أكدت إيمان خليف، المتوجة بذهبية الملاكمة لوزن 66 كلغ، في الألعاب الأولمبية باريس 2024، أنها وجدت صعوبات كبيرة، في اقناع عائلتها بممارسة رياضة رجولية. وتحدثت البطلة الأولمبية، في حوارها المطول مع صحيفة «الشرق» القطرية، عن رحلتها في عالم الملاكمة، مشيرة إلى أنها كانت مزيجا بين الألم والنجاح. كما أوضحت بأنها واجهت في بداياتها العديد من الصعوبات. أبرزها التنقل الشاق من بيتها الواقع على بعد 10 كيلومترات من قاعة الملاكمة، لاسيما أثناء فصل الشتاء. وأضافت إيمان خليف: «أنا من عائلة محافظة ولم يكن سهلا إقناعهم وإقناع الأقارب والجيران وأهل القرية بأن فتاة تمارس لعبة الملاكمة. خاصة أنها رياضة رجولية». وواصلت الملاكمة البطلة: «لكنني كنت أحب هذه الرياضة وكانت لديَّ إرادة للنجاح. ورغم كل هذه التحديات كنت أبحث عن حافز من أجل استكمال المشوار.» قبل أن تستدرك إيمان خليف: «ساعدتني الألقاب والنتائج التي حققتها بعد ذلك. وانضمامي إلى المنتخب الوطني في إقناع عائلتي، وبرهنت لهم أنني على الطريق الصحيح». هذا واعترفت خليف بأنها تأثرث نفسيا كأنثى، بالحملة التي شُنت ضدها خلال الألعاب الأولمبية باريس 2024، وبشكل خاص والدتها مشيرة إلى أن تلك الحملة زادتها تحفيزا من أجل التتويج بذهبية أولمبية، فتحولت «المحنة إلى منحة». على حد تعبيرها. وأضافت البطلة الأولمبية: «كنت أقول لنفسي، لقد واجهت كل شيء، حتى الحملة ضدي وكل العالم ضدي، وبالتالي لم يكن هناك خيار أمامي سوى مواجهة العالم. والحصول على ذهبية ورفع علم بلادي فوق منصات التتويج.» وحول ما إذا كانت هناك لحظة قررت فيها الاستسلام أو الانسحاب جراء تلك الأزمة. ردّت: «لم أصل لهذه المرحلة أبداً، فقد كان فريقي الخاص الذي يضم أطباء نفسيين يساندني على الدوام. ولم يتركونِ أقع في هذه الحالة». وفي ردها على سؤال بشأن من ساندها ومن خذلها خلال أزمتها، ردت إيمان خليف: «أولاً الشعب الجزائري ساندني ودعمني بالدرجة الأولى. وأشكرهم وأوجه لهم التحية، وعلى النقيض كان هناك أعداء فلكل نجاح أعداء.» وواصلت البطلة الأولمبية: «أقول لكل فتاة أو سيدة تتعرض للتنمر بسبب شكلها أو أي شيء آخر. أن تكون واعية بقدر كبير عند التعامل مع هذه الحملات ولا تستسلم أو تيأس.» كما عادت إيمان خليف، للحديث عن الحملة الشرسة التي تعرضت لها خلال مشاركتها في ألعاب باريس الصائفة الماضية. وأبرزت البطلة الأولمبية بأن الحملات الموجهة ضدها بدأت في فترات سابقة. وكانت حدتها أقل، مقارنة بتلك التي شُنّت ضدها خلال الألعاب الأولمبية. لافتة إلى أن الحملات كانت ممنهجة. وأن الاتحاد الدولي للملاكمة الذي وصفته بـ «غير الشرعي» كان يحرض ضدها. وكان يريد تصفية صراعه مع اللجنة الأولمبية الدولية على حسابها. وحول الدروس المستفادة من تلك الحملة، قالت: «يجب أن يعي الجميع أنه لا يجب على أي شخص قوي أو ذي نفوذ أن يسعى لإلحاق الضرر بشخص أقل منه». مضيفة: «كلنا سواسية، والعالم سيكون أفضل من دون تنمر وكراهية. يجب أن تتم توعية الناس بشأن كيفية تخطي هذه الكراهية.» وواصلت إيمان خليف: «أعرف نفسي جيداً، والشعب الجزائري والدولة الجزائرية وعائلتي تعرف ابنتها. وهذا أهم شيء». كما أبرزت البطلة الأولمبية: «هؤلاء الذين شاركوا في الحملة ضدي سواء كانوا ضحايا أو محرضين. هناك عدالة قانونية وفريقي القانوني سيخدم مصالحي ويضع الأمور في نصابها». أما بخصوص الحملة الشنعاء التي عانت منها، ردت إيمان خليف: «هناك قانون وكل شخص سوف يتم التعامل معه بالقانون. وهذه رسالة لكل من يقف وراء الحملات التي تعرضت لها فتيات قبلي ومن بعدي. نريد أن يكون العالم من دون كراهية. نريد أن يكون العالم أفضل.»