أغلق المنتخب الوطني ملف تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 بتأهل مستحق للعرس القاري، ومشوار مميز لعبه رفقاء القائد رياض محرز في المجموعة الخامسة التي ضمت غينيا الاستوائية وتوغو وليبيريا، ليتعيّن بعد ذلك على المدرب فلاديمير بيتكوفيتش البالغ من العمر61 عاماً التركيز على ملفات أخرى تخدم سياسته وتسمح له بقيادة منتخب الخُضر في الطريق الصحيح.
وكشفت مصادر عليمة من مصدر في الجهاز الفني للمنتخب الوطني تُفيد بأن المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، سيستفيد من فترة راحة لأيام برفقة مساعديه، قبل أن يستأنف نشاطه بالتركيز على ثلاثة ملفات تمتلك أولوية قصوى تحسباً لاستئناف تصفيات كأس العالم 2026، انطلاقاً من شهر مارس المقبل الذي ستقام خلاله الجولتان الخامسة والسادسة من هذا السباق ضد بوتسوانا في غابورون ثم الموزمبيق بالجزائر في الأسبوع نفسه.
مراقبة لاعبين في الدوري المحلي
الملف الأول الذي ينتظر المدرب فلاديمير بيتكوفيتش في المرحلة المقبلة، بعد اختتام تصفيات أمم أفريقيا 2025، هو العودة لمتابعة الدوري المحلي لكرة القدم، بحثاً عن العصافير النادرة التي تملك القدرة على تقديم الإضافة، خاصة في خط الدفاع الذي أظهر هشاشة كبيرة في اللقاءات الماضية رغم تنوّع الخطط المنتهجة من قبل المدرب البوسني، مع التذكير أن الأخير يراقب العديد من الأسماء، يتقدمها مدافع اتحاد العاصمة، آدم عليلات، الذي قد يحصل على فرصته ويكون حلاً جديداً في المباريات التأهيلية للمونديال الأميركي.
تحليل مباريات المنتخبات المنافسة
أما الملف الثاني الذي ينتظر فلاديمير بيتكوفيتش على المدى القريب، فهو اتفاقه مع مساعده ومحلل الفيديو في الجهاز الفني، سعيد عقون، على مراجعة المباريات التي لعبها منافسو الخُضر في الفترة الأخيرة، وعلى وجه الخصوص منتخبا بوتسوانا والموزمبيق اللذان نجحا في التأهل لكأس أمم أفريقيا 2025، ما يعني أن رفقاء عيسى ماندي لن يكونوا في مهمة سهلة عند اللعب أمامهما في شهر مارس المقبل، خاصة منتخب بوتسوانا الذي من المنتظر أن يستقبل المنتخب الوطني في الظهيرة وفي شهر رمضان، قبل استقبال منتخب الموزمبيق ثلاثة أيام بعد ذلك، الذي كان الخضر قد تغلبوا عليه ذهاباً في مابوتو العام الماضي بنتيجة هدفين دون مقابل، في عهد المدرب السابق جمال بلماضي.
قضية شرقي وأكيليوش وغيرهما
ويتمثل الملف الثالث الذي ينتظر فلاديمير بيتكوفيتش خلال المرحلة المقبلة، في قضية اللاعبين أصحاب الجنسية المزدوجة المتألقين في القارة الأوروبية، يتقدمهم نجم ليون الفرنسي، ريان شرقي البالغ من العمر21 عاماً وموهبة موناكو، مغناس أكيليوش البالغ من العمر 22 عاماً، إذ من المحتمل أن يتواصل المدرب السابق للمنتخب السويسري مع هذين اللاعبين واكتشاف مدى استعدادهما للالتحاق بالمنتخب الوطني انطلاقاً من معسكر مارس المقبل، أو غلق الباب أمامهما مؤقتاً، بسبب أن بيتكوفيتش يرفض ضم لاعبين جدد في حال ضمان التأهل لكأس العالم، حيث يرى أن ذلك سيكون ظلماً للاعبين الذين قاتلوا في مختلف الملاعب الأفريقية لضمان بطاقة الترشح، ومن المنتظر أن يتحدث مدرب الخُضر كذلك مع نجم فيردر بريمن الألماني، ميتشيل فايزر البالغ من العمر 30 عاماً، الذي كان مرشحاً للانضمام إلى الخضر في معسكر نوفمبر الحالي، قبل أن يتأجل ذلك بسبب بعض الإجراءات الإدارية.
