ووري الثرى ظهيرة أمس الأربعاء بمقبرة العالية بالعاصمة جثمان المدرب السابق للمنتخب الوطني لكرة القدم محيي الدين خالف الذي وافته المنية أول أمس الثلاثاء عن عمر ناهر الـ80 سنة.
ورافق الفقيد إلى مثواه الأخير وزير الرياضة وليد صادي وعدد من رؤساء أندية كرة القدم أفراد عائلته رياضيون وجمع غفير من المواطنين وأصدقاء للمرحوم. وبالمناسبة نوه وزير الرياضة بمناقب الفقيد والذي يعد «شخصية كبيرة في كرة القدم الوطنية». ونقل وزير الرياضة أمس الأربعاء، تعازي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى عائلة الراحل محي الدين خالف خلال مشاركته في مراسم تشييع جثمانه. وتوجه صادي إلى مقبرة العالية، حيث عبر عن تعازيه قائلاً: «وصلت تعازي رئيس الجمهورية لعائلة الفقيد محي الدين خالف». وأضاف الوزير: «نحن نعزي أنفسنا وكل عائلة كرة القدم الجزائرية في هذا المصاب الجلل، فقد فقدنا واحداً من أعظم رموزها، الذي ترك بصمة كبيرة في تاريخها». وأشار صادي إلى مسيرة الراحل التي بدأت كلاعب، ثم مدرب، وصولاً إلى منصب الناخب الوطني الأسبق، واصفاً إياها بأنها مسيرة تاريخية، مليئة بالإنجازات والنجاحات. واختتم وزير الرياضة بالدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة، متمنياً لعائلته الصبر والسلوان. وأثنى الجمع الحاضر من زملائه في المهنة ورفقائه على خصال المرحوم الذي ترك فراغا كبيرا في قلوبهم داعين المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
الهادي ولد علي يُعدد خصال الرجل النزيه
من جهته أبدى رئيس مجلس شبيبة القبائل الهادي ولد علي تأثره الكبيرة لرحيل فقيد كرة القدم الجزائرية محي الدين خالف، الذي وصفه بالرجل «النزيه». وقال الهادي ولد علي عقب تشييع جنازة الفقيد: «خالف كان محبا للجزائر والوطن وعمل لمصلحة الوطن، شرف الجزائر في المحطة الإفريقية والدولية، رجل كذلك معروف بالانضباط و النزاهة واحترامه النهج الرياضي». كما أضاف ولد علي: «كان إنسان ذو حق، و لم يظلم أحد، كل العائلة الرياضية مستحيل تنسى هذا الشخص». وختم رئيس مجلس فريق الكناري: «رمز ومثال لك الأجيال وقام بعمل كبير رفقة شبيبة القبائل وتألق على المستوى الوطني، بدأ في الشبيبة وأنهى مسيرته في الشبيبة، بفضل خالف شبيبة القبائل عرفها كثيرا على المستويات».
عبد الحق بن شيخة يُثني على شهامة الفقيد
بدوره أعرب مدرب شبيبة القبائل، عبد الحق بن شيخة، عن تقديره الكبير لفقيد الكرة الجزائرية، محي الدين خالف، واصفاً إياه بـ «الزعيم». وفي تصريحات أدلى بها من مقبرة العالية أمس الأربعاء، خلال مراسم دفن الراحل محي الدين خالف، قال بن شيخة: «خالف كان زعيماً، وكان بمثابة الأخ لنا جميعاً». وأضاف بن شيخة: «لم أتمكن من العمل معه كلاعب، لكننا تعاونّا سوياً خارج الجزائر، وتحديداً في قناة الجزيرة الرياضية (التي تُعرف حالياً باسم بي إن سبورت). كان إنساناً محترماً، يحب وطنه الجزائر، وقد قدّم لها الكثير».
