية»، الشقيقان عمر وزهير بودي في الجزء الثاني من حوارهما مع جريدتنا والذي تطرقا فيه إلى واقع الإعلام الرياضي ورسالته في الظرف الراهن وكذا العوائق التي تحول دون تطوره إلى جانب مدى تأثير وسائط التواصل الاجتماعي على الرسالة الإعلامية بشكل عام والرياضية بشكل خاص وصولا إلى الكشف عن الدور الذي لعبه الإعلام في تغيير صورتهما من عدمه، مرورا بالتطرق إلى بعض النقاط حول واقع احترافية الصحافة الرياضية في بلادنا وما هي الأسباب التي تمنع الولوج لإعلام رياضي بأتم معنى الكلمة في ظل غياب قنوات إعلامية رياضية على الساحة، ليتطرق عمر وزهير في الجزء الثالث إلى واقع التحليل الرياضي عبر القنوات والبلاطوهات التلفزيونية الوطنية وكيف يقيمانه إلى جانب الشروط التي يتوجب أن يمتلكها الإعلامي، لكي يلج عالم التحليل الرياضي وكذا أسباب الخلافات التي كانت بين الأسرة الإعلامية والمدرب الوطني السابق جمال بلماضي وبعض الأمور الأخرى التي سوف تتابعونها في عددنا الثالث مع الشقيقين الإعلاميين عمر وزهير بودي.
كيف تقيمان التحليل الرياضي عبر البلاطوهات والقنوات التلفزيونية العامة والخاصة في الجزائر؟
زهير بودي: أنا شخصيا أرى أنه يمكن أن أصنفه بين السلب والإيجاب، ستقول لي كيف ذلك سأجيبك حول هذا، أولا هناك بعض المحللين ممن تتابعهم عبر التلفزيون سواء ما تعلق بمباريات البطولة الوطنية أو لقاءات المنتخب الوطني تدرك من الوهلة الأولى أنهم في المستوى بدليل أنهم يلتزمون بالحيادية والموضوعية وتجدهم دائما ما يبحثون عن منح المشاهد تلك الإضافة التي يبحث عنها سواء من خلال تقديم بعض الأرقام والإحصائيات خاصة باللاعبين والفريق بشكل عام والأهم تقديم تحليل فني حول أداء اللاعبين فوق أرضية الميدان بكل موضوعية، لكن في المقابل نجد بعض المحللين من يستغلون المنابر الإعلامية من أجل ضرب فريق ما أو لاعب بعينه وهو ما لا يمت بأي صلة مع أخلاقيات المهنة لكن عموما يمكن القول أن هناك تحسن في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بمجال التحليل الرياضي بدليل أن العديد من البرامج تقدم أشياء مميزة باستقدام لاعبين سابقين يفيدون المشاهد بتحليلاتهم القيمة على سبيل المثال جابر نعمون في التلفزيون العمومي الذي يبدع في تحليلاته رفقة عبد القادر بن صغير وعمار عمور اللذين بدورهما يبدعان في التحليل.
عمر بودي: أنا شخصيا أرى أن التحليل الرياضي عبر البلاطوهات التلفزيونية في الجزائر تطور في الآونة الأخيرة وبشكل ملحوظ خاصة ما تعلق بتحليل الأداء وهو ما لم نعهده من قبل فأصبحنا نرى لوحات رقمية تتحدث عن الإحصائيات والأرقام والتكتيك وهو شيء محفز لتطوير مجال التحليل الرياضي بشكل عام والكروي بشكل خاص وهو ما يفيد المشاهد في أخذ فكرة جيدة عن المباراة التي تابعها أو يتابعها، بالإضافة إلى هذا لاحظنا مؤخرا ولوج مدربين ولاعبين دوليين سابقين عالم التحليل يملكون من الزاد المعرفي سواء الدراسي وحتى الكروي ما يخول لهم أن يخاطبوا الجماهير بلغة عربية سليمة وتحليلات في المستوى يأتي ذلك بتزامنهم مع ولوجهم لعالم التدريب بنيلهم لشهادات في ذلك ودخولهم في تربصات تكوينية وهو ما سمح لهم بتطوير أنفسهم من جميع الجوانب وهو ما يمكن وصفه بالتحسن الكبير في مجال التحليل الرياضي عبر القنوات التلفزيونية ولو أنه لم يبلغ نسبة مائة بالمائة لكن يمكن القول أننا في الدرب الصحيح.
ما هي الشروط التي يجب أن يتمتع بها الصحفي الرياضي لولوج عالم التحليل الرياضي؟
زهير بودي: كما قلت سابقا يجب على الإعلامي أن يكون موضوعيا وحياديا ويملك مصادر موثوقة للوصول إلى المعلومة أما فيما يخص الصحفي الذي يميل إلى مجال التحليل الرياضي فلا بد عليه أن يبتعد عن الشعبوية في تحليلاته بالإضافة طبعا إلى تميزه بالموضوعية والحيادية التي تعد شرط الصحفي المتميز وهذا كله من أجل إفادة المشاهد بالمعلومات القيمة المناسبة ذات المصداقية، كما أرى أن في الجزائر نميل أكثر إلى مجال التحليل في عالم كرة القدم أكثر من أي رياضة أخرى وهنا يتوجب على الإعلامي أن يكون ملما بخبايا الكرة من جميع جوانبها سواء القانوني، الرياضي والفني وهذا يصنع منه صحفيا متميزا في مجال التحليل الرياضي.
