لم يكن اختيار إسماعيل بن ناصر اللعب للمنتخب الوطني مجرد صدفة، بل كان قرارًا نابعًا من القلب ومن قناعات راسخة، وهو ما أكده النجم الدولي ولاعب ميلان الإيطالي في تصريحاته الأخيرة التي عكست مدى حبه الكبير لقميص الخضر والوطن واعتزازه بالإنجازات التي حققها مع المنتخب. «التأهل لكأس العالم والمشاركة فيه حلم الطفولة»، بهذه العبارة عبّر بن ناصر عن الحلم الذي يراوده منذ الصغر. هذا الحلم أصبح أقرب إلى التحقق بعد التألق الكبير للمنتخب الوطني في السنوات الأخيرة، خاصة مع المردود الممتاز الذي يقدمه الخضر بقيادة فلاديمير بيتكوفيتش حيث يتصدر مجموعته في تصفيات كأس العالم 2026. اللاعب الذي اختار تمثيل الجزائر رغم امتلاكه خيار اللعب مع المنتخب المغربي أو المنتخب الفرنسي، كشف أن قراره لم يكن محل تردد على الإطلاق. حيث يقول بن ناصر: «تحمست كثيرا لارتداء قميص المنتخب الوطني عندما كان الخضر يقارعون أبطال العالم المنتخب الألماني». وكانت تلك المباراة الملحمية في مونديال 2014، التي رغم خسارتها، أعادت هيبة المنتخب الوطني على الساحة العالمية وألهمت جيلًا جديدًا من اللاعبين، بمن فيهم بن ناصر، لاتخاذ قرار اللعب مع المحاربين. لكن هذا القرار لم يكن خاليًا من التحديات، إذ اعترف بن ناصر بأن والده لم يكن راضيًا في البداية: «والدي غضب مني لأنني لم أختر تمثيل المنتخب المغربي»، قال إسماعيل، في إشارة إلى الصراع العاطفي الذي عاشه في كنف عائلة ذات أصول مغربية وجزائرية. ورغم هذا الضغط بقي بن ناصر متمسكًا بخياره، وهو القرار الذي أثبت صحته بعد أن تحول إلى أحد أبرز نجوم خط الوسط في إفريقيا والعالم. الفصل الأهم في مسيرة بن ناصر مع الخضر كان التتويج بكأس أمم إفريقيا 2019 في مصر، وهو الإنجاز الذي قال عنه: «تتويجنا بكأس أمم إفريقيا 2019 كان أيضا حلما وتحقق». بن ناصر لم يكن مجرد عنصر مشارك في هذا التتويج، بل كان أحد أبرز مهندسيه، حيث حصد جائزة أفضل لاعب في البطولة، بعد أن أظهر مستوى مميزًا في التحكم بالكرة وصناعة اللعب. إنجازات المنتخب الوطني لم تتوقف عند «الكان»، حيث أضاف بن ناصر إنجازًا آخر يفتخر به، قائلاً: «وصولنا لـ35 مباراة بدون هزيمة شرف وفخر كبير». هذه السلسلة التاريخية جعلت الفريق الوطني واحد من أعظم المنتخبات في العالم من حيث عدد المباريات المتتالية بدون خسارة، وهو إنجاز يعتز به اللاعب الذي لطالما أكد على روح الفريق والعمل الجماعي. تصريحات بن ناصر ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي شهادة تعكس الإصرار والحب الكبير الذي يحمله لقميص المنتخب الوطني. بين الحلم الطفولة بتمثيل الجزائر، واتخاذ القرار الحاسم رغم معارضة والده، إلى رفع كأس إفريقيا وتحقيق سلسلة تاريخية من اللاهزيمة، خط إسماعيل بن ناصر مسيرة مليئة بالشغف والإرادة. وبالنظر إلى عزيمته وتصميمه، يبدو أن أحلامه لم تنته بعد، فالمشاركة في كأس العالم تظل الهدف الأكبر، وهو الحلم الذي يسعى لتحقيقه مع محاربي الصحراء في المستقبل القريب.