درويش يُبدي تأثره الكبير برحيل رمز من رموز الكرة الجزائرية
كما أعرب اللاعب السابق لشبيبة القبائل، نور الدين دريوش، عن تأثره الكبير بفقدان محي الدين خالف، أحد أبرز رموز الكرة الجزائرية، الذي وافته المنية أول أمس. وفي تصريح له عقب مراسم الجنازة، قال دريوش: «متأثر جداً بوفاة محي الدين خالف، رحمه الله. كان شخصية وطنية كرّس حياته لخدمة الكرة الجزائرية، سواء مع المنتخب الوطني أو مع شبيبة القبائل». وأشار دريوش إلى أنه حظي بشرف العمل مع خالف عام 2000، حيث قال: «عملت معه في تلك السنة، وحققنا الكأس الأولى التي فتحت الطريق أمام التتويج بالثلاث كؤوس الإفريقية. كان شخصاً ذا أخلاق رفيعة». وأضاف المدافع السابق للشبيبة: «خالف كان مناصراً دائماً للفريق، وحتى في أيامه الأخيرة كان يدعمه. كان صارماً في العمل، لكنه أخ وصديق للجميع. كان يحرص على نصحنا باستمرار، وكان له دور كبير في تحقيق الكأس الأولى». تأتي هذه الكلمات لتؤكد الأثر الكبير الذي تركه محي الدين خالف في مسيرة الكرة الجزائرية، وخصوصاً مع شبيبة القبائل، حيث سيظل ذكراه محفوراً في قلوب محبيه وأبناء الكرة الوطنية. وتوفي مدرب الفريق الوطني سنوات الثمانينات، أمس الثلاثاء عن عمر ناهز ال80 عاما تاركا وراءه سجلا ذهبيا حافلا بالألقاب والانجازات. واستهل فقيد الكرة الجزائرية مشواره الكروي كلاعب من بوابة فريق شبيبة القبائل سنة 1967 الذي صعد معه الى بطولة القسم الاول وبعدها توج معه بلقب بطولة الجزائر لموسم (1972- 1973) تحت قيادة المدرب الروماني فيرجيل بوبيسكو. وقبل هذه المرحلة، لعب المرحوم موسم 1970 – 1971 في صفوف نادي نصر حسين داي قبل العودة مجددا الى فريق شبيبة القبائل الذي بقي يلعب في صفوفه لغاية 1974. و استهل المرحوم محيي الدين خالف مشواره كمدرب مع شبيبة القبائل موسم (1977- 1990) الذي كتب معه صفحة مشرقة في سنوات الثمانينات رفقة المدرب البولوني ستيفان زيفوتكو الذي قاد معه الشبيبة للتتويج بأول لقب في البطولة الوطنية سنة 1977. وبعد مشواره المبهر مع شبيبة القبائل، استدعي المرحوم في شهر سبتمبر من سنة 1979 للإشراف على العارضة الفنية للمنتخب الوطني الجزائري رفقة المدرب اليوغوسلافي زدارفكو روكوف من اجل قيادة كتيبة «الخضر» في الالعاب المتوسطية لسنة 1979. وفي سنة 1980 نجح في اقتطاع تأشيرة التأهل الى الالعاب الاولمبية بموسكو وكاس افريقيا للأمم بنيجيريا. ويبقى محيي الدين خالف يحمل الرقم القياسي من حيث عدد الألقاب التي أحرزها بمجموع 13 لقبا في 11 سنة (8 ألقاب بطولة وطنية، التتويج مرتين بلقب كاس الجمهورية وكاس افريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس، بالإضافة الى تتويجه بلقب كاس الكونفدرالية الافريقية عندما كان يشرف على العارضة الفنية لفريق الشبيبة رفقة ناصر سنجاق. وبفضل هذه الانجازات و الارقام الفريدة التي سجلها، سيبقى اسم المرحوم محيي الدين خالف منقوشا للابد في الذاكرة وفي سجل كرة القدم الجزائرية.