عمر بودي: أولا لدخول الصحفي الرياضي عالم التحليل لا بد أن تتوفر فيه نفس الشروط التي يجب أن تميز الصحفي المتمرس والمحترم والمحترف، فأن تكون صحفيا أو إعلاميا مختصا في مجال التحليل فلا بدا أن تتمتع بالموضوعية، الحيادية وتحري الحقيقة مهما كانت نوعية المنصب أو نوعية العمل المقدم فلا بد أن نلتزم بهذه الشروط المذكورة آنفا وهناك نقطة أود التطرق لها وهي كشف الصحفي عن هوية النادي الذي يناصره… وهذا يراه البعض بالجيد والعادي والبعض الآخر قد يصفه بغير اللائق، لكن من منظوري الشخصي فأنا أرى أنه من المناسب لأي إعلامي الإفصاح عن الفريق الذي يشجعه ولا حرج في ذلك، لأن ذلك سيجبره ويكسبه الالتزام بالحيادية في تحليلاته أو كتاباته أو قراءته وكوني من عشاق المدرستين الفرنسية والانجليزية فهم يقولون أنك إذا كشفت عن فريقك المفضل فحتما سوف يضعك ذلك أمام إلزامية توفر الحيادية والموضوعية وهو شيء مهم وعلى سبيل المثال أنا وزهير الكل يعلم أننا من أنصار اتحاد العاصمة لكن ذلك لم يمنعنا في برنامجنا «لاكازا ديال سبور» من بث عددين حول مئوية الجار مولودية العاصمة وهي الحصة التي أعددناها بكل شغف حول تاريخ هذا النادي الكبير ولو أنه المنافس الأبدي لفريقنا المفضل وكنا البرنامج الوحيد الذي تحدث عن مئوية المولودية العاصمية ما يبين حياديتنا وأكسبنا احترام المشاهد الكريم.
ما هي الأسباب في رأيكما حول الفجوة والخلافات المستمرة بين رجال الإعلام والناخب الوطني السابق؟
زهير بودي: أولا أنا كصحفي رأيت أنه في العديد من المناسبات تم طرح أسئلة من قبل بعض الزملاء يمكن وضعها ضمن خانة الأسئلة الخارجة عن الإطار تماما وهو الأمر الذي كان يقلق كثيرا جمال بلماضي، أما النقطة الثانية فأراها حول طرح بعض الصحفيين لأسئلة في نفس الندوة الصحفية كان المدرب الوطني قد أجاب عليها قبل ذلك أو مشابهة لها كما أرى أن هناك سببا ثالثا يكمن في إيفاد مدراء التحرير للندوات الصحفية إعلاميين مبتدئين لا يملكون الخبرة الكافية ومنحهم بعض الأسئلة التي سبق وأن أجيب عليها رغم ذلك يعيدون طرحها وهو ما زاد من حدة الخلاف بين المدرب ورجال الإعلام، وعليه لا بد أن يتواجد أصحاب الخبرة من رجال الإعلام بالندوات الصحفية لأي ناخب وطني لتفادي المناوشات الكلامية وهو معمول به في العديد من البلدان ما عدا نحن ربما، لكن في المقابل يجب أن نقف عند وجود بعض المدربين الذين لا يجيدون تسيير ندواتهم الصحفية ومنهم الناخب الوطني الذي قبل تواجده مع الخضر كانت لديه علاقات مضطربة مع الصحافة عندما عمل في قطر شأنه شأن الاسباني لويس أنريكي مدرب باريس سان جيرمان الذي بدوره تتميز علاقته برجال الإعلام بالمشاكل فعقلية أو شخصية المدرب تصنع أحيانا الخلافات بعدم تقبله الانتقادات حتى ولو كانت موضوعية.
عمر بودي: أرى أن هذه النقطة مهمة جدا وأحسنتم الإشارة إليها أعتقد أن المشاكل التي طرحت بين الناخب الوطني والأسرة الإعلامية يتحمل وزرها ومسؤوليتها الطرفان وبكوني صحفي أحب النقد الذاتي فنحن كإعلاميين وأتحدث هنا بلغة الجمع دون تسمية زميل معين يتوجب علينا رفع مستوى أسئلتنا المطروحة فعندما تطرح أسئلة بين قوسين تكون مستفزة للشخص الذي نقابله، أسئلة لا تستند إلى معلومات، أسئلة لا تحمل الإضافة خلال الندوة الصحفية بهدف تنوير الرأي العام فمثلا قبل مباراة في تصفيات كأس العالم أو أسئلة كأس إفريقيا فتطرح سؤالا بعيدا عن هذه المنافسة هذا يجعل صورتك تصغر لدى منشط الندوة الصحفية وهنا يكمن الإشكال فمثلا علاقتنا أنا وزهير بجمال بلماضي كانت ولا زالت جيدة للغاية فكنا على تواصل مستمر معه ولدينا احترام متبادل بيننا وليس لدينا معه أدنى خلاف حتى وصل الأمر بنا إلى مراسلته لمتابعة البرامج التي أعددناها ويقدم لنا الملاحظات وهو ما يدل أن علاقته مع الصحافة ليست تلك التي صورها البعض أو يراها البعض الآخر، لكن الآن مع فلاديمير بيتكوفيتش فلم نسقط في نفس الأخطاء التي حدثت مع الناخب الوطني السابق والحمد لله وبوجود هذه الخلافات بين المدرب الوطني ورجال الإعلام حتما سيكون المنتخب الوطني الخاسر الأكبر وعلينا الآن تفادي هذه التلاسنات وعدم الوقوع في الفتنة قد تضر بمصلحة منتخبنا الوطني
يتبع…
حوار: محمد الأمين. ب