يبدو أن التألق الكبير لأنيس حاج موسى مع نادي فاينورد روتردام الهولندي قد لفت أنظار كبار الأندية الأوروبية، وعلى رأسها نادي ميلان الإيطالي.
اللاعب الدولي الشاب، البالغ من العمر 22 عامًا، أصبح حديث الصحف الرياضية في الآونة الأخيرة، خصوصًا بعد أدائه المميز في بطولة دوري أبطال أوروبا والدوري الهولندي. وأحدث ظهور بارز لحاج موسى كان في مواجهة فاينورد ضد سبارتا براغ التشيكي، حيث سجل هدفًا وصنع آخرا، مساهمًا في فوز فريقه بنتيجة (4-2). ولم يكن هذا الأداء الاستثنائي حالة معزولة، فقد سجل حاج موسى 6 أهداف في آخر 7 مباريات ضمن مختلف المسابقات، ليصبح أحد أهم أسلحة فينورد الهجومية. هذا التألق لم يمر مرور الكرام على إدارة «الروسونيري»، حيث كشف موقع «فيشاخس» أن نادي ميلان الإيطالي يجهز عرضًا رسميًا لضم اللاعب الدولي. وأكدت ذات المصادر أن الصفقة قد تتطلب دفع 10 ملايين يورو، وهو مبلغ يبدو معقولًا بالنظر إلى إمكانيات اللاعب الشاب وعقده الممتد مع فينورد حتى 2029. إدارة فاينورد، التي ضمّت اللاعب الصيف الماضي من باترو إيسدين البلجيكي مقابل 3 ملايين يورو، تسعى إلى تحقيق أقصى استفادة مالية من هذه الصفقة المحتملة. ميلان، الذي يضم في صفوفه لاعب المنتخب الوطني الآخر إسماعيل بن ناصر، يبدو مصممًا على تعزيز تشكيلته بمواهب شابة ضمن استراتيجيته الجديدة. حاج موسى قد يكون إضافة نوعية للهجوم اللومباردي، خاصة مع حاجة الفريق إلى لاعب بمهارات هجومية متنوعة وقدرة على التسجيل والصناعة في المباريات الكبرى. وأشارت ذات المصادر أن المفاوضات بين ميلان وفاينورد قد تكون معقدة وطويلة، لكن المؤكد أن حاج موسى وضع نفسه في دائرة اهتمامات الكبار. بدورها جماهير الخضر قد تجد نفسها قريبًا تتابع نجمًا جزائريًا آخر في «الكالتشيو» الإيطالي، في مسيرة قد توازي أو حتى تتفوق على تجربة بن ناصر في ميلان. من جانب آخر واصل الدولي أنيس حاج موسى كتابة اسمه بأحرف من ذهب في الملاعب الأوروبية، بعدما خطف الأضواء مع فريقه فاينورد روتردام الهولندي. حاج موسى، الذي لم يكن معروفًا لدى الكثيرين قبل بداية الموسم، تحول اليوم إلى حديث الصحافة الأوروبية والجماهير الجزائرية بفضل أدائه المذهل في الدوري الهولندي ودوري أبطال أوروبا. اللاعب الشاب تمكن من الظفر بجائزة أفضل لاعب في فريقه فينورد لشهر نوفمبر، وهي جائزة جاءت كاعتراف بمساهماته الكبيرة على المستطيل الأخضر. ولم يكتف حاج موسى بالتألق في المسابقات المحلية، بل رفع راية الجزائر عاليًا في دوري أبطال أوروبا، حيث تمكن من تسجيل هدف عالمي في شباك ريد بول سالزبورغ، وهو الهدف الذي اختاره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» كأفضل هدف في الجولة الرابعة من البطولة، متفوقًا على أهداف نجوم كبار. تألق حاج موسى لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل سلسلة من العروض القوية. في المباراة التاريخية ضد مانشستر سيتي على ملعب «الاتحاد»، أين فرض لاعب الخضر نفسه كنجم اللقاء. رغم أن فريقه كان متأخرًا بثلاثة أهداف نظيفة، فإن حاج موسى قاد انتفاضة فاينورد، حيث سجل الهدف الأول لفريقه قبل أن يقدم تمريرة حاسمة قادت إلى تسجيل هدف التعادل في مباراة انتهت بنتيجة 3-3، وسط دهشة جماهير مانشستر سيتي. هذا الأداء جعله ينال جائزة أفضل لاعب في المباراة، ليصبح رابع لاعب جزائري فقط يظفر بهذه الجائزة منذ استحداثها في دوري الأبطال، بعد حسام عوار، إسماعيل بن ناصر، ورياض محرز. وجوده ضمن هذه القائمة المرموقة يعكس حجم الإنجاز الذي حققه حاج موسى في فترة وجيزة. ولم يتوقف تألق حاج موسى عند حدود دوري الأبطال، فقد فرض نفسه أيضًا في الدوري الهولندي الممتاز. أداؤه في مواجهة هيرنفين كان استثنائيًا، حيث سجل هدفًا وقدم أداءً لافتًا، مما أهله لدخول التشكيلة المثالية للجولة الـ13. تقييمه المرتفع (8.68) يعكس مدى تأثيره على مجريات المباراة، حيث شارك بفعالية في الهجمات وخلق فرصًا تهديفية عديدة. كما كان ضمن التشكيلة المثالية للجولة الثانية عشرة رفقة مواطنه رامز زروقي، ليبرهن مرة أخرى على استمرارية مستوياته الرفيعة. ومع تسجيله أربعة أهداف متتالية لفريقه في مختلف المسابقات، بات واضحًا أن حاج موسى ليس مجرد موهبة عابرة، بل لاعب في طور التحول إلى نجم حقيقي.
إشادات الصحافة الأوروبية كانت في مستوى التألق الكبير لحاج موسى فصفحة دوري أبطال أوروبا الرسمية لم تفوت الفرصة للإشادة به، حيث نشرت مقطعًا مصورًا لهدفه الرائع ضد سالزبورغ. بدوره، الاتحاد الأوروبي «يويفا» احتفى باللاعب عبر منصاته الرسمية، واصفًا هدفه بـ«الجميل»، وهو ما يُظهر حجم الاهتمام المتزايد الذي بات يحظى به الجزائري الشاب في القارة العجوز. حتى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، عبر منصاتها، سلطت الضوء على الهدف الذي هز به شباك سالزبورغ، معتبرةً إياه أحد أجمل أهداف الجولة. أما الصحافة الهولندية، فلم تتردد في الإشادة باللاعب، واصفة إياه بـ«الجوهرة الجزائرية» و«اللاعب الذي يصنع الفارق في الأوقات الصعبة». بتألقه في دوري أبطال أوروبا والدوري الهولندي، أضاف أنيس حاج موسى اسمه إلى قائمة طويلة من اللاعبين الجزائريين الذين صنعوا المجد في أوروبا، على غرار رياض محرز، ياسين براهيمي، وإسماعيل بن ناصر. غير أن المميز في حالة حاج موسى هو سنه الصغير، ما يعني أن لديه هامشًا كبيرًا للتطور والتألق في المستقبل. وقد يصبح حاج موسى أحد أعمدة المنتخب الوطني في المستقبل القريب، خاصة إذا استمر في هذا المستوى مع فينورد. فالجماهير الجزائرية، التي تتابع خطواته عن كثب، باتت تراهن على حاج موسى ليكون خليفة الأسماء اللامعة التي صنعت مجد «محاربي الصحراء» في أوروبا. وبفضل طموحه، عزيمته، وموهبته، لا يبدو أن حاج موسى سيقف عند هذا الحد. فالمستقبل مفتوح أمامه لتحقيق إنجازات أكبر، وربما يكون اسمه في يوم من الأيام ضمن لائحة أفضل اللاعبين في العالم.