كشف مصدر عليم أن الاتحادية الوطنية لكرة القدم وبالتشاور مع المدير الفني للمنتخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، استقر بنسبة كبيرة جدا على الملعب الذي سيلعب فيه ما تبقى من لقاءات تصفيات مونديال 2026، وفي مقدمتها المباراة المهمة أمام موزمبيق شهر مارس المقبل.
ويحتل الخضر صدارة المجموعة السابعة في تصفيات كأس العالم 2026 برصيد 9 نقاط، متقدمين بفارق الأهداف فقط على منتخب موزمبيق، وسيتواجه المنتخبان في الجولة السادسة المقررة شهر مارس المقبل، وقبل تلك المباراة، يصطدم المحاربون بمنتخب بوتسوانا لحساب الجولة الخامسة. وبعد مباراة موزمبيق سيكون المنتخب الوطني معنيًا بلعب مباراتين أخريين داخل الديار، واحدة أمام بوتسوانا شهر سبتمبر من العام المقبل، وبعدها بشهر سينهي التصفيات باستقبال منتخب أوغندا في الجولة الأخيرة. وكان الفريق الوطني قد خاض مباريات تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 على ثلاث ملاعب مختلفة، ميلود هدفي بوهران، و19 ماي بعنابة، وحسين آيت أحمد بتيزي وزو، لكن التحركات الأخيرة للفاف توحي بوجود توجه نحو لعب تصفيات مونديال 2026 على ملعب نيلسون مانديلا.
شركة برتغالية لإعادة تهيئة الأرضية
وأكدت مصادر موثوقة في وقت سابق أن رئيس الفاف وليد صادي، الذي يشغل في نفس الوقت منصب وزير الرياضة قرّر اللجوء إلى خدمات شركة برتغالية لصيانة عشب ملعب «نيلسون مانديلا» بالعاصمة الذي بات الملعب الرسمي الأول للمنتخب الوطني بالإضافة إلى صيانة عشب ملعب مركز تدريباته الرئيسي في سيدي موسى. ملعب نيلسون مانديلا تم إغلاقه منذ حوالي شهرين كاملين من أجل صيانة أرضيته التي تدهورت بشكل كبير، لكن كل الأعمال التي أجريت عليها لحد الآن لم تعطِ النتائج المرجوة، حسب مصادر عليمة الأمر الذي دفع صادي إلى اللجوء لخدمات شركة برتغالية في صيانة العشب الطبيعي سبق للاتحادية أن تعاملت معها في وقت سابق. وكان الاتحادية الوطنية لكرة القدم بقيادة رئيسها السابق محمد روراوة تعاقدت مع الشركة البرتغالية نفسها لصيانة عشب ملعب مركز تحضيرات المنتخبات الوطنية بسيدي موسى قبل سنوات، وأعطت تلك الشراكة نتائج جيّدة، وهو ما يسعى صادي لتكراره بعد أن كان شاهدًا على تلك الشراكة الناجحة، عندما كان يشغل منصب مدير المنتخب الأول وعضوا بالمجلس التنفيذي للفاف خلال عهدة روراوة. وأكدت ذات المصادر أن الاتفاق بين الاتحادية والشركة البرتغالية سيكون محددًا بفترة زمنية معينة واختباريا في ذات الوقت، وفي حال نجاح هذه الشركة في تهيئة وصيانة عشب ملعب «نيلسون مانديلا» يمكن تجديد وتوسيع هذه الاتفاقية إلى ملاعب أخرى تعاني من نفس المشكل.
