دقّت صحيفة «ليكيب» الفرنسية جرس الخطر بخصوص تضييع منتخب فرنسا للمواهب الكروية الواعدة، في صراع استقطابها لهم مع المنتخب الوطني وبعض المنتخبات الأفريقية الأخرى، خاصة بعد أن نجحت الاتحادية الوطنية لكرة القدم «فاف» خلال الفترة الأخيرة في استقطاب لاعبين مميزين، منهم حسام عوار وأمين غويري وريان آيت نوري وبدر الدين بوعناني. الصراع بين الاتحادين الجزائري والفرنسي على المواهب الكروية الواعدة ونجوم المستديرة يمتد لسنوات طويلة، فبعد أن استقطب المنتخب الفرنسي نجومًا كبارًا من أصول جزائرية، في صورة زين الدين زيدان وسمير نصري وكريم ين زيمة، عاد الفريق الوطني إلى الواجهة بضمه للاعبين واعدين. ويرى الكثير من المتابعين بأن الفاف والمنتخب الوطني وجها ضربة قوّية لنظيريهما الفرنسي، بعد أن نجح في ضم كل من ريان آيت نوري وبدر الدين يوعناني في سنّ مبكرة جدًا، 21 عامًا بالنسبة للأول و18 عامًا بالنسبة للثاني، في وقت كان ينتظر فيه الفرنسيون تألقهم مع «الديكة»، خاصة بالنسبة لآيت نوري الذي تحسر عليه ديدييه ديشامب. وينافس الاتحاد الوطني للمستديرة «فاف» مع الاتحاد الفرنسي بخصوص موهبتين كرويتين واعدتين، ويتعلق الأمر بنجم أولمبيك ليون، ريان شرقي (21 عامًا)، ومغناس أكليوش (22 عامًا) نجم نادي موناكو، واللذين أكدت مصادر عديدة في وقت سابق اختيارهما اللعب مع الجزائر في انتظار ترسيم القرار. صحيفة «ليكيب» الفرنسية فتحت ملف اللاعبين مزدوجي الجنسية ليس فقط كضربة إعلامية تواكب الحدث فقط، بل أيضًا للضغط على اللاعبين المترددين في حسم خياراتهم النهائية، ودفع الاتحاد الفرنسي للتحرك لوقف نزيف أبرز النجوم المتخرجين من الأكاديميات الكروية الفرنسية نحو الجزائر والمنتخبات الأفريقية الأخرى، ومنها المغرب أيضًا. ويخشى الفرنسيون خلال الفترة الحالية تضييع كل من ريان شرقي ومغناس أكليوش لصالح المنتخب الجزائري، خاصة في ظل المهارات العالية للاعبين والتوقعات بخصوص بصمهما على مسيرة كروية واعدة. وعادت صحيفة «ليكيب» عبر نسختها الورقية وحتى قناتها التلفزيونية لعدة محاور في هذا الملف الشائك، واعترفت بتأثير تجارب اللاعبين مزدوجي الجنسية السابقة مع منتخب فرنسا، وعلى وجه التحديد الجزائريون منهم، على غرار زين الدين زيدان وكريم بنزيما. واستشهدت «ليكيب» بتصريح سابق لنجم المنتخب الوطني سفيان فيغولي، الذي كان اختار مُبكرًا اللعب مع الخضر، يتذمر فيه من سياسة فرنسا اتجاه اللاعبين مزدوجي الجنسية وفي مقدمتهم الأسطورة زين الدين زيدان، وصرح: «في فرنسا يجب أن تقدم جهدًا مضاعفًا لتتحصل على الاعتراف والتقدير». وتابع: «إنّهم يعتبرون زيدان فرنسيًا لأنّه منح فرنسا لقب بطولة كأس العالم. لو لم يكن الأمر كذلك لكانوا تحدثوا عن أصوله بصفة دائمة»، وكان الفرنسيون تناسوا لفترة إنجازات زيدان عندما هاجموه بقوة بعد طرده في نهائي كأس العالم 2006 أمام إيطاليا، وتحدثوا عن أصوله الجزائرية آنذاك، واتهموه بتفويت فرصة تتويج فرنسا بلقبها الثاني. ويرى الكثير من المحللين بأن اللاعبين أصحاب الأصول الجزائرية الذين ولدوا ونشأوا في فرنسا، يختارون منتخب الجزائر الآن بسرعة أكبر وبقناعة، بعد أن شاهدوا وعايشوا كيف تعامل الفرنسيون مع نجوم مثل زين الدين زيدان وكريم بن زيمة. وعلى عكس ما يحدث مع فرنسا، لم تجد «الفاف» صعوبة ولا مقاومة عندما ضمت الموهبتين الواعدتين، إبراهيم مازة (18 عامًا) نجم هيرتا برلين الألماني، وأمين شياخة (18 عامًا) نجم كوبنهاغن الدنماركي، حيث تقبل الألمان والدنماركيون خيار الموهبتين رغم ترشيحهما للعب مع المنتخب الأول.