إحتواء أزمة شايبي
كشف مصدر عليم بأن المدير الفني للمنتخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش تعامل بحنكة وذكاء مع عودة اللاعب فارس شايبي لصفوف «محاربي الصحراء»، خلال المعسكر الأخيرة الخاص بمباراتي غينيا الاستوائية وليبيريا، مُشيرا إلى أن المدرب السويسري سيّر عودة النجم الواعد عبر مراحل، قبل وأثناء وبعد المعسكر الإعدادي. مُنذ تسلم بيتكوفيتش الدفة الفنية للمنتخب الوطني استدعى شايبي في مناسبة واحدة فقط، كانت في شهر مارس الماضي خلال دورة دولية ودية في الجزائر، حيث أشركه أساسيًّا في مباراة بوليفيا وأخرجه بين الشوطين، ولم يستعن بخدماته تمامًا بعد أيام من ذلك في مواجهة جنوب أفريقيا. وقرّر بيتكوفيتش عدم استدعاء نجم آينتراخت فرانكفورت الألماني في معسكر جوان وقال إن ذلك يعود لاختيارات فنية، قبل أن يتكرر الأمر نفسه في معسكر سبتمبر وأكتوبر ما جعل الجماهير الجزائرية تتساءل عن أسباب إبعاد اللاعب عن الخضر رغم تألقه مع فريقه في الدوري الألماني. وقالت مصادر خاصة حينها، إن سبب استبعاد فارس شايبي هو قرار انضباطي من المدرب تجاه لاعبه، وليس له أي علاقة بمستواه الفني، بسبب ما بدر منه خلال معسكر مارس، عندما غضب من قرار استبداله في مباراة بوليفيا، وعدم رضاه عن عدم مشاركته في لقاء جنوب أفريقيا. وعاد شايبي البالغ من العمر21 عامًا للمشاركة في معسكر الخضر نوفمبر الجاري، وشارك أساسيا في لقاء ليبيريا، الأحد الماضي، الذي انتهى بفوز كاسح لـ«محاربي الصحراء» بنتيجة خمسة أهداف لهدف. وقالت ذات المصادر إن فلاديمير بيتكوفيتش استغرق كل وقته قبل إعادة فارس شايبي إلى المنتخب من أجل توجيه رسالة قوية لنجم نادي آينتراخت فرانكفورت الألماني، مفادها أن المجموعة بالنسبة إليه هي الأهم والأولى من أي اسم مهما علا شأنه.
وأضاف ذات المصدر بأن بيتكوفيتش تحدث مع شايبي قبل عودته إلى معسكر الخضر أثناء وصوله إليه أيضًا، حيث حرص على وضع النقاط على حروف معه، بالإضافة إلى الاستماع إلى وجهة نظره وفتح صفحة جديدة خدمة المنتخب الوطني المقبل على تصفيات كأس العالم 2026 المهمة جدًا. وتابع ذات المصدر سرده لتفاصيل عودة نجم نادي تولوز الفرنسي السابق للمنتخب الوطني بالقول إن بيتكوفيتش تعامل بذكاء مع هذه العودة، كما اختبر تصرفات فارس شايبي، وصرح «خلال مباراة غينيا الاستوائية التي حسمها التعادل السلبي، التي جرت في مالابو، طلب بيتكوفيتش من شايبي القيام بعمليات الإحماء، لكنّه لم يقم بإشراكه في المباراة وفضّل عليه لاعبين آخرين». وزاد «لكن هذه المرة تصرف شايبي كان مثاليا جدّا، وبدا سعيدا طوال أيام المعسكر وبكل قرارات المدرب بيتكوفيتش. لقد كان لاعبا مختلفا عما شاهده خلال معسكر مارس الماضي»، وأردف: «بعد ذلك قرر بيتكوفيتش إشراك شايبي أساسيا في لقاء ليبيريا». وأوضح: «لكن مدرب المنتخب بدا واضحا مع كل اللاعبين بعد نهاية المعسكر وأكد بأن حضورهم في المعسكر المقبل مرتبط بمشاركتهم بانتظام مع أنديتهم». وتنطبق هذه الرسالة على فارس شايبي الذي فقد مكانته الأساسية مع آينتراخت فرانكفورت الألماني في الفترة الماضية، حيث سيكون مطالبا بالكفاح لاستعادة مكانته ومستوياته المعروفة، على أمل أن تخدمه عودته إلى المنتخب الوطني ومعنوياته العالية بعد ذلك في استعادة مكانته في حسابات المدرب دينو توبمولر.