خطوة الفاف تُؤكد خيار الإستقبال بـ«جوهرة براقي»
جاء قرار اتحادية لكرة القدم في تركيز جهوده خلال الفترة المقبلة على صيانة عشب ملعب «نيلسون مانديلا»، وملعب التدريبات بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، ليؤكد توجهه نحو اختيار هذا الملعب لاستقبال مباريات تصفيات مونديال 2026. ويعود هذا القرار بالأساس إلى أنّه سيقدم ظروفًا تحضيرية مثالية لبيتكوفيتش ولاعبيه في التصفيات المونديالية، على اعتبار أنّهم سيحضرون في مركز سيدي موسى بعيدًا عن أي ضغوط خارجية وسيلعبون المباريات الرسمية في ملعب يبعد دقائق فقط عن مقر إقامتهم. وتستدعي تصفيات المونديال تركيزا عاليا من زملاء رياض محرز وتهيئة كل الظروف المناسبة للتحضير، على عكس ما كان عليه في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، التي كانت مجرد تحصيل حاصل لـ«الخضر»، لكن الأمر مختلف في تصفيات المونديال والمنافسة ستكون شرسة على اقتطاع بطاقة الترشح الوحيدة عن المجموعة السابعة. وأكبر دليل على أن بيتكوفيتش يفضل البقاء في مركز سيدي موسى وملعب «نيلسون مانديلا»، هو ما قام به خلال مواجهة ليبيريا الأخيرة في تصفيات «كان 2025»، حيث قرر التنقل في آخر لحظة إلى تيزي وزو للعب المباراة على ملعب حسين آيت أحمد، لأن ظروف الإقامة ليست في مستوى تلك التي يقدمها مركز سيدي موسى، خاصة من ناحية الخصوصية والابتعاد عن الضغوط. وكانت آخر مباراة للمنتخب الوطني على ملعب «نيلسون مانديلا» أمام منتخب غينيا، شهر جوان الماضي، في الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026، والتي خسرها زملاء عيسى ماندي آنذاك بشكل مفاجئ بنتيجة هدفين لهدف.
قرار جديد ينظم تسيير الملعب وملحقاته
من جانب آخر نشرت الجريدة الرسمية في عددها الأخير، قرار وزير الشباب والرياضة السابق، عبد الرحمان حماد، الذي يحدد بشكل نهائي الإطار القانوني لملعب نيلسون مانديلا. القرار، الذي يحمل تاريخ 17 نوفمبر 2024، جاء ليكمل القرار الصادر في 25 جويلية 2018، ويشمل ملعب نيلسون مانديلا وجميع ملاحقه، بالإضافة إلى مسبح 25 مترًا في القبة، وميدان الغولف في دالي إبراهيم، ضمن المرافق التابعة لديوان المركب الأولمبي محمد بوضياف، الذي أصبح المسؤول القانوني عن إدارة هذا المعلم الرياضي. ويتناقض هذا القرار مع التوجهات والتوصيات السابقة التي كانت تدعو إلى إنشاء شركات ذات طابع تجاري للإشراف على إدارة وصيانة هذه المنشآت الرياضية الحديثة، وهو الأمر الذي تحقق فقط في مركب ميلود هدفي في وهران. على الرغم من أنه تم تدشين ملعب نيلسون مانديلا قبل أقل من عامين في افتتاح بطولة إفريقيا للاعبين المحليين في يناير 2023، إلا أن الاستفادة من الملعب لم تكن بالشكل المثالي. فقد واجه العديد من المشاكل، خاصة فيما يتعلق بالصيانة والنظافة، مما أدى إلى إغلاقه في أكثر من مناسبة. آخر هذه الإغلاقات كان في 3 أكتوبر الماضي، بعد مباراة اتحاد العاصمة واتحاد بسكرة، حيث تم إغلاق الملعب لإجراء تجديدات في أرضيته، وأدى الاستعمال المكثف من الأندية العاصمية والمنتخبات الوطنية والعسكرية إلى تدهور حالة الملحق. وأكد مصدر مطلع أنه من المتوقع إعادة فتح ملحق الملعب خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد انتهاء عملية صيانة الأرضية، فيما سيظل الملعب الرئيسي مغلقًا لفترة قد تصل إلى شهر إضافي، حيث سيتم تحديد موعد إعادة فتحه بناءً على قرار وزارة الرياضة.